مفهوم الأمن والاستقرار
يُفهم الأمن والاستقرار في اللغة على أنه يعني الصلح، والهدوء، والسلامة من المخاطر. أما في الاصطلاح، فيعبر عن حالة من الهدوء والطمأنينة تسود المجتمع، وتسعى الدول والمجموعات البشرية إلى تحقيقها، بهدف تحقيق التناغم والتصالح ونبذ كل أشكال العداء والعنف. هذا المفهوم لا يقتصر فقط على غياب الحروب والصراعات، بل يتعداه ليشمل تحقيق العدالة، والقضاء على الظلم والاستغلال، وضمان الحقوق والحريات للجميع.
ويرتبط الأمن والاستقرار بثلاثة مفاهيم أساسية مترابطة: صنع السلام، ويعني العمل على مساعدة الأطراف المتنازعة للوصول إلى اتفاق ينهي النزاع ويحقق الاستقرار. حفظ السلام، ويتمثل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تجدد الصراعات بين الأطراف المتنازعة. بناء السلام، وهو عملية طويلة الأمد تهدف إلى بناء مجتمع يتمتع بالقدرة على تبني ثقافة السلام وترسيخها، من خلال تعزيز احترام حقوق الإنسان، وقبول الآخر، ونشر قيم التسامح والتعددية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وضمان التعليم الجيد للجميع.
المنظمات الدولية ودورها في تعزيز الأمن
تلعب المنظمات الدولية دوراً حيوياً في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين العالمي والإقليمي، من خلال جهودها في منع النزاعات، وتسوية الخلافات، وتقديم المساعدة الإنسانية، ودعم التنمية المستدامة. من أبرز هذه المنظمات:
- عصبة الأمم: تأسست في عام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، بهدف الحفاظ على السلام والأمن الدوليين ومنع نشوب حروب جديدة. دعت إلى نبذ الحروب وأعمال العنف، ومنع استخدام القوة لحل المنازعات الدولية، وذلك بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عنها. سعت العصبة إلى تحقيق أهدافها من خلال التزام الدول الأعضاء باحترام القانون الدولي، والقرارات التي تنص عليها المواثيق الدولية، والالتزام بعدم اللجوء إلى استخدام القوة في حل النزاعات، وإنشاء علاقات دولية ودية قائمة على الشرف والعدل. إلا أن العصبة لم تتمكن من تحقيق أهدافها بالكامل، بسبب انشغالها في إصلاح هيكلها التنظيمي، وهيمنة الدول الكبرى عليها.
-
منظمة الأمم المتحدة: تم تأسيسها عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وتضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة. تهدف المنظمة إلى حفظ السلام والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الدول، والتعاون في حل المشكلات الدولية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية. تتكون الأمم المتحدة من عدة أجهزة رئيسية، من بينها:
- الجمعية العامة: وهي الجهاز الرئيسي للتداول واتخاذ القرارات في الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن جميع الدول الأعضاء. تجتمع الجمعية العامة سنوياً لمناقشة القضايا الهامة التي تواجه العالم.
- مجلس الأمن: وهو المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، ويتكون من خمسة أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، وعشرة أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين.
- محكمة العدل الدولية: وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتقوم بالفصل في النزاعات القانونية بين الدول.
- الأمانة العامة: وهي الجهاز الإداري للأمم المتحدة، ويقوم بتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن.
معالم تاريخية شاهدة على السلام
تحتفظ ذاكرة الإنسانية بالعديد من المعالم التاريخية التي تجسد قيم السلام والتسامح، وتذكرنا بأهمية العمل من أجل عالم خالٍ من الحروب والعنف. من أبرز هذه المعالم:
- جرس السلام الياباني: يقع في مدينة نيويورك، وقد تم تشييده بأمر من الأمم المتحدة كرمز للسلام العالمي.
- نافورة الزمن في شيكاغو الأمريكية: ترمز إلى مرور مئة عام من السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
- قصر فريدينسبورغ (Fredensborg) في الدنمارك: افتتحه فريدريك الرابع ملك الدنمارك في 11 أكتوبر من عام 1722م بعد معاهدة السلام التي وقعت بعد حرب الشمال العظمى.
- حديقة السلام الدولية في منطقة أمريكا الشمالية: تمّ إنشاؤها للاحتفال بالسلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
تحديات تواجه الأمن والاستقرار في عالمنا اليوم
يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة تعرقل جهود تحقيق الأمن والاستقرار، من أبرزها:
- الصراعات بين الدول الكبرى: والتي تملك حق النقض في مجلس الأمن، مما يجعلها قادرة على عرقلة أي قرار لا يخدم مصالحها.
- التعصب العرقي والديني: الذي يؤدي إلى نشوب صراعات داخل الدول وبينها، ويغذي التطرف والإرهاب.
- أطماع الدول الكبرى في السيطرة على الموارد الطبيعية: مما يؤدي إلى نشوب صراعات على النفوذ والثروات.
- الاختلالات في النظام الاقتصادي العالمي: والتي تؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتولد شعوراً بالظلم والاستياء.
- نقص الموارد المائية: إنَّ ندرة الموارد المائية المتجددة والارتفاع المتزايد لعدد السكان، أدى إلى بحث الدول عن أساليب جديدة في تطوير مصادر المياه التي تمر في حدود دولها دون مراعاة احتياجات الدول المجاورة لها.
المراجع
- أبمركز هردو لدعم التعبير الرقمي،”دعوة إلى السلام، عن ثقافة السلام واللاعنف والتسامح ومفاهيم أخرى، عن مفهوم السلام”،hrdoegypt.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
- د. علي العقابي (2010)،العلاقات الدولية، دراسة تحليلية في الأصول والنشأة والتاريخ والنظريات(الطبعة الأولى)، صفحة 56، 57، 58، 59، 60، 61. بتصرّف.
- “الأمم المتحدة-الأجهزة الرئيسية”،www.un.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
- “جرس السلام يعود إلى مكانه في حديقة الأمم المتحدة”،news.un.org، 6-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
- ” The Fountain of Time”,www.atlasobscura.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- “Fredensborg Palace”,web.archive.org, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- “WELCOME TO THE INTERNATIONAL PEACE GARDEN”,www.peacegarden.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- عمار شرعان (17-4-2014)،”تحديات السلام في الشرق الأوسط”،democraticac.de، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.