تدبرات في سورة إبراهيم

تحليل وتدبر في آيات سورة إبراهيم، مع استعراض أهم الموضوعات التي تتناولها السورة الكريمة.

تقديم عام لسورة إبراهيم

تعتبر سورة إبراهيم من السور التي تحمل في طياتها العديد من العبر والمواعظ. تتكون السورة من 52 آية، وتتناول قضايا مختلفة تهدف إلى هداية الإنسان وتقويم سلوكه. سنستعرض في هذا المقال شرحًا موجزًا لأهم النقاط التي تناولتها هذه السورة المباركة.

تفسير الآيات من (1-4)

يقول الله تعالى:

﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ… * وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [إبراهيم: 1-4].

تبدأ السورة بالإشارة إلى أهمية القرآن الكريم ودوره الأساسي في إخراج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والإيمان. وتؤكد الآيات على أن هذا الإخراج يتم بإذن الله وتوفيقه. كما تتضمن الآيات تحذيرًا شديدًا للكافرين بالعذاب الأليم. وتوضح أن الله أرسل كل رسول بلسان قومه لكي يسهل عليهم فهم الرسالة وتبينها.

استقراء الآيات من (5-8)

يقول الله تعالى:

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ… * وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 5-8].

تنتقل الآيات للحديث عن قصة النبي موسى عليه السلام ورسالته إلى قومه، حيث أمره الله بإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتذكيرهم بنعم الله عليهم. وتشدد الآيات على أهمية الصبر والشكر في حياة المؤمن. وتختتم الآيات بتأكيد سيدنا موسى على أن الله غني عن العالمين.

تمعن في الآيات من (9-12)

يقول الله تعالى:

﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ… * وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم: 9-12].

تتحدث هذه الآيات عن قصص الأمم السابقة مثل قوم نوح وعاد وثمود، وكيف أن الرسل جاءوهم بالبينات والدلائل الواضحة، ولكنهم كذبوا وعاندوا. وتوضح الآيات أن الرسل توكلوا على الله وصبروا على أذى أقوامهم. وتحث على التوكل على الله في كل الأمور.

فهم الآيات من (13-17)

يقول الله تعالى:

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [إبراهيم: 13-17].

تستعرض الآيات تهديدات الكفار للرسل بالإخراج من الأرض أو العودة إلى ملتهم. وتؤكد على وعد الله للرسل بالنصر والتمكين في الأرض بعد هلاك الظالمين. وتصف الآيات عذاب الكفار في جهنم بأشد أنواع العذاب.

معاني الآيات من (18-23)

يقول الله تعالى:

﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِن عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ﴾ [إبراهيم: 18-23].

تضرب الآيات مثلًا لأعمال الكافرين بأنها كالرماد الذي تذروه الرياح في يوم عاصف. وتذكر بقدرة الله على خلق السموات والأرض وإهلاك الخلق وإتيان بخلق جديد. وتصف الآيات حوار الضعفاء والمستكبرين في يوم القيامة وتبرؤ الشيطان من أتباعه. وتبشر المؤمنين بالجنة ونعيمها.

تأملات في الآيات من (24-27)

يقول الله تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء﴾ [إبراهيم: 24-27].

تضرب الآيات مثلًا للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وتضرب مثلًا للكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة التي ليس لها قرار. وتؤكد على أن الله يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الدنيا والآخرة.

إضاءات على الآيات من (28-31)

يقول الله تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ * قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ﴾ [إبراهيم: 28-31].

تتحدث الآيات عن الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار. وتذكر بأن مصيرهم إلى النار. وتأمر المؤمنين بإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خِلال.

نظرة في الآيات من (32-34)

يقول الله تعالى:

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: 32-34].

تستعرض الآيات نعم الله على الإنسان من خلق السموات والأرض وإنزال الماء وتسخير الفلك والأنهار والشمس والقمر والليل والنهار. وتؤكد على أن الإنسان ظلوم كفار إذا لم يشكر الله على هذه النعم.

وقفات مع الآيات من (35-41)

يقول الله تعالى:

﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 35-41].

تتضمن الآيات دعاء إبراهيم عليه السلام بأن يجعل الله هذا البلد آمنًا ويجنبه و بنيه عبادة الأصنام. وذكر أسكانه لذريته بواد غير ذي زرع عند البيت الحرام ليقيموا الصلاة. ودعاءه بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ويرزقهم من الثمرات. وتختتم الآيات بدعاء إبراهيم بالمغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

ختام الآيات من (42-52)

يقول الله تعالى:

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ [إبراهيم: 42-52].

تحذر الآيات من الغفلة عن أعمال الظالمين وتذكر بيوم القيامة وأهواله وعذاب المجرمين. وتؤكد على أن الله منجز وعده لرسله. وتختتم الآيات بأن القرآن الكريم بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب.

لمحة عن سورة إبراهيم

سورة إبراهيم هي سورة مكية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة. تقع في الجزء الثالث عشر من القرآن الكريم، وتأتي بعد سورة الرعد وقبل سورة الحجر. تتناول السورة مواضيع متعددة تتركز حول التوحيد والإيمان بالله، والتحذير من الشرك والكفر. كما تتضمن قصصًا من الأمم السابقة وعاقبة المكذبين، وتهدف إلى تثبيت قلوب المؤمنين وتذكيرهم بنعم الله عليهم.

Total
0
Shares
المقال السابق

دلالات ظهور اليد السوداء في الأحلام وتفسيراتها

المقال التالي

استضائات من سورة الأحزاب

مقالات مشابهة

حقوق الطفل في الإسلام: رعاية وحماية منذ الولادة

تعرف على حقوق الطفل في الإسلام وكيف اهتمت الشريعة الإسلامية بحماية الطفل منذ مرحلة الجنين وحتى بعد الولادة. اكتشف تفاصيل حقوق الطفل في النسب والحياة والرعاية.
إقرأ المزيد

استيعاب آية (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)

استكشاف معنى الآية الكريمة 'وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ' وتفسيرها. تحليل شامل للكلمات والمعنى العام للآية من سورة فاطر.
إقرأ المزيد