مقدمة
تستعد الأم في الأشهر الأخيرة من الحمل لاستقبال فرد جديد في العائلة. يمثل الوصول إلى لحظة الولادة ذروة هذا الاستعداد، حيث تتوجه الأم إلى المستشفى في انتظار المخاض. قد تتضمن علامات الولادة التقلصات الرحمية المنتظمة أو نزول السائل الأمنيوسي. يجب على الطبيب تقييم حالة الأم لاتخاذ القرار المناسب بشأن طريقة الولادة. تلجأ العديد من النساء إلى الولادة المهبلية، ولكن في بعض الحالات، قد يكون هناك ما يستدعي اللجوء إلى العملية القيصرية لضمان سلامة الأم والجنين.
الولادة المهبلية
في الولادة المهبلية، يتحرك رأس الجنين إلى الأسفل، وهي العملية المعروفة طبياً باسم “المجيء الرأسي”. يبدأ رأس المولود بالظهور، ويمكن للطبيب أن يتحسسه. مع ازدياد قوة التقلصات الرحمية، يندفع رأس الجنين تدريجياً إلى الخارج. تتمدد العضلات المحيطة بمنطقة العجان والفرج بشكل طبيعي. في بعض الحالات، ولتسهيل خروج الجنين وتجنب التمزقات الكبيرة، قد يقوم الطبيب بعمل شق جراحي في منطقة العجان. بعد الولادة، يقوم الطبيب بخياطة هذا الشق، مع تقديم التعليمات اللازمة للأم للعناية بالجرح وتسريع الشفاء.
أساليب الاعتناء بالجرح بعد الولادة المهبلية
لضمان التعافي السليم والسريع بعد الولادة المهبلية، يجب اتباع النصائح التالية:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: اغتسلي بالماء الدافئ واستخدمي غسولاً مطهراً يصفه الطبيب عدة مرات في اليوم.
- استخدام الفوط الصحية المناسبة: اختاري فوطاً صحية ناعمة الملمس ومصنوعة من القطن، وغيريها بانتظام، حوالي ثلاث مرات في اليوم، مع الاغتسال المتكرر.
- المغاطس العلاجية: قد يصف الطبيب مغاطس ماء دافئة مع إضافة غسول مطهر.
- تمارين كيجل: واظبي على ممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات المهبل والفرج، مما يساعد على التئام الجرح.
- الكريمات الموضعية: استخدمي الكريمات الطبيعية أو المضادة للالتهابات التي يصفها الطبيب لتسريع التئام الجروح ومنع الالتهابات.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة: حاولي الاستلقاء قدر الإمكان. إذا كان الجلوس ضرورياً، استخدمي مقعداً مريحاً مبطناً.
الولادة القيصرية
يتم اتخاذ قرار إجراء الولادة القيصرية في الحالات التي تعيق الولادة المهبلية الطبيعية. قد تشمل هذه الحالات كبر حجم رأس الجنين، أو عدم نزول الرأس بشكل صحيح، أو وجود الجنين بوضعية عرضية في الرحم، أو نقص الأكسجين الذي يؤثر على كل من الأم والطفل، أو عدم حدوث توسع كافٍ في منطقة العجان. تهدف العملية القيصرية إلى تجنب المشاكل التي قد تؤثر على الجهاز العصبي للطفل. بالإضافة إلى ذلك، قد تفضل بعض السيدات الولادة القيصرية لأسباب شخصية.
تتم الولادة القيصرية عن طريق إجراء شق جراحي في البطن. يقوم الطبيب بإبعاد الطبقات المختلفة من الأنسجة وإجراء تخثير كهربائي لوقف النزيف. يتم فتح الصفاق للوصول إلى المنطقة العضلية، ثم يتم إبعاد الطبقات للوصول إلى الطبقة السفلية من الرحم. يتم شق الرحم لإخراج السائل الأمنيوسي، ثم يتم إخراج المولود، بدءاً بالرأس ثم كامل الجسم. يتم قطع الحبل السري وربطه، وإخراج المشيمة. يتم إغلاق طبقات الرحم بالخياطة، ثم يتم تنظيف جوف البطن وإغلاق الجلد الخارجي بالغرز. يمكن أن تكون الغرز ظاهرة أو تجميلية (تتم بطريقة الكبس بحيث لا تظهر أي قطب).
أساليب الاعتناء بالجرح بعد العملية القيصرية
لتعزيز التعافي بعد العملية القيصرية، اتبعي الإرشادات التالية:
- تغيير الضماد: قومي بتغيير الضماد قبل الخروج من المستشفى. يفضل استخدام ضماد مقاوم للماء لتسهيل الاغتسال، مع الحرص على عدم وصول الماء إلى الجرح لمدة أسبوع على الأقل.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة: تجنبي حمل أي شيء ثقيل وأكثري من المشي لتليين العضلات والمساعدة في الشفاء.
- وضعية الاستلقاء: تجنبي الانحناء والاستلقاء بوضعية التمدد أفضل من الجلوس.
- كريمات التئام الجروح: استخدمي الكريمات التي يصفها الطبيب للمساعدة في التئام الجروح.
- كريمات إزالة آثار الجراحة: بعد زوال الألم والشعور بالتحسن، يمكنكِ أن تطلبي من الطبيب أن يصف لكِ كريمات مخصصة لإزالة آثار الشق الجراحي.
- الكورسيه الطبي (المشد): اتبعي تعليمات الطبيب بشأن لبس الكورسيه الطبي. توجد مشدات مخصصة للعمليات القيصرية، وتُشكّل داعماً لها وتُسهّل حركة الأمّ.
- الراحة والاسترخاء: خذي حماماً دافئاً وتناولي المشروبات الدافئة للشعور بالارتياح.
- تأخير التمارين الرياضية: تجنبي ممارسة التمارين الرياضية قبل مرور ثلاثة أشهر.
- مضادات الالتهاب: استخدمي مضاداً للالتهابات يصفه الطبيب.
