تأثير الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع

معرفة آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع، والتوبة من الذنوب وشروط التوبة، وكيفية تجديد التوبة إلى الله تعالى.

جدول المحتويات

معنى المعاصي

المعاصي هي فعل الإنسان الذي نهاه الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – عن ارتكابه، كما جاء في القرآن الكريم:

> “وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا” [١]

تُعدّ المعاصي مضادةً للطاعة، وتُعاقب عليها الإنسان، وقد تكون المعصيةُ عبارةً عن فعلٍ جسديّ أو قولٍ لفظيّ. وتتنوّع المعاصي بين كبائر وصغائر، ومن أمثلتها: عقوق الوالدين، والتّكاسل عن أداء الصّلاة، ولعب القمار، وتناول الخمور، وارتكاب فاحشة الزّنا.

تأثير الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع

للذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان آثار سلبية كثيرة، تُؤثّر على العبد في الدنيا والآخرة. وتشمل هذه الآثار:

  • **تدهور السمعة:** يصبح الشخص ذو سمعة سيئة بين الناس، فلا يُحترم ولا يُحظى بكرامة أو جاه.
  • **حجب النعم:** يحرم العبد من النعم التي يُرزقها الله تعالى له، ويُحرم من البركة والتوفيق في حياته.
  • **الخوف والرّعب:** يُصيب الإنسان العاصي بالخوف والرّعب بشكل مستمر، مما يُؤثّر على حالته النفسية.
  • **غشاوة القلب:** يُصيب القلب بالغشاوة والظلام بسبب الذنوب، فيصبح صاحبها غافلاً عن الله تعالى، وغير قادرٍ على الإحساس بالخوف والندم.
  • **تسلّط الشيطان:** يصبح الإنسان العاصي عرضةً لتسلّط الشيطان عليه، ويبتعد عن الله تعالى.
  • **حرمان من العلم:** يُحرم الإنسان من تحصيل العلم المفيد، لأن العلم نورٌ من الله تعالى يبعثه في قلب العبد، والذنوب تُبعده عن هذا النور.
  • **وحشة القلب:** يُصاب العبد بالوحشة في قلبه، فيشعر بالبعد عن الله تعالى والصالحين، ولا يستطيع الاستفادة من الخير.
  • **إضعاف القلب:** تُؤثّر المعاصي على القلب، فتُضعفه شيئاً فشيئاً، مما يؤثّر على جسده وتُقلّل من قدرته على مواجهة الحياة.
  • **قلّة البركة:** تُمحق الذنوب البركة من العمر ومن شتّى مناحي الحياة، فيصبح عمر الإنسان سريع الزوال.
  • **الاستهانة بالمعاصي:** يصبح الشخص معتاداً على ارتكاب المعاصي، ولا يشعر بخطورتها، مما يُؤدّي إلى زيادتها.
  • **إذلال الإنسان:** يُذلّ الإنسان في الدنيا والآخرة، ويُحرم من العزة والكرامة.
  • **انطفاء الغيرة:** يفقد الإنسان غيرةً على نفسه وعلى أهله، ولا يُحافظ على الدين ولا يُحاول نشر الخير.
  • **انعدام الحياء:** يصبح الإنسان غير قادرٍ على الشعور بالخجل من الله تعالى أو من الناس.
  • **فتور الهمّة:** تفقد عزيمة الإنسان ورغبته في أداء الطاعات، ويصبح متثاقلاً وكسولاً في عبادة الله.
  • **عدم تيسير الأمور:** يُعاني صاحب الذنب من تعسّر الأمور في حياته، ولا يُحظى بالتوفيق والتيسير من الله.
  • **التكاسل عن الطاعات:** يُحرم صاحب الذنوب من الهداية إلى فعل الطاعات، ويصبح كسولاً في عبادته.
  • **نزول المصائب:** يُصاب صاحب الذنوب بالمصائب مثل عدم استجابة الدّعاء، وسوء الخاتمة، وحدوث الكوارث.
  • **الفقر وقلة الرزق:** تُبعد الذنوب الرزق وتجلب الفاقة والفقر.
  • التوبة من الذنوب: طريق النجاة والخلاص

    من رحمة الله – تعالى – بعباده أن شرع لهم باب التوبة، ليتوب المسيء من ارتكابه للذنوب والمعاصي.

    > “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” [٥]

    التوبةُ عبادةٌ يُقرّب بها المسلم إلى الله تعالى، تُغفر بها ذنوب العبد، تُحلّ مكان سيّئاته الحسنات، وتُنشر البركة في حياته.

    شروط التوبة: خطوات أساسية للرجوع إلى الله

    للتوبةِ عددٌ من الشّروط الواجب توفّرها لقبولها، وهي:

    • **الإقلاع عن المعصية:** يجب على العبد أن يترك فعل المعصية تماماً، وأن يمتنع عنها.
    • **الندم على الذنب:** يجب أن يشعر الإنسان العاصي بالندم الشّديد على ما فعل، وأن يُدرك خطأه.
    • **العزيمة على عدم العودة:** يجب أن يعزم العبد على عدم العودة إلى ارتكاب الذنب مرةً أخرى.
    • **ردّ الحقوق:** يجب على العبد أن يُردّ الحقوق والمظالم إلى أصحابها، إن كان قد ظلمهم.
    • **التوبة قبل طلوع الشمس:** يُفضل أن يتوب الإنسان قبل طلوع الشمس من مغربها، قبل أن يُقبض عليه الموت.

    المراجع

    1. سورة الجن، آية: 23.
    2. الشيخ عبد الله القصيّر (11-12-2013)، “المعصية ( حقيقتها – أنواعها – كفارتها – شؤم الإصرار عليها ) “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
    3. أنور النبراوي، “يا نفس توبي آثار الذنوب والمعاصي”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
    4. “أثر المعاصي على قلب العاصي”، www.islamweb.net، 10-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
    5. سورة الزمر، آية: 53.
    6. محمد الشوبكي (29-2-2016)، “التوبة: فضائلها والأسباب المعينة عليها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
    7. طارق امعيتيق (16-5-2009)، “التوبة النصوح”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
    8. د.أمين الشقاوي (5-9-2012)، “التوبة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آثار المشكلة الاقتصادية على الأفراد والمجتمعات

المقال التالي

تأثير المعاصي على النفس

مقالات مشابهة