فهرس المحتويات
نشأة الإمبراطورية العثمانية وبداياتها |
السيطرة العثمانية على ربوع العالم العربي |
الفتوحات العثمانية في أوروبا |
أوج الامتداد و حدود الإمبراطورية العثمانية |
أسباب ضعف وسقوط الإمبراطورية العثمانية |
نشأة الإمبراطورية العثمانية وبداياتها
بدأت قصة الإمبراطورية العثمانية مع قبائل تركية في آسيا الصغرى، ينسبون نسبهم إلى سليمان شاه، من عشيرة قابي ألب. بعد وفاته، قاد أرطغرل، أحد أبنائه، جزءاً من العشيرة إلى الأناضول، حيث تلقى مساعدة من السلطان علاء الدين الكيْكُوبادي. ثم تولى ابنه عثمان قيادة القبائل، وأسس دولة جديدة، بدءاً من فتح قلعة قره حصار عام 1289م. وتميز عثمان بحنكته السياسية والعسكرية، فوسع نفوذه تدريجياً، مسيطراً على مدن بورصة (1329م)، ونيقيا (1331م)، ونيقوميديا (1337م). لكن السلطان أورخان هو من وضع الأسس الحقيقية للدولة، من خلال إصلاحاته السياسية والإدارية والاقتصادية خلال فترة حكمه (1326-1359م).
توالى بعد ذلك سلاطين قوّوا الدولة، فقد سيطر مراد الأول على البلقان، واختار أدرنة عاصمةً لها. ثم بايزيد الأول الذي حاول توحيد نفوذه في الأناضول والبلقان، لكنه هُزم أمام تيمورلنك في معركة أنقرة (1402م). استعادت الدولة قوتها بفضل محمد الأول ومراد الثاني، لتصل إلى ذروتها مع السلطان محمد الثاني “الفتح”، الذي فتح القسطنطينية عام 1453م.
السيطرة العثمانية على ربوع العالم العربي
بعد توقف التوسع نحو أوروبا، توجهت الأنظار نحو الوطن العربي. نشبت صراعات مع المماليك، خاصةً في إمارة ذي القدر. لكن بفضل سليم الأول، حصلت المواجهة الكبرى في معركة مرج دابق (1516م)، حيث انتصر العثمانيون، مما أدى إلى سيطرتهم على بلاد الشام. ثم توجه سليم الأول إلى مصر، بعد رفض طومان باي الخضوع، وانتهت المعركة بانتصار عثماني و سقوط دولة المماليك (1517م). أما الحجاز فقد خضع بسلام بعد إعلان شريف مكة الولاء. أما اليمن، فقد سيطرت عليه الدولة العثمانية في عام 1538م، لتحقيق أهداف استراتيجية في البحر الأحمر وبحر العرب.
أما العراق، فقد ضمّه سليمان القانوني بعد حملة عسكرية ناجحة على بغداد (1534م) التي كانت تحت سيطرة الصفويين. قام سليمان القانوني بإصلاحات كبيرة في العراق، خاصةً في مجالات الزراعة والري والعسكرية، مقسماً إياه إلى خمس ولايات.
الفتوحات العثمانية في أوروبا
امتدت الفتوحات العثمانية إلى أوروبا، حيث واجهت الدولة العثمانية قوى أوروبية كبرى، وخاضت حروباً عديدةً. نجح العثمانيون في السيطرة على أجزاء واسعة من البلقان، وصولاً إلى نهر الدانوب. واجهت الدولة عثمانيون مقاومة أوروبية شرسة، لكنهم حققوا انتصارات كبيرة، مثل هزيمة جيش ضخم عند نهر الدانوب. لكن هزيمة بايزيد الأول أمام تيمورلنك أدت إلى توقف مؤقت للتوسع، لكن استعادت الدولة قوتها لاحقاً. كان فتح القسطنطينية عام 1453م من أهم إنجازات الإمبراطورية في أوروبا.
أوج الامتداد و حدود الإمبراطورية العثمانية
وصلت الإمبراطورية العثمانية إلى أقصى امتداد لها في منتصف القرن السادس عشر ميلادي. شملت أجزاء واسعة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، بما في ذلك البلقان، اليونان، بلاد الشام، مصر، الحجاز، اليمن، العراق، جزء كبير من شمال أفريقيا، وجزر عديدة في البحر الأبيض المتوسط. لكن فشل الحملة على فيينا (1683م) كان بداية للتراجع.
أسباب ضعف وسقوط الإمبراطورية العثمانية
بدأ الضعف يتسرب إلى الإمبراطورية مع تقدم روسيا من الشمال، وصعود الدولة الصفوية في الشرق، بالإضافة إلى صعود القوى الأوروبية كإسبانيا، البرتغال، إنجلترا، وفرنسا. ساهمت هذه العوامل، بالإضافة إلى الفساد الإداري والاقتصادي، في انهيار الإمبراطورية العثمانية، التي انتهت باستقلال دولها بعد الحرب العالمية الأولى.