تمييز الشمر عن اليانسون: دليل شامل

تعرف على الفروقات بين الشمر واليانسون، الفوائد الصحية لكل منهما، والقيمة الغذائية. دليل شامل ومفصل.

تمهيد

يعتبر كل من الشمر واليانسون من النباتات العطرية التي استخدمت منذ القدم في الطهي والطب البديل. غالبًا ما يتم الخلط بينهما بسبب التشابه في المذاق والرائحة. هذا المقال يهدف إلى توضيح الاختلافات الرئيسية بينهما، بالإضافة إلى استعراض الفوائد الصحية والقيمة الغذائية لكل منهما.

الفرق الجوهري بين الشمر واليانسون

الشمر: هو نبات معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي 90 سم. يعود أصله إلى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكنه يزرع الآن في جميع أنحاء العالم. يعرف علميًا باسم Foeniculum vulgare. يتميز بأزهاره الصفراء وأوراقه الطويلة المقسمة، وبذوره البيضاوية التي يبلغ طولها حوالي 6 ملم، ولونها بني مصفر مع خمسة حواف بارزة.

اليانسون: هو نبات حولي يزرع في مناطق مختلفة من العالم، ويحمل الاسم العلمي Pimpinella anisum. يتراوح ارتفاعه بين 30 و 60 سم. يتميز بأزهاره الصفراء التي تنمو على شكل مجموعات تشبه الخيمة، وأوراقه التي تشبه الريش، وبذوره الصغيرة ذات اللون البني المخضر، والتي يبلغ طولها حوالي 2 ملم. يتم حصاد بذوره في فصل الخريف.

على الرغم من التشابه في الطعم، يمكن التمييز بينهما بسهولة من خلال شكل البذور. المكون النشط الرئيسي في كل من الشمر واليانسون هو الأنيثول (Anethole)، وهو زيت طيار يعطيهما الرائحة المميزة. تاريخياً، استُخدم كلا النباتين لتأثيرهما المشابه لهرمون الإستروجين، مما جعلهما مفيدين لزيادة إنتاج الحليب لدى المرضعات، وتحفيز الحيض، وتسهيل الولادة، وتعزيز الرغبة.

الآثار الإيجابية لتناول الشمر

يتمتع الشمر بفوائد صحية عديدة، منها:

  • تقوية العظام: يحتوي الشمر على معادن وفيتامينات ضرورية لبناء العظام والحفاظ على قوتها، مثل الكالسيوم والفوسفات والزنك والحديد والمنغنيز وفيتامين ك. هذه العناصر تساهم في إنتاج الكولاجين وتكوين النسيج العظمي، وتعزيز امتصاص الكالسيوم وتقليل فقدانه. نقص فيتامين ك مرتبط بزيادة خطر كسور العظام.
  • تنظيم ضغط الدم: يحتوي الشمر على النترات التي تساعد على توسيع الأوعية الدموية وحمايتها، مما يساهم في خفض ضغط الدم. كما يحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، التي تساعد على تنظيم ضغط الدم بشكل طبيعي.
  • تقليل الكوليسترول: الألياف الموجودة في الشمر تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الكلي في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يحتوي على الفولات وفيتامين ب6، اللذين يمنعان تراكم الهوموسيستين، وهي مادة يمكن أن تتلف الأوعية الدموية وتسبب مشاكل في القلب.
  • تعزيز الأيض: فيتامين ب6 الموجود في الشمر يلعب دوراً هاماً في أيض الطاقة، حيث يحلل الكربوهيدرات والبروتينات إلى جلوكوز وأحماض أمينية لاستخدامها كمصدر للطاقة.
  • علاج المغص عند الرضع: زيت بذور الشمر يمكن أن يخفف المغص الذي يصيب الأطفال الرضع. كما أن شاي الأعشاب الذي يحتوي على الشمر والبابونج قد يقلل من شدة المغص لديهم.

منافع اليانسون المتعددة

اليانسون يقدم العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك:

  • تخفيف الاكتئاب: تشير الدراسات إلى أن بذور اليانسون يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب. مستخلصات هذه البذور أظهرت خصائص مضادة للاكتئاب.
  • تقليل أعراض انقطاع الطمث: يمكن لبذور اليانسون أن تقلل من الهبات الساخنة وجفاف الجلد والإعياء الذي يصاحب انقطاع الطمث، حيث يعتقد بأنه يمتلك تأثيراً مشابهاً للإستروجين.
  • تقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة: تشير الدراسات الأولية إلى أن اليانسون يمكن أن يساعد على منع الإصابة بقرحة المعدة أو تقليل أعراضها، حيث يقلل إفراز أحماض المعدة ويحمي الخلايا من التلف.
  • تنظيم مستويات السكر في الدم: مركب الأنيثول قد يحافظ على مستويات السكر في الدم عند تناوله مع نظام غذائي صحي.
  • علاج الإمساك: خلطات الأعشاب التي تحتوي على اليانسون قد تكون فعالة في زيادة عدد مرات الإخراج لدى الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن.

مكونات الشمر واليانسون الغذائية

يوضح الجدول التالي القيمة الغذائية في 100 جرام من بذور الشمر واليانسون:

المادة الغذائيةالكمية الموجودة في الشمرالكمية الموجودة في اليانسون
السعرات الحرارية345 سعرةً حراريةً337 سعرةً حراريةً
الماء8.81 مليلترات9.54 مليلترات
البروتين15.80 غراماً17.60 غراماً
الكربوهيدرات52.29 غراما50.02 غراماً
الدهون14.87 غراماً15.90 غراماً
الألياف39.8 غراماً14.6 غراماً
الكالسيوم1196 مليغراماً646 مليغراماً
الحديد18.54 مليغراماً36.96 مليغراماً
المغنيسيوم385 مليغراماً170 مليغراماً
البوتاسيوم1694 ميليغراماً1441 مليغراماً
الفسفور487 مليغراماً440 مليغراماً
فيتامين ج21 مليغراماً21 مليغراماً

أحاديث نبوية متعلقة بالصحة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“**مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً**” [صحيح البخاري].

هذا الحديث يؤكد أن لكل داء دواء، وهذا يعطي أملاً في البحث عن العلاجات الطبيعية للأمراض.

آيات قرآنية متعلقة بالتغذية

قال تعالى في سورة النحل:

“**وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ**” [النحل: 68-69].

هذه الآية تشير إلى أهمية الغذاء الطبيعي وفوائده الصحية، وأن فيه شفاء للناس.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز بين الحمد والشكر: دراسة مفاهيمية

المقال التالي

تمييز بين طرق إزالة الشعر: الشمع والحلاوة

مقالات مشابهة

أدوية حرق الدهون: دليل شامل لفعالية وسلامة الأدوية

تُعدّ أدوية حرق الدهون خيارًا شائعًا للعديد من الأشخاص الذين يسعون لفقدان الوزن. لكن هل هذه الأدوية فعالة حقًا؟ ما هي أضرارها؟ هذا الدليل الشامل يقدم لك معلومات عن أشهر الأدوية، مع مراعاة السلامة وفعالية كل منها.
إقرأ المزيد