تاريخ دمشق العريق: أقدم مدن الشرق الأوسط

فهرس المحتويات

دمشق: مهد الحضارات

تُعتبر دمشق جوهرة الشرق الأوسط، مدينةً عريقةً تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ. يشير الاستيطان البشري فيها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد كشفت الحفريات الأثرية عن أدلةٍ دامغةٍ على وجود حياةٍ بشريةٍ في المنطقة قبل ثمانية إلى عشرة آلاف عام. تُمثل دمشق مزيجاً فريداً من الثقافات التي سكنتها عبر العصور، من الرومانية واليونانية إلى الإسلامية، مُشكّلةً هويةً ثقافيةً غنيةً ومتعددة الأبعاد. يُعد المسجد الأموي، أو ما يُعرف بالمسجد الكبير، شاهداً على عظمة التاريخ الإسلامي في دمشق، حيث يعود تاريخ بنائه إلى الفترة بين عامي 705 و 715 ميلادية، ويُعتبر من أكبر وأقدم مساجد العالم.

أصل تسمية دمشق: لغزٌ تاريخي

يرجع أصل اسم “دمشق” إلى الكلمة “ديماشكا”، وهي كلمةٌ ذات أصولٍ قبل سامية، ما يُشير إلى تاريخٍ يسبق التاريخ المسجل. ويُطلق على دمشق اسم “الشام”، وهو اسمٌ عاميٌّ لمنطقة سوريا، ويُعتقد أنه يعني “اليسار” أو “الشمال” نسبةً إلى موقعها من شبه الجزيرة العربية. يُرجّح العلماء أن دمشق من أقدم المدن المأهولة بالسكان بشكلٍ متواصلٍ على مرّ العصور.

رحلة عبر عصور دمشق: من القدم إلى الحاضر

تضمّ دمشق ما يُقارب 125 موقعاً أثرياً وتاريخياً يعود تاريخها إلى عصورٍ مختلفة. وعلى الرغم من أن معظم العمارة الباقية في دمشق تعود إلى العصر الإسلامي، إلا أن آثار العصور اليونانية والرومانية ما زالت واضحةً في العديد من بقايا تلك العصور. يتجلى ذلك في تخطيط المدينة الذي يُشبه إلى حدٍ كبير تخطيط المدن اليونانية، خاصةً في امتداد الشوارع من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. وقد أدرجت اليونسكو دمشق ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1979م.

معالم دمشق الخالدة: شواهد على عظمة التاريخ

تُزخر دمشق بالعديد من المعالم التاريخية الرائعة، منها: قلعة دمشق، المسجد الأموي، قصر أسعد باشا العظم، البيمارستان النوري، ضريح بلال الحبشي، بالإضافة إلى أبوابها التاريخية الشهيرة، مثل باب السلام، باب الفرج، باب توما، باب الجابية، وباب كيسان. هذه المعالم شواهدٌ حيةٌ على تاريخ دمشق العريق وحضارتها الغنية.

المصادر والمراجع

* Marcelina Morfin (18-8-2017),”10 of the Oldest Cities in the World”،theculturetrip.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
* Nasser O. Rabbat (26-7-2018),”Damascus”،www.britannica.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
* Ellen Von Weigand (3-11-2016),”Crimes Against History: UNESCO World Heritage Sites in Syria Damaged by Civil War(Damascus)”،theculturetrip.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
* المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سوريا (2011)،غزوان مصطفى ياغي(الطبعة الأولى)، إيسيسكو: منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، صفحة 41,110,155,184,201,90. بتصرّف.