المكونات الأولية في إنشاء منارة الكتبية

استكشاف المواد المستخدمة في تشييد صومعة الكتبية الشهيرة. نظرة على تاريخ هذا المعلم وأهميته الثقافية. اكتشف التفاصيل المعمارية والمواد التي جعلت صومعة الكتبية تحفة فنية.

العناصر الإنشائية في صومعة الكتبية

في عملية بناء منارة الكتيبة، جرى استعمال مجموعة متنوعة من الخامات الأولية، شملت الأحجار، الآجر (الطوب)، والأخشاب. أما فيما يتعلق بالتصاميم والزخارف المعمارية التي تزين المنارة، فقد تم الاعتماد على مواد مثل الخزف والجص والخشب لإضفاء لمسة جمالية وفنية فريدة.

من الجدير بالذكر أن الطوب كان المادة الأساسية في بناء المسجد، حيث شكلت الأعمدة والأروقة والمحراب وجدار القبلة، بينما استخدم الحجر الرملي في تشييد الجدران الخارجية في الجهات الجنوبية والشرقية والغربية. الجدار الشمالي للمسجد استند على جدار قلعة المرابطين القائمة آنذاك.

لإضفاء لمسة من الجمال، تم استخدام بلاط السيراميك باللون الأخضر لتطويق المئذنة وتزيينها، في حين أن جسم المئذنة نفسه بُني من الطوب الرملي كبير الحجم. كما أن المنحوتات الزخرفية التي تحيط بالأطراف المقوسة مصنوعة أيضًا من الحجر الرملي، مما يعكس دقة وإتقان الحرفية في ذلك العصر.

تعريف بصومعة الكتبية

تُعرف صومعة الكتبية أيضًا بمسجد الكتبية، ويعود سبب هذه التسمية إلى بائعي الكتب الذين كانوا ينتشرون في المنطقة المحيطة بالمسجد. يقع المسجد في مدينة مراكش بالمملكة المغربية، ويعود تاريخ إنشائه إلى الفترة التي تلت سقوط دولة المرابطين ودخول الموحدين إلى المغرب. عندئذ، اتخذ الخليفة عبد المؤمن قرارًا ببناء مسجد كبير في موقع قصر المرابطين.

تم بناء المسجد على قطعة أرض شبه منحرفة تعتبر من الأراضي المقدسة في المغرب. يتكون مكان الصلاة من 17 بلاطة متعامدة على اتجاه القبلة، لتشكيل ما يشبه حرف (T). يذكر أن هذا النمط المعماري كان شائعًا في بلاد ما بين النهرين في القرن التاسع الميلادي.

يصل ارتفاع مئذنة صومعة الكتبية إلى 77 مترًا، بينما يبلغ عرض جوانب المئذنة 13 مترًا. لم يكن مسجد الكتبية يعتبر المسجد الأهم في مراكش فحسب، بل كان أيضًا الأهم في الإمبراطورية الموحدية التي امتدت من إسبانيا عبر غرب المغرب.

لمحة تاريخية عن الكتبية

أمر الخليفة الموحدي عبد المؤمن بتشييد مسجد الكتبية مرتين بتصميم متقارب في نفس الموقع خلال القرن الثاني عشر الميلادي. تم الانتهاء من بناء المسجد الأول في عام 1157م، وبعدها بعام واحد، بدأ بناء المسجد الثاني الذي اكتمل في عام 1162م. من اللافت للنظر أنه لا يوجد تفسير قاطع لسبب قيام عبد المؤمن ببناء مسجدين متطابقين تقريبًا في نفس الموقع مع فارق زمني لا يتجاوز بضعة سنوات.

تم اقتراح بعض النظريات لتفسير بناء المسجدين في نفس الموقع، ومن بينها:

  • بناء المسجد الثاني لتصحيح اتجاه القبلة غير الدقيق في المسجد الأول. ومع ذلك، تشير الحقائق إلى أن اتجاه القبلة في المسجد الثاني أقل دقة من المسجد الأول.
  • بناء المسجد الثاني بمساحة أكبر لاستيعاب الزيادة السكانية في مدينة مراكش، وبالتالي استيعاب عدد أكبر من المصلين.
  • رغبة عبد المؤمن في بناء أكبر عدد ممكن من المباني العامة بهدف ترك بصمة شخصية وإرث مثير للإعجاب كونه بانيًا عظيمًا.

المصادر

  1. “the Kutubīyah Mosque”,qantara-med
  2. “Jami’ al-Kutubiyya”,archnet
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

وسائل معالجة المياه: نظرة شاملة

المقال التالي

الثروات الاقتصادية: أساس التنمية والازدهار

مقالات مشابهة