فهرس المحتويات
أصول ونسب خزيمة بن ثابت
هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطمي. أمه هي كبشة بنت أوس الساعدية. سكن الكوفة وعرف بكنيته أبو عمارة. لقبه المميز هو “ذو الشهادتين”، وهو لقب ناله لشرف عظيم، حيث جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهادته تعادل شهادة رجلين. يعتبر خزيمة من السابقين الأولين الذين اعتنقوا الإسلام.
مناقب الصحابي خزيمة بن ثابت
يعتبر خزيمة ذو الشهادتين من أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلّهم. كان من أوائل المسلمين الذين بادروا إلى الدخول في الإسلام. شارك في تحطيم الأصنام التي كانت تعبدها بنو خطمة. شهد العديد من الغزوات والمعارك مع الرسول صلى الله عليه وسلم. ذكرت بعض الروايات أن أول مشاركة له كانت في غزوة أحد، بينما ذكرت روايات أخرى أنه شهد بدراً وما تلاها من غزوات. كان له دور بارز يوم الفتح، حيث كان يحمل راية بني خطمة.
كما كان له مساهمة كبيرة في جمع القرآن الكريم. فقد أخبر الصحابة عن آخر آيتين كان يحفظهما من سورة براءة (سورة التوبة)، وذلك أثناء جمع عثمان بن عفان للقرآن الكريم. ورغم أنهم كانوا يشترطون وجود شاهدين لقبول أي آية، إلا أنهم قبلوا شهادته وحده. والآيتان هما قول الله تعالى:
﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ*فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ﴾ [التوبة: 128-129].
روى خزيمة بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. رُوي عنه أنه رأى في منامه أنه يسجد على جبهة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخبر النبي بذلك، فسمح له النبي بتحقيق رؤياه وجعله يسجد على جبهته. روى عنه بعض الصحابة، منهم زيد بن ثابت وجابر بن عبد الله وغيرهما.
مكانة شهادة خزيمة بن ثابت
حظيت شهادة الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت بمكانة عظيمة، فقد جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم بشهادة رجلين، حيث قال فيه: (من شَهد له خزيمةُ أو شُهِد عليه فحسبُه).
سبب هذه المكانة المميزة لشهادته يعود إلى موقفه الصادق في قصة الفرس الذي اشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم. عندما اشترى الرسول صلى الله عليه وسلم فرساً من رجل وسدَّد ثمنه، أنكر البائع استلامه للثمن وطالب بالشهود. لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم شهود يشهدون على دفعه للثمن، فشهد خزيمة بن ثابت. فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب شهادته رغم أنه لم يكن حاضراً، فأجابه خزيمة بأنه يعلم أن الرسول لا يقول إلا الحق، وأن المسلمين قد ائتمنوه على ما هو أعظم من ذلك (الدين). وقد وردت هذه القصة في الحديث الذي رواه خزيمة بن ثابت:
(أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اشترَى فرسًا من سواءِ بنِ الحارثِ فجحدَه فشهد له خزيمةُ بنُ ثابتٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما حملك على الشهادةِ ولم تكنْ معنا حاضرًا فقال صدَّقتك بما جئتَ به وعلمت أنك لا تقولُ إلا حقًّا فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من شَهد له خزيمةُ أو شُهِد عليه فحسبُه).
بناءً على ذلك، أصبحت شهادة خزيمة بن ثابت تُعد بشهادتين.
وقد أوضح الخطابي أن شهادة خزيمة لم تُقبل لمجرد أنه يصدق كل ما يسمع، بل لأنها كانت في حق الرسول صلى الله عليه وسلم لما عُرف عنه من صدق وأمانة. أما الحافظ، فقد ذكر أن سبب اختصاص خزيمة بهذه الشهادة دون غيره من الصحابة هو فطنته ومبادرته إلى تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف. وأشار ابن القيم إلى أن شهادة خزيمة كانت بشهادتين لأنها تضمنت شهادته للرسول صلى الله عليه وسلم بالتصديق العام، بالإضافة إلى شهادة المؤمنين للرسول في ذلك أيضاً. ففي ذلك الموقف الذي كان فيه خزيمة وحده، كانت شهادته بمثابة شهادتين، وقد قبلها الخلفاء الراشدون.
استشهاد خزيمة بن ثابت
استشهد خزيمة في معركة صفين وهو يقاتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة سبع وثلاثين للهجرة. كان يحمل راية قومه. وأجمع علماء السير على أن ذا الشهادتين قُتل في صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
المصادر
- سعيد حوى (1995)،الأساس في السنة وفقهها(الطبعة الثالثة)، جزء 4، صفحة 2042.
- البغوي (2000)،معجم الصحابة(الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة دار البيان، جزء 2، صفحة 248.
- ابن منظور (1984)،كتاب مختصر تاريخ دمشق(الطبعة الأولى)، دمشق: جار الفكر، جزء 8، صفحة 45.
- ابن حجر العسقلاني،الإصابة في تمييز الصحابة(الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، جزء 2، صفحة 239.
- ابن منظور (1984)،مختصر تاريخ دمشق(الطبعة الاولى)، دمشق: دار الفكر، جزء 8، صفحة 46.
- خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين – موقع الإيمان
- الهيثمي، مجمع الزوائد، عن خزيمة بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 9/323.
- ابن عساكر (1995)،تاريخ دمشق، جزء 16، صفحة 368.
- شهادة خزيمة بن ثابت رضي الله عنه بشهادة رجلين – موقع الإسلام سؤال وجواب
- شمس الدين الذهبي،سير أعلام النبلاء، جزء 2، صفحة 1201.