رحلة عبر تاريخ خطوط القرآن الكريم

خطوط القرآن الكريم في بداياته

شهدت كتابة المصاحف الشريفة تنوعًا في الخطوط منذ نزول الوحي. ففي العهد الأول وحتى القرن الخامس الميلادي تقريبًا، كان الخط الكوفي السائد، مع تباين أنماطه. ثم مع تطور الخط العربي في القرن الثامن أو التاسع الميلادي، برز خط الثلث كخط رئيسي لكتابة المصاحف. وأخيرًا، تفوق خط النسخ في العصر الحديث لجماله وأصبح الخيار الأبرز.

تنوع الخطوط عبر العصور

أظهرت دراسة أجريت على مصاحف مكتبة المصحف الشريف في القرن الحادي عشر الهجري تنوعًا في الخطوط، حيث برزت خمسة خطوط رئيسية: النسخ، والمغربي، والرقعة، والثلث، والكوفي. وقد بلغ عدد أنواع الخطوط العربية عشرين نوعًا بحلول القرن الثالث الهجري. ثم قام الوزير ابن مقلة بتقنين ستة أنواع رئيسية: النسخ، والثلث، والتوقيع، والريحان، والمحقق، والرقعة. وقد ساهم ابن مقلة في تطوير الخط الكوفي بشكل كبير. واصلت الدولة العثمانية تطوير فن الخط، حيث أنشأت مدرسة خاصة لتعليم الخط والنقش والتذهيب في الأستانة سنة 1326 هـ. كما برز العرب والإيرانيون في هذا المجال.

مكتبة المصحف الشريف: كنوز الخط العربي

تُعد مكتبة المصحف الشريف من أهم المجموعات الوقفية، حيث تضم 1878 مصحفًا نادرًا بالإضافة إلى 84 ربعة قرآنية. وتمثل هذه المجموعة مراحل تطور تدوين المصحف من حيث الورق والخطوط، معبرة عن عناية المسلمين بكتاب الله من حيث الحفظ، والدراسة، والتفسير، والخط، والزخرفة. وهي ثروة علمية قيّمة لدراسة تطور الخطوط عبر العصور الإسلامية.

ثورة الطباعة وتأثيرها على المصاحف

ظهرت المطابع عام 1431 ميلادية، لكنها استغرقت وقتًا طويلًا حتى وصلت إلى البلاد العربية. بدأ ظهور المطابع في إيطاليا، ثم فرنسا، ثم إنجلترا، قبل أن تنتشر في بقية أنحاء العالم. أول مصحف طبع في مطبعة حديثة كان في هامبورغ بألمانيا سنة 1113 هجرية. بعدها دخلت المطابع إلى تركيا، ثم تونس، ثم حلب، قبل أن تنتشر في بقية البلاد العربية، مما ساهم في انتشار طباعة المصاحف بشكل واسع.

بعض الأمثلة على التطور التاريخي للخطوط:

المراجع

• محمد طاهر الكردي، تاريخ القرآن الكريم، صفحة 184-190.
• عبد الرحمن المزيني، المصاحف المخطوطة في القرن الحادي عشر الهجري، صفحة 52.
• محمد العوفي، تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته، صفحة 6.
• عبد الرحمن المزيني، المصاحف المخطوطة في القرن الحادي عشر الهجري، صفحة 11.