اللغة العربية: تعريف وأصول
تعرف اللغة بأنها وسيلة التواصل الأساسية بين البشر، وتتكون من مجموعة من الرموز والأصوات التي تُعبر عن الأفكار والمعاني. في الاصطلاح، هي نظام من العلامات والإشارات والكلمات التي يستخدمها مجتمع معين للتعبير عن نفسه والتفاعل مع الآخرين. أما فيما يتعلق بـ”العربية”، فهي اللغة التي يتحدث بها العرب، وتنسب إليهم.
يُجمع علماء اللغة والآثار على أن اللغة العربية تنتمي إلى عائلة اللغات السامية، التي تضم أيضًا لغات مثل السريانية والعبرية والكلدانية. تتميز هذه اللغات بتشابه كبير في المفردات والتراكيب. على سبيل المثال، كلمة “شمس” في العربية تقابلها كلمات مشابهة في اللغات السامية الأخرى، مثل “شمشو” في السريانية و “شيمش” في العبرية و “شمشا” في الكلدانية.
تتكون اللغة العربية تاريخيًا من فرعين رئيسيين، تفرعت منهما اللهجات المختلفة:
- العربية الحميرية: كانت منتشرة في جنوب اليمن، وتتميز بقربها من اللغة الحبشية.
- العربية المضرية: كانت مستخدمة في شمال الحجاز، وترتبط ارتباطًا وثيقًا باللغتين العبرية والنبطية.
لغة قريش والقرآن
مع مرور الزمن، حدث تمازج بين اللغتين الحميرية والمضرية نتيجة لهجرة القبائل اليمنية إلى الشمال بعد حادثة سد مأرب، وأيضًا بسبب التفاعل بين الناس خلال مواسم الحج والأسواق والمسابقات الشعرية.
اللغة الحميرية تفوقت في البداية على اللغات العربية الجنوبية الأخرى، مثل المعينية والسبئية، ولكنها تلاشت بعد ظهور الإسلام. أما اللغة المضرية، فقد اكتسبت قوة على حساب بعض اللغات العربية الشمالية الأضعف، مثل لغة تميم وقيس. تميزت كل قبيلة بلهجتها الخاصة، ولكن لهجة قريش كانت الأبرز بسبب فصاحتها وخلوها من العيوب واستخدامها للكلمات والتراكيب اللغوية السهلة والسلسة.
عندما بُعث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، بُعث بلسان عربي مبين. أنزل القرآن الكريم باللغة العربية وعلى لهجة قريش، مصداقًا لقوله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا”.
العربية في العصر الحديث
يشير مصطلح “اللغة العربية المعاصرة” إلى اللغة العربية الفصحى التي استخدمها العرب في الماضي في الشعر القديم، كلغة المعلقات، وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وكُتبت بها كتب الأدب العربي والسنة النبوية والعلوم والاختراعات والاكتشافات خلال العصر الذهبي للخلافة الإسلامية.
ولكن، بسبب الاستعمار وتفكك الوحدة العربية واختلاط العرب بغيرهم من الأجناس، مثل الفرس والروم والهنود، بدأت اللغة العربية تتأثر بمفردات وكلمات من هذه اللغات. بدأ اللحن في الكلام، أي نطق الكلمات بشكل يخالف اللغة الفصحى، وهو ما عُرف فيما بعد باللغة العامية أو اللهجة المحكية أو اللهجات المحلية لكل بلد عربي.
يسعى المهتمون باللغة العربية الفصحى إلى استعادة مكانتها وأهميتها من خلال:
- نشر التعليم وجعل اللغة العربية الفصحى هي اللغة الأساسية للتعليم قراءة وكتابة.
- تفعيل دور المجامع اللغوية العربية والتشجيع على القراءة بالفصحى في مختلف المجالات.
- اعتماد اللغة الفصحى كوسيلة للتواصل في جميع وسائل الإعلام الحكومية المسموعة والمرئية والمقروءة.