برهان وجود الخالق سبحانه وتعالى

معرفة عقيدة التوحيد في الإسلام، ودلائل وجود الله تعالى، وفوائد الإيمان به.

فهم عقيدة التوحيد في الإسلام

يُعتبر الإيمان في الإسلام ركيزة أساسية، ويتألف من ستة أركان رئيسية. وتتفرع عن هذه الأركان جميع المعتقدات التي يجب على المسلم أن يؤمن بها بشأن الله تعالى، واليوم الآخر، والأمور الغيبية. ومن أهم جوانب الإيمان بالله، الإيمان بأنه الإله الواحد الأحد، المستحق للعبادة دون سواه. ذلك لأنه خالق الكون، ومدبر شؤونه، وهو الرازق، العالم بكل شيء، القادر على الثواب والعقاب. كما يجب على المسلم الإيمان بأن الله -عز وجل- هو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب السماوية، بهدف بيان الحق، ودعوة الناس إليه، وأمرهم بعبادته، وتحذيرهم من عصيانه. وتتمثل العبادة في إفراد الله تعالى بالدعاء، والرجاء، والخوف، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها من العبادات، خضوعًا ورغبةً، وخشيةً منه، مع محبة صادقة وذلٍ لعظمته. وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى في كثير من آياته، كما في قول الله تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [١][٢]. ويتضمن الإيمان بالله تعالى أيضًا الإيمان بجميع ما شرعه الله وفرضه على عباده، من أركان الإسلام الخمسة، وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج. كما يتضمن الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، كما وردت في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، دون تحريف أو تعطيل، مع الإيمان بمعانيها العظيمة. يجب أن نؤمن بأن الله يتصف بجميع صفاته بطريقة تليق بجلاله وعظمته، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [٣][٢].

براهين وجود الله تعالى

تعدد الأدلة على وجود الله تعالى، وهي واضحة لمن تأملها، وتنقسم إلى فئات رئيسية:

الأدلة الفطرية

يشعر كل إنسان بفطرته بوجود خالقٍ ورازقٍ، وهذا ما يُعرف بدليل الفطرة، وهو أقوى الأدلة كما قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-. قال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ﴾ [٦]. هذه الفطرة لا تُمحى مهما كثرت الشكوك، بل تظهر في لحظات الإدراك لقوة الله تعالى. كما قال الله -عز وجل-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [٧].

الأدلة الحسية

وجود الكون من حولنا، من شجرٍ، وبحارٍ، وسماءٍ، وغيرها، دليلٌ على وجود مُوجدٍ، فلا يمكن أن يكون وجودها صدفة، أو أن تكون قد خلقت نفسها بنفسها. الاحتمال الوحيد هو وجود خالقٍ أوجدها من العدم، وهو الله تعالى. كما أن استمرار وجود هذه الأشياء عبر الزمن، يُشير إلى وجود من يُدبرها ويُحافظ عليها، وهو الله تعالى. وقد أوجد الله تعالى كل شيء بما يُمكّنه من البقاء، كما هيأ كل شيء لغرض خلقه، فالإبل مثلاً مهيأةٌ للركوب لما وهبها الله من قوةٍ وصلابةٍ.

الأدلة الشرعية

وجود الشرائع السماوية دليلٌ على وجود الله تعالى، وعلى كمال علمه، وحكمته، ورحمته، لأنها لا بدّ وأن تكون من مُشرعٍ عليمٍ وحكيمٍ، وهو الله -عز وجل-.

ثمار الإيمان بالله

لإيمان الإنسان بالله تعالى وفوائد عظيمة، منها:

  • معرفة عظمة الله تعالى، وجلاله، وجماله، ولطفه، وإحسانه، وكل صفاته، مما يؤدي إلى الخضوع لأوامره، وطاعته.
  • صدق التوكل على الله، واليقين به، وتفويض الأمور إليه، مما يُحرر الإنسان من التعلق بغيره.
  • نشاط الهمة، وزيادة الدافعية، والإرادة في فعل الخير، والإحسان، والمنافسة في الأعمال الصالحة.
  • التسليم بقضاء الله وقدره، وإرادته.
  • تحقيق الأمن، والهداية في الدنيا والآخرة.
  • النصر على الأعداء من الكافرين والمنافقين.
  • خشية الله ومهابته في القلب، مما يؤدي إلى تقوى الله تعالى.
  • الرحمة بالناس، والعفو عنهم، والصفح عن أخطائهم، طمعاً في رحمة الله تعالى.

المراجع

[1] سورة غافر، آية: 14.

[2] مرجع يُشير إلى مصدر إسلامي معتمد (يُرجى إضافة المصدر هنا).

[3] سورة الشورى، آية: 11.

[6] سورة الروم، آية: 30.

[7] سورة الأعراف، آية: 172.

المحتوياتالروابط
فهم عقيدة التوحيد في الإسلامتوحيد
براهين وجود الله تعالىبراهين
ثمار الإيمان باللهثمار
المراجعالمراجع




Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دلائل وجود الذهب في باطن الأرض

المقال التالي

برهان توحيد الخالق: أدلة عقلية ونقلية

مقالات مشابهة