ثابت بن قيس الأنصاري: نبذة عن حياته وسيرته

تعرف على الصحابي الجليل ثابت بن قيس: صفاته، إسلامه، مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ووفاته. نبذة عن حياة ثابت بن قيس وأبرز المحطات في سيرته.

مقدمة عن ثابت بن قيس

ثابت بن قيس بن ثعلبة بن زهير بن امرئ القيس، صحابي جليل من الأنصار، يكنى بأبي محمد. اشتهر بكونه خطيباً مفوهاً بليغاً، وكان يتمتع بصوت جهوري مميز. شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهذا من أعظم المناقب. وقد روى عنه الحديث عدد من الصحابة والتابعين، منهم أنس بن مالك وأبناؤه محمد وإسماعيل وقيس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم رضي الله عنهم.

خصال ثابت بن قيس

عرف عن ثابت بن قيس رضي الله عنه تقواه العالية وورعه الشديد، وكان مثالاً للكرم والجود. كما اتصف بالزهد في الدنيا ومتاعها، والشجاعة والإقدام في الحق. تميز بحبه العميق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتفانيه في نصرته. عرف عنه كذلك الإيثار وتفضيل الآخرين على نفسه، وحب الإنفاق في سبيل الله تعالى.

ومن القصص التي تظهر إيثاره: أنه علم أن أحد المسلمين ظل صائماً لثلاثة أيام متتالية، وفي كل يوم عند الإفطار لا يجد ما يأكله. فدعا ثابت أهله وأخبرهم أنه سيستضيفه على الإفطار، وأمرهم بإطفاء المصباح حتى لا يشعر الضيف بالحرج، ويتناول طعامه كاملاً. ثم أمرهم بالتظاهر بتناول الطعام حتى يتمكن الضيف من الأكل حتى يشبع دون أن يشعر بأنه يفضل على أهل البيت.

اعتناق ثابت بن قيس للإسلام

يعتبر ثابت بن قيس من أوائل الذين أسلموا في يثرب (المدينة المنورة). كان ذلك عندما استمع إلى الداعية مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو يتلو القرآن الكريم بصوت عذب ومؤثر. تأثر ثابت بما سمعه من هدايات وتشريعات سامية، فدخل الإسلام عن قناعة ورضا.

أحداث من حياة ثابت بن قيس مع الرسول

ورد في الأثر أنه عندما نزلت الآية الكريمة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2]

تجنب ثابت بن قيس الذهاب إلى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك على الرغم من حبه الشديد له وتعلقه به. وعندما افتقده النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل رجلاً من الأنصار ليتفقد أحواله. فذهب إليه الأنصاري ووجده حزيناً في بيته، منكساً رأسه. فسأله عن سبب حزنه، فأخبره ثابت بأنه رجل جهوري الصوت، وكثيراً ما يعلو صوته على صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نزلت آية تشير إلى أن من يرفع صوته على صوت النبي يحبط عمله. فخاف ثابت من أن يكون من أهل النار. عاد الأنصاري إلى الرسول وأخبره بما قاله ثابت، فطلب النبي منه العودة إليه وإخباره بأنه ليس من أهل النار، بل هو من أهل الجنة.

نهاية حياة ثابت بن قيس

عندما قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه دعوة المسلمين لمواجهة أهل الردة في معركة اليمامة ومسيلمة الكذاب، انطلق ثابت بن قيس مع مجموعة من المجاهدين للقاء مسيلمة وبني حذيفة. استمر ثابت في القتال ببسالة وشجاعة حتى استشهد في سبيل الله.

المصادر

  • أحمد الأصبهاني، معرفة الصحابة، الرياض – السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 464، جزء أول.
  • عمرو أبو الفضل (6-8-2011)، “ثابت بن قيس.. خطيب الإسلام جازت وصيته بعد موته”، الحياة الجديدة، العدد 5663، صفحة 10.
  • ثابت بن قيس بن شماس، islamstory.com
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

ثابت بن قرة الحراني: عالم موسوعي

المقال التالي

عثمان بن عفان: الخليفة الراشد الثالث

مقالات مشابهة