مقدمة
تعتبر فترة المراهقة مرحلة انتقالية هامة في حياة الفرد، تتسم بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية. يواجه الشباب خلال هذه المرحلة تحديات متعددة تتطلب فهمًا وتوجيهًا من الأهل والمربين. يهدف هذا المقال إلى تقديم رؤية شاملة حول كيفية التعامل مع سلوكيات الشباب وتوجيههم نحو الأفضل.
أساليب تحسين سلوك الشباب
يساعد بناء المرونة وتعلم مهارات التأقلم لدى الشباب على مواجهة المواقف الصعبة. إن وجود علاقة قوية وإيجابية مع الشاب أمر أساسي لبناء هذه المرونة. يمكن تعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال الاستراتيجيات التالية:
- تشجيع العادات الصحية: من خلال النظام الغذائي المتوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الكافي.
- الاستماع الفعال: الإصغاء للشاب دون مقاطعة، ومحاولة فهم مخاوفه واهتماماته.
- حل المشكلات بشكل مشترك: التعاون مع الشاب لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه، مع أخذ إذنه قبل تقديم النصيحة.
- إظهار الاهتمام: الاهتمام بتفاصيل حياته، والاحتفال بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
- تشجيع التعبير عن المشاعر: مساعدة الشاب على التحدث عن مشكلاته والتعبير عن مشاعره، للتأكد من عدم وجود قلق أو توتر يؤثر عليه.
- قضاء وقت ممتع: تخصيص وقت للقاء مع الشاب سواء بمفرده أو مع العائلة.
- طلب المساعدة من شخص موثوق: في حال صعوبة بناء علاقة إيجابية مع الشاب، يمكن الاستعانة بشخص بالغ يثق به، مثل العم أو صديق العائلة، لتقديم الدعم والنصح.
- تجنب الجدال الحاد: غالبًا ما يؤدي النقاش مع الشباب إلى جدل غير مرغوب فيه. لذلك، يجب تجنب بدء الجدال والتغاضي عن بعض التصرفات البسيطة. في حال وجود خلاف بين الأشقاء، يجب مساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وإيجاد طريقة لحل الخلاف. بدلًا من إثارة الخلاف، يجب السماح للشاب بالتحدث دون مقاطعة وإيجاد حل للمشكلة، وتقليل التوتر باستخدام الدعابة، ولكن يجب تجنب السخرية.
- وضع الحدود وتحديد العواقب: من المهم منح الشاب الحرية لتطوير استقلاليته، ولكن يجب وضع عواقب عند تجاوز الحدود. يجب تذكير الشاب بأن هناك عقوبات عند إبداء سلوكيات غير محترمة أو عند تجاوز الحدود الموضوعة داخل الأسرة.
- الحد من السلوك العنيف والعدواني: قد يصبح بعض الشباب عدوانيين بسبب مشاعر الغضب أو الإحباط. يجب توعية الشاب بأن السلوك العنيف غير مقبول، ويجب تجنب استخدام الاستراتيجيات العنيفة عند التعامل معه. يجب منحه مساحة ليهدأ عند النقاش لتجنب ممارسة العنف، وتحديد عقوبة غير عنيفة عند التصرف بعدوانية.
تحديات سلوكية نموذجية في سن المراهقة
تشمل بعض التحديات السلوكية الشائعة في فترة المراهقة ما يلي:
- التحدي والجدل مع الوالدين أو الأشقاء.
- عدم احترام الآخرين في الأسرة.
- تقلبات المشاعر والمزاج.
- السلوك العدواني أو العنيف.
الأسباب المؤدية إلى صعوبات السلوك
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى صعوبات في سلوك الشباب، ومن بينها:
- المشاعر المكثفة: يختبر الشباب المشاعر بطريقة مكثفة، وقد لا يملكون الطرق المناسبة للتعامل معها. قد يكونون حساسين وواعيين لذاتهم، وغالبًا ما يتم التعبير عن هذه المشاعر عن طريق الجدل أو عدم احترام الآخرين.
- عدم اكتمال نمو الدماغ: جزء من الدماغ يسمى القشرة الأمامية غير مكتمل النمو في هذه المرحلة، وهي المسؤولة عن ضبط النفس. يكتمل نموها عند بلوغ العشرين، مما يعني أن الشباب يواجهون تحديات في الإدارة الذاتية واتخاذ القرار.
- الأحداث المجهدة: بعض السلوكيات الصعبة تكون ناتجة عن أحداث مجهدة أو مقلقة، مثل الشجار مع صديق.
- العوامل المؤثرة: هنالك عوامل أخرى تؤثر على سلوك الشباب، مثل قلة النوم، والتغذية السيئة، وقضاء الكثير من الوقت في استعمال الهواتف أو التلفاز، بالإضافة إلى الصحة النفسية غير الجيدة.
مصادر ومراجع
- “Challenging behaviour – teenagers”, rch.org
- “Coping with Teenagers”, skillsyouneed