مقدمة
في دروب الحياة، يواجه الإنسان مواقف وتحديات متنوعة. تعتبر الحكمة والأقوال المأثورة بمثابة مصابيح تنير الدرب، وتعين على اتخاذ القرارات الصائبة. فالاستفادة من تجارب الآخرين، ومن سبقونا، هي فرصة ثمينة لتجنب الأخطاء وتحقيق النجاح. هذا المقال يقدم مجموعة من الحكم المستخلصة من تجارب الحياة المختلفة، بهدف إلهام القارئ ومنحه رؤية أعمق للتحديات التي قد تواجهه.
أقوال مأثورة حول طبيعة الحياة
تتعدد وجهات النظر حول الحياة، وتتباين التجارب التي يمر بها الناس. إليكم بعض الحكم التي تعكس هذه التجارب:
- “ليس في الدّنيا من البهجة و السرور مقدار ما تحسّ الأم بنجاح ولدها.”
- “من غرائب الدّنيا أن بعض أبنائنا هم أعداء لنا.”
- “لا يوجد شيء في الدّنيا أحلى من قلب أم تقيّة.”
- “تعستْ هذه الحياة فما يسعدُ فيها إِلا الجهولُ ويرتعُ، هي الدّنيا في كلِّ يوم تُرينا من جديدِ الآلامِ ما هو أوجعُ.”
- “سلامٌ على الدّنيا إِذا لم يكنْ بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفاً.”
- “اطرقْ كأنكَ في الدّنيا بلا نظرٍ، واصمُتْ كأنكَ مخلوقٌ بغيرِ فمِ، وإِن صوابَ الصّمتِ خيرٌ من النّطقِ المشوشِ للمتكلمِ.”
التاريخ مرآة تعكس تقلبات الحياة. من يقرأ التاريخ، يدرك أن اليأس لا مكان له، وأن الدنيا دار تغيير وتبدل.
كما قيل: “من يقرأ التّاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً، وسوف يرى الدّنيا أياماً يُداولها الله بين الناس، الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحُكّام الأمس مُشرّدو اليوم، والقضاة مُتّهمون، والغالبون مغلوبون، والفلك دوّار والحياة لا تقف، والحوادث لا تكفّ عن الجريان، والنّاس يتبادلون الكراسي، لا حزنيستمرّ، ولا فرح يدوم.”
فلا الحزن دائم ولا الفرح سرمدي. القناعة كنز لا يفنى.
“لا حزن يدوم ولا سرور، ولا بؤس عليك ولا رخاء، إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدّنيا سواء.”
الحب كالدنيا، متقلب الأحوال. كما وصفها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“الحب كالدّنيا كما وصفها الإمام علي بن أبي طلب رضي الله عنه: إذا أقبلت على الإنسان كَسَتهُ محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سَلَبَتهُ محاسن نفسه.”
الحياة الدنيا وسيلة للآخرة، فمن فقد الوسيلة فقد الوصول.
“أعلم أن الدّنيا كلها وأحوالها عند الشّارع مَطيَّةً للآخرة، ومن فَقَد المَطيَّة فَقَدَ الوصول.”
الدنيا ليست النهاية، بل هي مرحلة في رحلة أبدية.
“الدّنيا ليست كل القصة، إنها فصل في رواية، كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها استمرار بعد الموت، وفي داخل هذه الرّؤية الشّاملة يُصبح للعذاب معنى.”
من يتعلق بالدنيا، تذله الدنيا. ومن يعرض عنها، تخدمه الدنيا.
“من عشق الدّنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته، ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته، وذُلَّت له.”
الدنيا خداعة، فانية.
“الدّنيا إذا ما حلّت أوحلت، وإذا ما كست أوكست، وإذا أينعت نَعَت.”
ابتعد عن الدنيا بقلبك، فقد أهلكت من كان قبلك.
“أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت.”
لا تفرح بما نلت من الدنيا، ولا تحزن على ما فاتك. اعمل للآخرة، ولا تؤجل التوبة.
“لا تكن بما نلت من دنياك فرحاً، ولا لِما فاتك منها تَرِحاً، ولا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التّوبة لطول الأمل، من شغلته دنياه خسر آخرته.”
تخفف من متاع الدنيا لتنجو.
“تَخَفَّفْ من الدّنيا لعلكَ أن تنجو، ففي البِرِّ والتقوى لكَ المسلكُ النهجُ.”
الدنيا مغرية، فلا تركنوا إليها ولا تثقوا بها.
“الدّنيا خُضرة قد شُهِّيَتْ إلى الناس ومال إليها كثيرٌ منهم، فلا تركنوا إلى الدّنيا، ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة. واعلموا أنّها غير تاركة إلاَّ من تركها.”
الدنيا أحلام زائلة.
“الدّنيا أحلام نوم أو كظلٍّ زائل وإن اللّبيب بمثلها لا يخدع.”
الدنيا كالماء المالح، كلما ازددت منه ازددت عطشاً.
“الدّنيا كالماء المالح كلما ازددت منه شرباً ازددت عطشاً.”
الدنيا كالظل، إن طلبته تباعد، وإن تركته تبعك.
“مثل الدّنيا كمثل ظلِِّك إن طلبته تباعد، وإن تركته تتابع.”
أقوال مأثورة حول قيمة الصداقة
الصداقة كنز لا يفنى. إليكم بعض الحكم التي تبرز أهمية الصداقة:
- “جميل أن تبدأ الصّداقة بابتسامة، والأجمل منها أن تنتهي بابتسامة.”
- “إذا كنت تملك أصدقاء إذاً أنت غني.”
- “لُمْ صديقك سِراً، وامدحه أمام الآخرين.”
- “ليس الضّحك بداية سيئة للصداقة، ومازال أفضل نهاية لها.”
- “الصّداقة تبدأ عندما تشعر أنك صادق مع الآخر دون أقنعة.”
- “اختر الرّفيـق قبل الطّريق.”
- “من يبحث عن صديق بلا عيب يبقى بلا صديق.”
- “صداقة الجاهل همّ.”
- “عدوٌ عاقلٌ خيرٌ من صديقٍ جاهلٍ.”
- “الحسابات الجيّدة تصنع أصدقاء جيّدين.”
- “صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث النّدامة.”
اختر الصديق المخلص الذي يعينك في السراء والضراء.
“من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ فعيشُه ليس بصافِ، صاحبْ إِذا صاحبْتَ كُلَّ ماجدِ سهلِ المُحيّا طلقٍ مساعدِ.”
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
“افعلْ بغيرِك ما تهواهُ يفعلُه، وأَسمعِ الناسَ ما تختارُ مسمعَه، وأكثرُ الإِنسِ مثل الذّئبِ تصحُبه، إِذا تبَّنَ منك الضّعفُ أطمعَهُ.”
صاحب الأخيار وتجنب الأشرار.
“إِذا كنتَ في قومٍ فصاحبْ خيارَهُمْ، ولا تصحبِ الأردى مع الرَّدي.”
إكرام النفس أولى من إكرام الصديق.
“إِذا كانَ إِكرام صديقي واجباً، فإِكرامُ نفسي لامحالَ أوجبُ.”
تغاضى عن أخطاء صديقك.
“أغمضُ عيني عن صديقي كأنني، لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ، وما بي جهلٌ غير أن خليقتي، تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ.”
لا تنس المودة في الرخاء، ولا تقطع أخاك في الشدة.
“إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ، فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ ومن يُعْدِمْ أخوه على غناه، فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ، ومن جعلَ السّخاءَ لأقربيهِ، فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ.”
قد يكون عدوك من أقرب أصدقائك، فكن حذراً.
“عدوُّك من صديقِكَ مستفادٌ، فلا تستكثرَنَّ من الصّحاب.”
حافظ على صديقك القديم.
“واحفظْ لصاحبِكَ القديمِ مكانَه، لا تتركِ الودَّ القديمَ لطاري، وإِذا أساءَ وفيكَ حملٌ فاحتملْ، إِن احتمالكَ أعظمُ الأنصارِ.”
من يتتبع عثرات صديقه، يخسره.
“ومن لم يغمضْ عينه عن صديقهِ، وعن بعضِ ما فيه يمت وهو عاتبُ، ومن يتتبعْ جاهداً كُلَّ عثرةٍ، يجدْها ولا يسلم له الدّهر صاحب.”
احذر مصاحبة السفيه.
“احذرْ مصاحبةَ السّفيه، فشر ما جلبَ الندامةَ صحبةُ الأشرارِ.”
صاحب الماجد ذا العفاف والحياء والكرم.
“إِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجداً ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمْ، قولهُ للشيءِ لا إِن قُلْتَ لا، وإِذا قلتَ نعم قال نعمْ.”
ليس كثيراً ألف خليل وصاحب، وإن عدواً واحداً لكثير.
“وليس كثيراً ألفُ خِلٍّ وصاحبٍ، وإِن عدواً واحداً لكثيرُ.”
إذا لم تنفع خليلك بودك، فلا يضر عدوك بغضك.
“إِذا أنا لم أنفعْ خليلي بودّهِ، فإِن عدويْ لا يضرهمِ بغضيْ.”
لا خير في امرئ متملق.
“لا خيرَ في امرئٍ مُتملقٍ، حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ، يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ، وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ، يُعطيكَ من طرفِ اللّسانِ حلاوةً، ويروغُ منك كما يروغُ الثّعلبُ، واخترْ قرينَكَ واْطفيه نفاخراً، إِن القرينَ إِلى المُقارِنِ يُنْسَبُ.”
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفا.
“إِذا المرءُ لا يرعَاكَ إِلا تكلّفاً فدعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التَّأَسُّفا.”
لو أني في عداد الرمل صحبي، لأودعت الثرى وتركت وحدي.
“لو أني في عدادِ الرّملِ صحبي، لأودعتُ الثّرى وتركتُ وحدي.”
واحذر معاشرة الدنيء فإنها تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب.
“واحذرْ معاشَرةَ الدنيءِ فإِنها تُعدي كما يعدي الصّحيحَ الأجربُ.”
فاهجر صديقك إن خفت الفساد به إن الهجاء لمبوء بتشبيب، والكف تقطع إن خيف الهلاك بها على الذراع بتقدير وتسبيب.
“فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به إِن الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ، والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها على الذراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ.”
اصحب الأخيار وارغب فيهم، رب من صاحبه مثل الجرب.
“اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم، رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ.”
أعلى منازل الصداقة الصبر على الصديق حين يسيء إليك، ثم صبرك على هذا الصبر.
“وعلم أن أرفع منازل الصداقة منزلتان: الصّبر على الصّديق حين يغلبه طبعه فيُسيء إليك، ثم صبرك على هذا الصّبر حين تُغالب طبعك كي لا تُسيء إليه.”
الأب كنز، والأخ سلوى، والصديق كلا الاثنين.
“الأب كنز، والأخ سلوى، والصّديق كلا الاثنين.”
جرب صديقك قبل أن تثق به.
“جرّب صديقك قبل أن تثق به.”
المزاح لا يكسب عدواً ولكن كثيراً ما يفقدك صديقاً.
“المُزاح لا يُكسب عدواً ولكن كثيراً ما يُفقدك صديقاً.”
عبوس الصديق خير من ابتسامة الأحمق.
“عبوس الصّديق خير من ابتسامة الأحمق.”
النساء كالحكام قلما يجدن أصدقاء مخلصين.
“النّساء كالحكام قلّما يجدن أصدقاء مخلصين.”
صديقك يبني لك قصراً، وعدوك يحفر لك قبراً.
“صديقك يبني لك قصراً، وعدّوك يحفر لك قبراً.”
أصعب أنواع الصداقة صداقة المرء لنفسه.
“أصعب أنواع الصداقة كافة هي صداقة المرء لنفسه.”
أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي.
“أحب النّاس إليّ من رفع إليّ عيوبي.”
عندما ترتفع سيعرف أصدقاؤك من أنت، ولكن عندما تسقط ستعرف أنت من أصدقائك.
“عندما ترتفع سيعرف أصدقاؤك من أنت، ولكن عندما تسقط ستعرف أنت من أصدقائك.”
في الختام
الحكمة نور يضيء لنا دروب الحياة، والصداقة كنز لا يقدر بثمن. فلنحرص على اكتساب الحكمة، واختيار الأصدقاء بعناية، لنسير في هذه الحياة بوعي ورشاد.
