مقدمة
تعتبر العملية التعليمية من أهم الركائز الأساسية في بناء المجتمعات وتطورها. يلعب التعلم دوراً محورياً في هذه العملية، وغالباً ما يقع الخلط بين مفهومي التعليم والتعلم. يهدف هذا المقال إلى إزالة اللبس وتوضيح المفاهيم الأساسية، مع استعراض أهم الفروقات بينهما. سنحاول تقديم تعريفات واضحة وشاملة، مع الأخذ في الاعتبار التداخل المحتمل مع مصطلحات تربوية أخرى مثل التدريس والتلقين.
فهم أعمق للتعلم
لغوياً، يشير التعلم إلى اكتساب المعرفة والإلمام بالأشياء. أما اصطلاحاً، فهو عبارة عن نشاط هادف يرمي إلى اكتساب خبرات ومهارات ومعارف جديدة. يشترك الإنسان والحيوان في القدرة على التعلم، ولكن الفرق يكمن في أن الإنسان يتعلم عن قصد وإدراك، ويسعى إلى تغيير سلوكياته وأفكاره وقيمه بناءً على ما تعلمه. بينما قد يكون تعلم الحيوان غريزياً أو مرتبطاً بالمحاكاة.
هناك نوعان رئيسيان من التغيير الذي يطرأ على الإنسان: تغيير تلقائي يحدث نتيجة الظروف المحيطة، وتغيير مقصود ناتج عن التعلم. التغيير الناتج عن التعلم يكون دائماً مستداماً، وليس مؤقتاً، ويُحكم عليه بالصحة إذا تكرر في مواقف مختلفة.
التعلم الذاتي هو نوع من التعلم يعتمد فيه المتعلم على نفسه، مستخدماً مواد تعليمية مصممة خصيصاً لتيسير هذه العملية. يختلف التعلم الذاتي عن التعليم النظامي في كونه يعتمد على التحفيز الذاتي والجهد الشخصي للمتعلم، بينما يعتمد التعليم النظامي على وجود معلم أو مرشد لتوجيه عملية التعلم. التعليم هو عملية يتم فيها تحفيز القوى والمهارات العقلية، بممارسة نشاط ذاتي عن طريق تهيئة مجموعة من الظروف حتى تكون مناسبة وتمكنه من الحصول على المعلومات. الهدف الأساسي من هذه العملية هو نقل المعرفة من شخص إلى آخر.
الفروق الجوهرية بين التعلم والتعليم
تتعدد الفروقات بين التعلم والتعليم، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الزمان والمكان: التعلم يمكن أن يحدث في أي وقت وفي أي مكان، بينما التعليم غالباً ما يكون محصوراً في أماكن وأوقات محددة، مثل المدارس والجامعات.
- الاستمرارية: التعلم هو عملية مستمرة مدى الحياة، بينما التعليم قد يتوقف عند مراحل معينة.
- الأطراف المعنية: التعلم يمكن أن يحدث بمفرده، بينما التعليم يتطلب وجود طرفين على الأقل: المعلم والمتعلم.
- التقييم: لا يتضمن التعلم بالضرورة أسئلة أو اختبارات، بينما التعليم عادة ما يتضمن تقييماً دورياً لمدى استيعاب المتعلم.
- التغيير: التعلم يتغير بشكل مستمر تبعاً لموقف معين أو ظروف معينة أو خبرات، أمّا التعليم فلا يوجد فيه تغيير مستمر لأنّه حقائق ومسلّمات.
- الطبيعة: التعلم قد يكون ذاتياً أو غير ذاتي، أمّا التعليم فغالباً يكون غير ذاتي لأنّه يستمدّ المعلومات والعلم من غيره وغالباً ما يكون المعلّم.
- الغايات: التعلم للسيّئ والحسن، بينما التعليم يكون للحسن فقط.
أصناف التعليم والتعلم
تتنوع أنواع التعلم والتعليم، ويمكن للفرد اختيار ما يناسبه منها، بناءً على احتياجاته وظروفه. من بين هذه الأنواع:
- التعلم الذاتي.
- التعلم التعاوني.
- التعلم التنافسي.
- التعلم الجماعي.
- التعليم الإلكتروني.
- التعليم العام.
- التعليم المهني أو الفني.