دعوات لِتَحْصِيلِ السَّلامِ وَالإِصْلَاحِ بَيْنَ الأزْوَاجِ

دعوات لِتَحْصِيلِ السَّلامِ وَالإِصْلَاحِ بَيْنَ الأزْوَاجِ. هذه المقالة تُشَارِكُ بعضَ الأدعيةِ الَّتي يُمكِنُ أن تُسْتَعَانَ بِهَا فِي الدُّعَاءِ لِتَحْصِيلِ السَّلامِ بَيْنَ الأزْوَاجِ. سَتَتَناوَلُ هَذِهِ الْمَقَالَةُ أَسْبَابَ الْمَشَاكِلِ الْأَزْوَجِيَّةِ وَفَضْلَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الأزْوَاجِ، كَمَا سَتُشَارِكُ نُقُولَ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ.

محتويات

دعوات لِتَحْصِيلِ السَّلامِ وَالإِصْلَاحِ بَيْنَ الأزْوَاجِ

يُمكنُ أن يُسْتَعَانَ بِهَذِهِ الأدعيةِ فِي الدُّعَاءِ لِتَحْصِيلِ السَّلامِ بَيْنَ الأزْوَاجِ، وَطَلَبِ الْإِصْلَاحِ مِنَ اللَّهِ -تَعَالَى-:

قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

(اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذَرِّيَّاتِنَا، وَتَبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِيَهَا، وَأَتَمَّهَا عَلَيْنَا). [١][٢]

(اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، أَصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ). [٣]

(اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي). [٤]

اللَّهُمَّ رُدَّ زَوْجِي إِلَيَّ رَدًّا جَمِيلًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْحَبِيبِ الْكَافِي أَنْ تُكْفِينِي كُلَّ أُمُورِي مَعَ زَوْجِي؛ وَمِمَّا يُشَوِّشُ خَاطِرِي، وَيُسْهِرُ نَاضِرِي، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قَلْبِي وَقَلْبِهِ كَمَا أَلِّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ، اللَّهُمَّ سَخِّرْهُ لِي كَمَا سَخَّرْتَ الْبَحْرَ لِمُوسَى.

اللَّهُمَّ سَخِّرْ لِي زَوْجَتِي وَسَخِّرْنِي لَهَا، وَبَارِكْ لِي فِيهَا، وَبَارِكْ لِي فِيهَا.

يَا رَبِّ، سَخِّرْ لِي زَوْجِي، وَحَنِّنْ قَلْبَهُ عَلَيَّ، يَا رَبِّ ضَعْ فِي قَلْبِهِ مَوَاضِعَ الرَّحْمَةِ وَالْأُلْفَةِ، وَالْمُوَدَّةِ وَالْمَحَبَّةِ مِنْ عِنْدِكَ، اللَّهُمَّ جَمِّلْنِي فِي عَيْنَيْهِ، وَجَمِّلْهُ فِي عَيْنِي، وَحَبِّبْنِي إِلَى قَلْبِهِ، وَارْزُقْنِي ذُرِّيَّةً صَالِحَةً مِنْهُ، اللَّهُمَّ لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو فِي آخِرِ صَلَاتِهِ بِكُلِّ دُعَاءٍ طَيِّبٍ، لَيْسَ بِهِ إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، كَأَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذُرِّيَّتِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ زَوْجَتِي، اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ الْأُمُورِ لِكُلِّ خَيْرٍ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ بَطَانَتَهُمْ. [٥]

أَسْبَابُ الْمَشَاكِلِ الْأَزْوَاجِيَّةِ

تَعُودُ أَسْبَابُ الْمَشَاكِلِ الْأَزْوَاجِيَّةِ إِلَى أَسْبَابٍ عِدَّةٍ، وَبَيَانُ أَسْبَابِ هَذِهِ الْمَشَاكِلِ فِي الْآتِي:

تَدَخُّلُ الْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ فِي الْخِلَافَاتِ الْأَزْوَاجِيَّةِ

يَأْتِي السَّبَبُ الرَّئِيسُ لِلْخِلَافَاتِ الْأَزْوَاجِيَّةِ هُنَا مِنَ الزَّوْجِ أَوْ مِنَ الزَّوْجَةِ، عِنْدَمَا يُكَشِفَانِ مَشَاكِلَهُمَا إِلَى الْأَقَارِبِ، فَإِذَا ذَهَبَ الرَّجُلُ وَأَخْبَرَ أَهْلَهُ عَنْ امْرَأَتِهِ يَوْلَدُ الْغَيْظُ عَلَى الْمَرْأَةِ فِي الْأَهْلِ، وَإِذَا ذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ تُخْبِرُ أَهْلَهَا عَنِ الرَّجُلِ، تَوْلَدُ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا غَيْظٌ عَلَى الرَّجُلِ، فَعَلَيْهِمَا أَنْ يَبْحَثَا عَنْ سَبَبِ الْمُشْكِلَةِ بَيْنَ نَفْسَيْهِمَا؛ وَأَنْ يَقُومَا بِحَلِّهَا حَتَّى تَعُودَ الْأُمُورُ إِلَى طَبِيعَتِهَا.

عَدَمُ النَّظَرِ إِلَى الْمَحَاسِنِ وَالتَّرْكِيزُ عَلَى الْأَخْطَاءِ

عِنْدَمَا يَرْكِزَانِ نَظَرَهُمَا فِي بَعْضِهِمَا عَلَى الْأَخْطَاءِ أَوِ السَّلْبِيَّاتِ، عِنْدَهَا يَقُومَانِ بِإِهْمَالِ مَحَاسِنِ بَعْضِهِمَا؛ فَيَتَوَلَّدُ الْكَرَاهِيَةُ لِبَعْضِهِمَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ: غَيْرَهُ). [٧] وَهَذَا أَمْرٌ بِالتَّوَازُنِ وَالِاعْتِدَالِ فِي النَّظَرِ.

سُوءُ الظَّنِّ مِنْ قَبَلِ الْأَزْوَاجِ وَفَقْدَانُ الثِّقَةِ

عِنْدَمَا يُسِيئَانِ الظَّنَّ بِبَعْضِهِمَا، يَفْقِدَانِ الثِّقَةَ؛ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ عَوَامِلِ تَفَكُّكِ الْأُسْرَةِ؛ فَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا أَنْ يُخْفِيَا عَنْ بَعْضِهِمَا شَيْئًا، أَوْ أَنْ يَفْعَلَا شَيْئًا فِي غَيْبَةِ الْآخَرِ، فَالْأَصْلُ الْبَرَاءَةُ بَيْنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ، وَالتَّعَامُلُ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ حَتَّى لَا يَقَعَا فِي الْخِلَافِ.

عَدَمُ مَعْرِفَةِ الْوَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ فِي عِلَاجِ الْخِلَافَاتِ

عِنْدَ حُصُولِ مُشْكِلَةٍ أَوْ خَلَلٍ بَيْنَ الْأَزْوَاجِ، يَتَبَادَرُ إِلَى ذَهْنِهِمَا إِلَى الطَّلَاقِ، وَهَذَا أَمْرٌ خَاطِئٌ، فَالطَّلَاقُ دَائِمًا آخِرُ حَلٍّ؛ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ عِدَّةَ وَسَائِلَ لِعِلَاجِ الْخِلَافَاتِ الْأَزْوَاجِيَّةِ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَالَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ). [٨] أَوَّلًا التَّعْلِيمُ، ثُمَّ: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ). [٩] أَيْ وَلِّهَا ظَهْرَكَ عِنْدَ الْمَضْجَعِ، ثُمَّ: (وَاضْرِبُوهُنَّ). [١٠] وَهِيَ اللَّطْمَةُ فِي غَيْرِ الْوَجْهِ؛ فَيَنْبِي عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ الزَّوْجَةِ وَفْقَ آدَابِ الشَّرْعِ.

فَضْلُ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْأَزْوَاجِ

يُعَدُّ الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ الْإِصْلَاحُ لِرِضَا اللَّهِ -تَعَالَى-، وَفِي الْآتِي ذِكْرُ فَضَائِلِ الْإِصْلَاحِ: [١١]

قَالَ اللَّهُ -جَلَّ جَلَالَهُ-: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). [١٢]

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ). [١٣]

الْمَرَاجِعُ

  1. رواه أبي داود، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 969، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  2. الصنعاني،التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 118. بتصرّف.
  3. رواه أحمد، في المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 803، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  4. رواه السيوطي، في الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1307، صحيح.
  5. ابن باز،فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 14. بتصرّف.
  6. سعيد بن مسفر،دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 23-26. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1469، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  8. سورة النساء، آية: 34
  9. سورة النساء، آية: 34
  10. سورة النساء، آية: 34
  11. التويجري،موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 647.
  12. سورة النساء، آية: 114
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2707، صحيح.
Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية للصائم يوم الاثنين

المقال التالي

أدعية للعائلة

مقالات مشابهة