جدول المحتويات
- نوح عليه السلام ومولده
- صفات نوح عليه السلام ومهنته
- زوجة نوح عليه السلام وأبناؤه
- مدة حياة نوح عليه السلام ومكان سكن قومه
- مكان قبر نوح عليه السلام
- دعوة نوح عليه السلام
- مرتبة نوح عليه السلام بين الأنبياء
من هو نوح عليه السلام ومولده؟
نوح عليه السلام هو نبي الله، ولد في سلالة طويلة من الأنبياء، فهو نجل لمك بن متوشلخ بن خنوخ. وخنوخ هو نبي الله إدريس عليه السلام. [١] ذكر ابن جرير أنّ مولد نوح عليه السلام كان بعد مئة وستّ وعشرين سنة من وفاة آدم عليه السلام. بينما ذكرت مصادر أخرى أنّ مولده كان بعد مئة وستّ وأربعين سنة.
جاء في الحديث أنّ الفترة الزمنية بين آدم ونوح عليهما السلام هي عشرة قرون. ذكر ابن عباس:(كان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ قرونٍ كلُّهم على شريعةٍ من الحقِّ فاختلَفوا فبعث اللهُ النبيين مُبشِّرينَ ومُنذرِين قال وكذلك هي في قراءةِ عبدِ اللهِ { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا })،[٢]
اختلف المفسرون في مدة القرن. فبعضهم يقول إنّه يساوي مئة سنة، وبالتالي يكون الفارق بين آدم ونوح ألف سنة. وبعضهم يرى أنّ القرن يعني آلاف السنين.
اختلف المؤرخون في عمر نوح عليه السلام عند بعثته. فقد رُوِي عن ابن عباس أنّ عمره كان ثلاثمئة وخمسين سنة، بينما ذكر آخرون خمسين سنة. وذكر ابن جرير أنّ عمره كان أربعمئة وثمانين سنة.[٣]
صفات نوح عليه السلام ومهنته
وصف الله سيّدنا نوح عليه السلام في كتابه العزيز بالعبد الشكور، قال -تعالى-:(إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)؛[٤] وقد ذكر المفسرون أنّ وصف نوح عليه السلام بهذه الصفة يعود إلى عاداته في شكر الله على كل شيء. فكان لا يأكل طعاماً، ولا يلبس لباساً إلّا بعد أن يشكر الله عليه. [٥]
ووفقًا لكتب التفسير، كان نوح، مثل بقية الأنبياء، يكسب رزقه بعمله. فقد رُوِي أنّه كان يحترف النِّجارة. [٦]
زوجة نوح عليه السلام وأبناؤه
يُشار إلى أنّ زوجة نوح عليه السلام هي واعلة التي ضرب الله بها مثلاً للزوجة التي تخون زوجها. هذا بسبب رفضها الإيمان بالحقّ الذي جاء به نوح عليه السلام من عند ربّه.[١٠]
اتفق مؤرّخو الأمة على أنّ ذرّية نوح عليه السلام كانوا الذرّية الوحيدة الباقية بعد هلاك الأُمَم في الطوفان، قال -تعالى-:(وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)؛[٧] فالبشر جميعاً يرجع نسبهم إلى أولاد نوح عليه السلام الثلاثة، وهم: حام، وسام، ويافث.
فمن نسل حام جاء أهلالحبشة، ومن نَسله سام جاء العرب، ومن نَسل يافث جاء الروم.[٨][٩]
مدة حياة نوح عليه السلام ومكان سكن قومه
عاش قوم نوح في منطقة جنوب العراق قريباً من الكوفة،[١١] وقد اختلف أهل التفسير في مدّة حياة سيّدنا نوح عليه السلام لعدم وجود نصّ صريح في ذلك. فقد رُوِيت عن الصحابة والتابعين عدّة أقوال عن مدّة حياته عليه السلام.
نقل ابن كثير عن قتادة أنّ نوحاً لَبِث في قومه قبل أن يُبعَث ثلاثمئة سنة، ثمّ لَبِث ثلاثمئة سنة أخرى يدعوهم فيها إلى التوحيد والإيمان، ثمّ لبث ثلاثمئة وخمسين سنة بعد الطوفان، فتكون مدّة حياته كاملة ألف سنة إلّا خمسين.
ذكر ابن أبي حاتم قولاً عن كعب الأحبار يذكر فيه أنّ نوحاً لَبِث يدعو قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ لَبِث سبعين عاماً بعد الطوفان. وجاء عن ابن عبّاس أيضاً أنّه عاش ألفاً وأربعمئة سنة.
ذكر وهب بن منبه أنّ نوح عاش ألفاً وأربعمئة سنة، وذكر عكرمة أنّ مدّة حياته كاملة كانت ألفاً وسبعمئة سنة. وذكر عون بن أبي شداد أنّ نوحاً لَبِث في قومه ثلاثمئة وخمسين سنة قبل أن يُبعَث، ثمّ بعثه الله فلَبِث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ توفّاه الله بعد الطوفان بثلاثمئة سنة، فيكون عمره كاملاً ألفاً وستّمئة وخمسين سنة.
ورُوِي عن ابن عبّاس أنّ نوحاً بعثه الله وعُمره أربعون سنة، ثمّ كانت مدّة مُكثه بين قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثمّ توفّاه الله بعد ستّين عاماً من الطوفان، فيكون عُمره ألفاً وخمسين سنة.[١٢]
مكان قبر نوح عليه السلام
لم تثبت قبور الأنبياء عليهم -صلوات الله- بالتعيين إلّا بالبقعة، أو المنطقة، وليس بالتعيين المخصوص بالقبر كقبر النبيّمحمد -صلى الله عليه وسلم-. وما ثبت بخصوص بقيّة قبور الأنبياء إنّما يتعلّق بالبقعة والمنطقة التي دُفِنوا فيها دون ذِكر لمكان القبر على التعيين. [١٣]
اختلف العلماء في مكان قبر نوح عليه السلام على رأيَين، هما:
- أنّ قبره موجود ما بين الرُّكن، وزمزم في المسجد الحرام، والمَقام، وهو قول ابن سابط.[١٤]
- أنّ قبر نوح عليه السلام موجود في قرية اسمها (الكَرْك) عند سفح جبل في لبنان يُعرَف ب(جبل الدير)، وهو قول سبط ابن الجوزيّ.[١٥]
دعوة نوح عليه السلام
كان نوح عليه السلام أوّل رسول يُرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد بدأ رسالته بدعوة قومه إلى التوحيد والإيمان باللهوحده، قال -تعالى-:( فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).[١٦]
خاطب نوح قومه لأنه كان يشعر بالمسؤولية تجاههم، وهم أهلُه، وعشيرته، وهم مَظنّة النصر، والعون على الشدائد. وكان من الضروري أن يستثير مشاعرهم وعواطفهم بتذكيرهم بحقّ القرابة عليهم.
ثمّ بيّنَ نوح لقومه حقيقة التوحيد؛ بإثبات الألوهية لله -تعالى-، ونَفْيها عمّن سواه، وأنّه لا إله إلا الله، ولا مُستَحِقَّ للعبادة سواه. هو الذي ينبغي أن تتعلّق به القلوب وحده، وهو الذي يُجيب المضطر إذا دعاه.
ثمّ ذكّر نوح قومَه بعذاب الله -تعالى- الذي أعدّه لمَن يكفر بدعوة أنبيائه، ثمّ دعاهم إلى الإيمان باليوم الآخر، وساقَ لهم الأدلّة التي تُثبت هذا اليوم؛ بذِكر أحوال الناس قبل البعث، وانتقالهم من طور إلى آخر؛ فهم يُبعَثون من قبورهم التي انتقلوا إليها في الدنيا، إلى الحساب، والوقوف على الصراط؛ فتكون الجنّةُ مصيرهم إن هم آمنوا، أو النار إن هم جحدوا. [١٧]
لكنّ قوم نوح عليه السلام ردّوا على دعوته باتّهامه بالضلالة، قال –تعالى-:(قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)،[١٨]
مرتبة نوح عليه السلام بين الأنبياء
ذكر الله قصة نوح عليه السلام في سُور كثيرة من كتاب الله -تعالى-. فقد أخبرت سورة نوح بتمامها عن قصّة نوح عليه السلام مع قومه، كما جاء ذكر هذه القصّة في كلٍّ من سورة الشعراء، والمؤمنين، وهود، والأنبياء، ويونس، والصافات، والعنكبوت، والأعراف، واقتربتِ الساعة (سورة القمر).[١٩]
يُشار إلى أنّ سيّدنا نوح عليه السلام تميّز بصفات وخصائص عدّة أهّلَته لأن يكون واحداً من أولي العزم من الرُّسل. فقد لَبِث في قومه فترة طويلة يدعوهم إلى دين الله -تعالى-، مُتحمِّلاً في سبيل ذلك الأذى والمَشقّة، ومُسخِّراً جهده كلّه للدعوة التي استخدم فيها شتّى الأساليب. فقد دعا قومه سرّاً وجهراً، وليلاً ونهاراً، ولم يُؤثّر في دعوته لهم ما لَقِيَه من تسفيهٍ، وأذى.
لمزيد من التفاصيل عن قصة سيدنا نوح عليه السلام، يُمكنك الاطّلاع على مقالة: ((قصة سيدنا نوح عليه السلام)).
المراجع
- بدر الدين العيني ،عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 224، جزء 5. بتصرّف.
- رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، الصفحة أو الرقم: 7/854، صحيح .
- ابن كثير (1988)،قصص الأنبياء(الطبعة 3)، السعودية : مكتبة الطالب الجامعي ، صفحة 83،84. بتصرّف.
- سورة الإسراء ، آية: 3.
- الإمام أبو جعفر الطبري ،تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 288-452،309-453، 416-425، جزء 14،23. بتصرّف.
- محمد بن الحسن الشيباني،كتاب الكسب، صفحة 35. بتصرّف.
- سورة الصافات، آية: 77.
- مبارك الميلي ،تاريخ الجزائر في القديم والحديث، صفحة 64، جزء 1. بتصرّف.
- الصنعاني ،كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 40، جزء 11. بتصرّف.
- وهبة الزحيلي ،التفسير الوسيط، صفحة 2694، جزء 3. بتصرّف.
- “قوم شعيب ونوح ولوط وإبراهيم مستقرهم وأصولهم”،www.islamweb.net، 2003-3-5، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-25. بتصرّف.
- “كم سنة عاش نوح عليه السلام ؟”،www.islamqa.info، 2007-9-19، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-25. بتصرّف.
- أيمن الشعبان (2017-10-29)،”نعم المصلى (18) أنبياء وصحابة دفنوا في بيت المقدس “،www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-25. بتصرّف.
- القادري،تحقيق إزالة الدهش والوله، صفحة 51. بتصرّف.
- سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 90، جزء 1. بتصرّف.
- سورة الأعراف ، آية: 59.
- جامعة المدينة ،التفسير الموضوعي، صفحة 364-377، جزء 1. بتصرّف.
- سورة الأعراف ، آية: 60.
- عبد القادر شيبة الحمد (2013)،قصص الأنبياء ( القصص الحق)، صفحة 48-49. بتصرّف.