المحتويات
تفعيل التشريعات المانعة لزواج الأطفال
تُعد ظاهرة زواج الأطفال من أبرز التحديات الاجتماعية التي تستدعي اهتماماً بالغاً وجهوداً مكثفة للحد من انتشارها. تتسبب هذه الظاهرة بمجموعة من الآثار السلبية الخطيرة، بدءًا من تهديد صحة الفتيات وانتهاءً بتقويض مستقبلهن وتفكك الأسر. هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في مواجهة هذه المشكلة بفعالية.
يجب تفعيل القوانين التي تحظر زواج الأطفال وتطبيقها بحزم. على الرغم من وجود هذه القوانين في بعض الدول، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى التنفيذ الفعلي. يتطلب ذلك تضافر جهود المؤسسات والمراكز الحكومية المعنية، بالإضافة إلى زيادة عدد المتخصصين والقانونيين الذين يتابعون البرامج القائمة للحد من هذه الممارسة. يجب أيضًا استحداث تشريعات جديدة تمنع زواج الأطفال بشكل قاطع وتفرض عقوبات رادعة على المخالفين.
تعزيز تعليم الفتيات
إن تشجيع تعليم الفتيات يمثل حجر الزاوية في معالجة هذه القضية. يبدأ ذلك بتحفيز الأسر على إعطاء الأولوية لتعليم بناتهن، مروراً بدور المؤسسات التعليمية في توعية الفتيات وأولياء أمورهن بأهمية التعليم الجامعي في توسيع مداركهن الفكرية وتمكينهن من اتخاذ قرارات ناضجة بشأن مستقبلهن الزوجي.
تفعيل برامج التوعية المجتمعية
لا بد من العمل على تغيير بعض العادات والتقاليد المجتمعية الموروثة التي تساهم في تشجيع زواج الأطفال. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق برامج توعية مجتمعية شاملة تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تترتب على هذا الزواج، سواء على الفتيات أو على استقرار الأسر. يجب بث هذه البرامج عبر مختلف المؤسسات الحكومية، بما في ذلك المؤسسات المدنية والمراكز الدينية، وكذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة. من المهم أيضاً عرض قصص واقعية لفتيات تعرضن لتجارب مريرة نتيجة الزواج المبكر، وبيان الأضرار التي لحقت بهن وبعائلاتهن.
تأمين مقومات العيش الكريم
إن تمكين المرأة في المجالات التعليمية والمهنية يلعب دوراً حاسماً في الحد من زواج الأطفال. عندما تتمكن المرأة من الحصول على فرص عمل تؤمن لها الاستقلال المالي وتلبي احتياجاتها الأساسية، فإنها ستكون أكثر قدرة على التفكير ملياً في اختيار شريك حياتها المناسب عندما تشعر بالنضج الكافي لاتخاذ هذا القرار المصيري، دون أن تضطر إلى الزواج المبكر بدافع الحاجة أو الضغوط الاجتماعية.
تمكين المساواة بين الجنسين
تعزيز المساواة بين الجنسين يمثل عاملاً مهماً في الحد من زواج الأطفال. عندما يحظى الفتيات بفرص متساوية في التعليم والعمل، يصبحن قادرات على إعالة أنفسهن وتحقيق طموحاتهن دون الحاجة إلى الزواج في سن مبكرة.
قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114].
مضاعفات الزواج المبكر
من الضروري مضاعفة الجهود لمكافحة زواج الأطفال، وذلك لما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة، خاصة على الفتيات. تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
التعرض لأوجه العنف المختلفة
الفتيات الصغيرات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة غالبًا ما يجهلن حقوقهن، مما يجعلهن عرضة لانتهاكات حقوقهن من قبل أزواجهن وعائلاتهم. قد يتعرضن للعنف اللفظي والجسدي بشتى أنواعه، مثل الإهانة والضرب المبرح، بالإضافة إلى الإهمال وعدم توفير الاحتياجات الأساسية. أظهرت الدراسات أن الفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة هن أكثر عرضة للعنف المنزلي مقارنة بالفتيات اللاتي يتزوجن في سن أكبر.
تدهور الحالة الصحية للفتاة
قد تعاني الفتيات المتزوجات في سن مبكرة من مجموعة متنوعة من الأمراض الجسدية والنفسية. تشمل هذه الأمراض الملاريا وسرطان عنق الرحم والأمراض المنقولة جنسيًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحمل والولادة في سن مبكرة يمكن أن يؤديا إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد حياة الفتاة.
الوفاة
تزداد احتمالية وفاة الفتيات بسبب زوج القاصرات، لأنهن أكثر عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض المرتبطة بالحمل، كما أن الحمل المبكر هو أخطر نتائج الزواج المبكر، نظرًا لتأثيره الخطير على صحة وجسد الفتاة الصغيرة، وقد يؤثر على صحتها الإنجابية بشكل كبير، ومن الممكن أن يؤدي إلى وفاتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار” (رواه ابن ماجه).
المراجع
- “5 WAYS TO END CHILD MARRIAGE”, plancanada.
- “How to end it”, girlsnotbrides.
- “Child Marriage – Devastating Consequences”, unchainedatlast.
- “Child Marriage: A Silent Health and Human Rights Issue”, nlm.