تقديم
تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي عرفتها البشرية. إنها النواة الأولى التي يتشكل منها المجتمع، وهي المسؤولة عن تربية الأجيال ونقل القيم والمعتقدات. في هذا المقال، سنتناول بعض السمات الأساسية التي تميز الأسرة ودورها الحيوي في بناء مجتمع سليم.
الأسرة: حجر الزاوية في المجتمع
تُمثل الأسرة أصغر وحدة بنائية في التركيبة الاجتماعية. إنها بمثابة الخلية الأساسية التي يتكون منها المجتمع بأكمله، بما في ذلك أعضائه ومؤسساته المختلفة. تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي يتعرض لها الفرد، حيث تتشكل شخصيته وتتبلور قيمه. تتأثر شخصية الفرد بالثقافة، واللغة، والمعتقدات التي تنقلها إليه الأسرة، مما يجعلها نقطة البداية لتطور المجتمعات واستقرار العالم.
روابط الدم والمصاهرة: أساس الأسرة
يعيش أفراد الأسرة الواحدة تحت سقف واحد، يتشاركون فيه الموارد والإمكانيات. يجمع بينهم نوعان رئيسيان من الروابط الأسرية: رابطة الدم والقرابة، ورابطة الزواج. رابطة الدم تجعلهم يحملون نفس الاسم العائلي، ويسعون للحفاظ عليه وتقديره. أما رابطة الزواج فهي علاقة اجتماعية معترف بها، وتخضع للأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع.
الأسرة: وحدة اقتصادية متكاملة
منذ القدم، كانت الأسرة تمثل وحدة اقتصادية مكتفية ذاتياً. كانت عمليات الإنتاج والاستهلاك تتم داخل البيت الواحد على نطاق ضيق. أفراد الأسرة كانوا يقومون بدور المستهلك والمنتج في آن واحد. ومع تطور الحياة، تغيرت الأدوار داخل الأسرة، وأصبح كل من الرجل والمرأة يضطلع بمسؤوليات مختلفة. غالباً ما تتولى المرأة مسؤولية الإنتاج داخل البيت، بينما يتولى الرجل مهمة تأمين الاحتياجات الأساسية من خلال العمل خارج المنزل.
الأهمية الإحصائية للأسرة
تلعب الأسرة دوراً مهماً في تطوير العلوم والمعارف البشرية، حيث تُستخدم كنموذج مصغر لدراسة العديد من القضايا الاجتماعية والعلمية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأسرة كعينة لدراسة التعداد السكاني، والأوضاع الاقتصادية للمواطنين. من خلال دراسة الأسرة، يمكن للباحثين فهم حجم المشاكل الاجتماعية ومخاطرها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتدارك الأمور قبل تفاقمها.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد أهمية الأسرة والروابط الأسرية، حيث قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” (النساء: 1). هذه الآية تدل على أن الأسرة هي أصل البشرية.
المراجع
- “الأسرة ومفهومها التربوي”، صفحة 5 و6، www.dspace.univ-djelfa.dz، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-10-16.
- زينب إبراهيم العزبي، “علم الاجتماع العائلي”، صفحة 31، www.olc.bu.edu.eg، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-10-15.