تاريخ ودور دير سنبل الأثرية

رحلة إلى دير سنبل، المدينة الأثرية السورية الغنية بالتاريخ والآثار. موقعها، معالمها، وأهميتها التاريخية.

محتويات

موقع دير سنبل على الخريطة
تاريخ دير سنبل عبر العصور
معالم دير سنبل المعمارية والبيئية
دير سنبل: اقتصاد مزدهر في الماضي

موقع دير سنبل على الخريطة

تقع دير سنبل، تلك المدينة الأثرية الساحرة، في قلب الجمهورية العربية السورية، تحديداً ضمن محافظة إدلب. تُعتبر من المدن التاريخية التي تحمل في طياتها أسرار الماضي، وتتربع على المنحدر الشرقي الجنوبي لجبل باريشا، غرب مدينة معرة مصرين. يعود تاريخ تأسيسها إلى بدايات القرن الثاني الميلادي، وقد بلغت أوج ازدهارها في القرن السادس الميلادي، حيث ازدهرت الحياة فيها، فازدانت بمئات المنازل، وعدد من الكنائس، لا تزال بعضها شامخة حتى يومنا هذا، أبرزها كنيسة البازيليك الشمالية التي تعود للقرن السادس الميلادي.

تاريخ دير سنبل عبر العصور

شهدت دير سنبل عبر تاريخها الطويل تحولاتٍ سياسيةٍ وحضاريةٍ متعددة. فبعد أن كانت مركزاً هاماً في العصر البيزنطي الروماني، حيث استُخدمت كساحة تدريبٍ للحرس الإمبراطوري، سقطت في يد المسلمين عام 637 ميلادية. وبعد ذلك، خضعت للاحتلال الصليبي عام 1098م، قبل أن تُحرر على يد القائد نور الدين زنكي عام 1149م. ولكنّها لم تسلم من كوارث الزمن، إذ ضربها زلزالٌ مدمر عام 1157م، تبعته زلازلٌ أخرى ساهمت في طمس معالمها، تاركةً ورائها أطلالاً شاهدةً على عظمة ماضيها.

معالم دير سنبل المعمارية والبيئية

تتميز دير سنبل بمعالمها المعمارية المتنوعة. ففيها بيوتٌ فاخرةٌ وقصورٌ وفيلاتٌ أنيقةٌ، تُشكل معلماً بارزاً خاصةً في الحي الغربي، كانت مساكنَ للأثرياء، تتميز هذه المباني بتصاميمها المكونة من طابقين، بعضها مزود برواقٍ ذي أسقف قرميدية، مدعومة بهياكل خشبية، مع أروقةٍ تتزين بزخارف جميلة، وشرفاتٍ حجرية، ونوافذَ من جميع الجوانب. أما البيوت البسيطة التي كانت مساكن العامة، فكانت أصغر حجماً ومتلاصقة، مزينة هي الأخرى بالشعارات الدينية. لكن الزلازل القوية أسهمت في دمار جزء كبير منها. دير سنبل، التي تُصنف ضمن المدن المنسية أو الميتة، تتميز أيضاً بكروم العنب وبساتين الزيتون، حيثُ تشتهر المنطقة بتربتها الخصبة المناسبة لزراعة شجر الزيتون، وهي منطقة لم تُستكشف بشكل كامل حتى اليوم.

دير سنبل: اقتصاد مزدهر في الماضي

لم تكن دير سنبل مجرد مدينةٍ أثرية، بل كانت مركزاً اقتصادياً نابضاً بالحياة. فبالإضافة إلى الزيتون وكروم العنب، زرعت المنطقة اللوز والجوز والسمسم والتين، وأنواعاً مختلفة من الحبوب. وكانت كرومها تُنتج أنواعاً شهيرة من الخمور، تُصدر إلى القسطنطينية وغيرها من المدن. كما كان زيت الزيتون الذي يُستخرج من أشجارها يُعتبر من أنقى الزيوت في المنطقة، مُستخدمًا في الإنارة والطعام. وكانت معاصر الزيتون والعنب تُبنى تحت الأرض، مما يدل على تطور تقنياتهم الزراعية. كما اشتهرت المنطقة بصناعة الأحذية والخزف والنجارة والحياكة والنسيج.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

موقع خليج قابس على الخريطة

المقال التالي

رحلة إلى رأس الرجاء الصالح: موقعه، اكتشافه، وأهميته التاريخية

مقالات مشابهة