مقدمة
تشعر العديد من السيدات ببعض الآلام والتشنجات في منطقة البطن خلال الأسابيع الأولى من الحمل. هذه الظاهرة تعتبر شائعة، ولكن من المهم فهم أسبابها المحتملة والتمييز بين الأعراض الطبيعية وتلك التي قد تستدعي استشارة الطبيب. سنتناول في هذا المقال الأسباب الرئيسية للتقلصات خلال الثلث الأول من الحمل، وكيفية التعامل معها، ومتى يجب طلب المساعدة الطبية.
أسباب حدوث التقلصات في بداية الحمل
تحدث التقلصات في بداية الحمل لعدة أسباب، بعضها طبيعي وبعضها الآخر قد يشير إلى مشكلة صحية. من الضروري مراقبة الأعراض المصاحبة للتقلصات لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات المناسبة. الأسباب الرئيسية هي:
- التقلصات الفسيولوجية الطبيعية: إن تمدد الرحم لاستيعاب الجنين المتنامي يؤدي إلى شد في الأربطة والعضلات الداعمة له. هذا التمدد يسبب تقلصات خفيفة تشبه آلام الدورة الشهرية، وعادة ما تكون غير مقلقة. إذا كان الألم خفيفًا ومتقطعًا، فغالبًا ما يكون نتيجة طبيعية للتغيرات الجسدية التي تحدث في جسم المرأة الحامل.
- التقلصات المرتبطة بالإجهاض: قد تكون التقلصات علامة على الإجهاض، خاصة إذا كانت مصحوبة بنزيف مهبلي. يجب استشارة الطبيب فورًا في حال حدوث نزيف مع التقلصات لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة. قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” (الإسراء: 82). على الرغم من أن هذه الآية تتحدث عن القرآن، إلا أنها تذكرنا بأهمية البحث عن الشفاء والعلاج عند الحاجة.
- الحمل خارج الرحم: في حالات نادرة، قد تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، وعادة ما يكون ذلك في قناة فالوب. هذا ما يُعرف بالحمل خارج الرحم وهو حالة خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً. تتميز تقلصات الحمل خارج الرحم بأنها شديدة ومصحوبة بألم حاد في جانب واحد من البطن، وقد يصاحبها دوخة أو إغماء.
استمرار التقلصات مع تقدم الحمل
قد تستمر المرأة الحامل بالشعور بالتقلصات مع تقدم الحمل نتيجة استمرار نمو الرحم وتمدده. كما أن الحمل بتوأم أو أكثر يزيد من احتمالية حدوث تقلصات وألم في البطن. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي يجب أخذها على محمل الجد واستشارة الطبيب في حال ظهورها.
إذا كانت التقلصات مصحوبة بضغط شديد في منطقة الحوض، أو ألم في الظهر، أو نزول دم أو إفرازات غير طبيعية من المهبل، أو تكرار التقلصات لأكثر من خمس مرات في الساعة، فقد تكون هذه علامات مبكرة للولادة المبكرة. في مثل هذه الحالات، من الضروري التوجه إلى أقرب مستشفى لتقييم الوضع وتلقي العلاج المناسب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء” (رواه الترمذي). هذا الحديث يحثنا على البحث عن العلاج والتداوي عند المرض.
طرق لتخفيف حدة التقلصات
هناك عدة طرق يمكن اتباعها للتخفيف من حدة التقلصات المصاحبة للحمل، وتشمل:
- تغيير وضعية الجسم: يمكن أن يساعد تغيير وضعية الجسم، مثل الجلوس أو الاستلقاء، في تخفيف الضغط على الرحم وتقليل التقلصات.
- الاستحمام بماء دافئ: يمكن أن يساعد الاستحمام بماء دافئ على استرخاء العضلات وتخفيف الألم. يجب تجنب الجلوس في الماء الدافئ لفترات طويلة.
- شرب كميات كافية من الماء: الجفاف يمكن أن يزيد من حدة التقلصات، لذا من المهم شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى.
- استخدام الكمادات الدافئة: يمكن وضع كمادات دافئة على منطقة البطن لتخفيف الألم والتقلصات.
- ممارسة تمارين الاسترخاء: يمكن أن تساعد تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، في تخفيف التوتر وتقليل الألم.
المراجع
- American Pregnancy Association, “Cramping During Pregnancy“
- Verywell Family, “Is Cramping During Early Pregnancy a Sign of Miscarriage“
- Verywell Family, “When Should You Worry About Early Pregnancy Cramps” (Krissi Danielsson, 2018)