جدول المحتويات
أحاديث نبوية شريفة عن التعاون |
معنى التعاون: لغوياً واصطلاحاً |
أقوال العلماء في فضل التعاون |
المراجع |
أحاديث نبوية شريفة تحث على التعاون
حثّ الإسلام على التعاون بين المسلمين، وبيّن فضله العظيم، فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [١]. وتُظهر السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تشجع على التعاون وتبين عواقبه الإيجابية في الدنيا والآخرة. ومن هذه الأحاديث:
روى مسلم عن أبي هريرة ﷺ قوله: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).[٢]
وفي حديث آخر رواه البخاري عن عبد الله بن عمر ﷺ : (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ).[٣]
كما ورد عن النبي ﷺ في أحاديث أخرى التشديد على أهمية التعاون والتكاتف بين المسلمين، مبينًا أن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم وتعاونهم.
حديث آخر رواه مسلم عن النعمان بن بشير يصف المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. [٥] وهذا يبين مدى الترابط والتعاون بينهم.
معنى التعاون: من الناحية اللغوية والاصطلاحية
لُغَوِيًّا، يُشير التعاون إلى العون والمساعدة المتبادلة. و يُعرّف أيضاً بأنه دعم بعض الأفراد لبعضهم البعض في تحقيق هدف مشترك.
أما اصطلاحاً، فيُعرّف التعاون بأنه عمل جماعي يُسهم فيه الأفراد بجهودهم من أجل غاية خيرية محمودة، سواء كان ذلك في المجال الديني أو العلمي أو الاجتماعي.
نظرة العلماء إلى التعاون
أجمع العديد من العلماء على أهمية التعاون وتفضيله، وذكر العديد منهم أقوالاً تُبيّن فضل هذا العمل الخيري.
من هذه الأقوال ما نُقل عن عطاء بن أبي رباح: “تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكِّروهم”.[٩]
كما نقل عن ابن تيمية قوله: “حياة بني آدم وعيشهم في الدُّنْيا لا يتم إلَّا بمعاونة بعضهم لبعضٍ في الأقوال أخبارها وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا”.[١٠]
وهناك أقوال أخرى لعلماء آخرين تُبرز أهمية التعاون في بناء المجتمعات القوية والمتماسكة.