استعراض لزيجات النبي صلى الله عليه وسلم
تزوج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة امرأة. وعند وفاته، كان في عصمته تسع زوجات. هذا العدد من الزيجات يعتبر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز للمسلمين الاقتداء به في ذلك.
كانت بعض هذه الزيجات بأمر من الله سبحانه وتعالى، مثل زواجه من زينب بنت جحش -رضي الله عنها-. كان الهدف من هذا الزواج هو إلغاء عادة جاهلية تحرم الزواج بزوجة الابن بالتبني. فأمر الله نبيه بالزواج منها لإبطال هذه العادة بالفعل.
أما زواجه من عائشة -رضي الله عنها-، فقد كان أيضًا بوحي من الله. قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لعائشة: (أُرِيتُكِ في المَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فيَقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فأكْشِفُ عن وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هي، فأقُولُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللهِ، يُمْضِهِ).
زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- هن:
- خديجة بنت خويلد الأسدية.
- سودة بنت زمعة.
- عائشة بنت أبي بكر الصديق.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب.
- زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال ابن عامر.
- هند بنت أبي أمية المخزومية، وهي أم سلمة.
- زينب بنت جحش بن أسد بن خزيمة.
- جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية.
- رملة (وقيل اسمها هند) بنت أبي سفيان صخر بن حرب الأموية، وتكنى أم حبيبة.
- صفية بنت حيي بن أخطب.
- ميمونة بنت الحارث الهلالية.
الأسباب والدوافع وراء تعدد الزوجات النبوية
هناك حكم عديدة لتعدد زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها:
- نقل الأحكام الشرعية الخاصة بالنساء: حيث كانت زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقلن الأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء والتي لا يمكن للرجال الاطلاع عليها بشكل مباشر. مثال على ذلك سؤال امرأة من الأنصار النبي -عليه الصلاة والسلام- أمام عائشة -رضي الله عنها- عن الغسل من الحيض، فبينت لها ما تفعل بالتفصيل، وكذلك سؤال أم سلمة عن احتلام المرأة.
- معرفة الجوانب الخفية من حياة النبي: الاطلاع على أحواله الباطنة وأخلاقه، مما ينفي الشكوك والشبهات التي قد تثار حوله.
- تعزيز العلاقات مع القبائل ونشر الإسلام: توثيق الصلات مع بعض القبائل عن طريق المصاهرة، مما ساهم في دخولهم الإسلام. مثل زواجه من جويرية بنت الحارث، التي كان أبوها سيد بني المصطلق، وكذلك زواجه من رملة بنت أبي سفيان، الذي كان لا يزال على الشرك.
- رعاية بعض النساء: التكفل ورعاية الأرامل والمحتاجات، كما في زواجه من السيدة أم سلمة بعد وفاة زوجها.
- إقرار بعض الأحكام الشرعية وإبطال عادات الجاهلية: مثل زواجه من زينب بنت جحش، مطلقة زيد بن حارثة، لتقرير حكم التبني وإبطال عادة تحريم الزواج بزوجة الابن بالتبني، مصداقاً لقوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ).
- توثيق العلاقات مع الصحابة: تعزيز الروابط مع الصحابة الكرام، مثل زواجه من عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب، تكريمًا لهم وتقديراً لإخلاصهم.
الزواج: سنة الأنبياء والمرسلين
الزواج هو سنة من سنن الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: (وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً).
كما أن الزواج فيه طاعة لله ورسوله، واستجابة لأوامرهما، مصداقًا لقوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ)، وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
الأنبياء، وهم أفضل البشر، لم يرغبوا عن الزواج وطلب الذرية رغم انشغالهم بالدعوة والتبليغ.
ويعتبر الزواج من سنن الأنبياء يقول تعالى:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً).
المصادر والمراجع
- محمد اشرف صلاح حجازي (2012)،حكمة تعدد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، صفحة 5. بتصرّف.
- الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد،مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 239، جزء 36. بتصرّف.
- وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418 هـ )،التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج(الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر ، صفحة 28، جزء 22. بتصرّف.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2438، صحيح.
- لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 519، جزء 4. بتصرّف.
- محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1399)،فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ(الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: مطبعة الحكومة، صفحة 252-254، جزء 1. بتصرّف.
- محمد بن صامل السُّلَميُّ، عبد الرحمن بن جميل قصَّاص، سعد بن موسى الموسى، خالد بن محمد الغيث (1431)،صَحِيحُ الأثَر وجَمَيلُ العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)(الطبعة الأولى)، جدة: مكتبة روائع المملكة، صفحة 310. بتصرّف.
- صلاح الدين محمود السعيد (2006)،زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، مصر: دار البيان العربي، صفحة 6-12. بتصرّف.
- سورة الأحزاب، آية: 5.
- سورة الرعد، آية: 38.
- سورة النور، آية: 32-33.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1400، صحيح.
- بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد (2005)،حِرَاسَةُ الْفَضِيلَةِ(الطبعة الحادية عشرة)، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، صفحة 77، جزء 1. بتصرّف.
- لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1251، جزء 13. بتصرّف.
- سورة الرعد، آية: 38.
- “الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين”،islamweb.org، 18-1-2004 ، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2020.