فهرس المحتويات:
أهمية الذكر وفضله
إن ذكر الله تعالى والدعاء له من أعظم النعم التي ينعم بها على عباده، وهما سبيل لجلب الخيرات ودفع المضرات. الذكر والدعاء هما غذاء الروح، وقوة القلب، وأفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الذكر في الحديث الشريف:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ألَا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزْكاها عندَ مَليكِكم، وأرفعِها في دَرَجاتِكم، وخيرٍ لكم مِن إعطاءِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم مِن أنْ تَلقَوا عَدوَّكم، فتَضرِبوا أعناقَهم ويَضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: ذِكرُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-).
فالعبد المسلم بحاجة ماسة إلى الذكر والدعاء في كل حين، ولا يمكنه الاستغناء عنهما أبدًا.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الذكر والدعاء
الدعاء هو جوهر العبادة، وهو الصلة التي تربط العبد بربه. فمن خلال الدعاء، يعبر العبد عن افتقاره إلى الله، ويتضرع إليه بأن ييسر له أموره، ويحقق له مبتغاه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة)
فالدعاء هو مظهر من مظاهر العبودية الخالصة لله تعالى. فإذا أراد الله بعبده خيرًا، فتح له أبواب الدعاء والتضرع، وألهمه الاستعانة به في كل الأمور. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك، فقد كان كثير الدعاء والتضرع إلى الله، محافظًا على الأذكار والأدعية في مختلف الأوقات، ومنها أذكار ما قبل النوم.
من السنة النبوية المطهرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو عقب الأذان، وبعد الصلوات، وفي الصباح والمساء وعند النوم. وسنذكر بعض الأدعية التي كان يحرص عليها قبل نومه.
أدعية نبوية قبل النوم
هذه مجموعة من الأذكار والأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي كان يحرص عليها قبل نومه:
الدعاء الأول:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
أوْصَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلًا، فَقَالَ له:(إذَا أرَدْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا ملجأ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ. فإنْ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ).
الدعاء الثاني:
يُحَدِّثُ عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا، إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قالَ:
(اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فَقالَ له رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هذا مِن عُمَرَ؟ فَقالَ: مِن خَيْرٍ مِن عُمَرَ، مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).
الدعاء الثالث:
يقولُ التابعيُّ سهيلُ بن أبي صالحٍ كانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ يقولُ:
(اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ. وَكانَ يَرْوِي ذلكَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).
المصادر
- فضائل وفوائد الذكر والدعاء، الكلم الطيب.
- سنن الترمذي، عن أبي الدرداء.
- سنن أبي داوود، عن النعمان بن بشير.
- الوابل الصيب من الكلم الطيب، ابن قيم الجوزية.
- حِصن المسلمِ مِن أذكار الكتاب والسُّنة، سعيد بن علي بن وهف القحطاني.
- صحيح البخاري، عن البراء بن عازب.
- صحيح مسلم، عن عبد الله بن الحاري.
- صحيح مسلم، عن أبي هريرة.