التضاريس الأرضية
تتنوع التضاريس الأرضية بشكل كبير، بدءًا من الجبال الشاهقة والهضاب الواسعة، وصولًا إلى السهول المنبسطة والوديان العميقة، بالإضافة إلى البحار والمحيطات الشاسعة. تُشكل هذه التضاريس المتنوعة مناظر طبيعية خلابة، وقد استغل الإنسان هذه التضاريس عبر التاريخ، مستخدمًا نقاط الوصل بينها للتنقل وربط مختلف أرجاء العالم. ومن أهم هذه نقاط الوصل، المضائق المائية.
ما هو المضيق؟
كلمة “مضيق” لغةً، تعني المكان الضيق. أما اصطلاحًا، فيُعرّف المضيق بأنه قناة مائية ضيقة تربط بين مسطحين مائيين كبيرين، وتقع بين كتلتين أرضيتين. ويمكن استخدام مصطلحات مترادفة مثل “ممر مائي” أو “قناة”.
أهمية المضائق المائية
للمضائق أهمية حيوية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فهي تُعتبر ممرات ملاحة دولية حيوية، تُسهل حركة السفن التجارية الضخمة، مما يُسهم في تسهيل التجارة العالمية ونقل البضائع والسلع. كما أن سيطرة دولة على مضيق ما يُمنحها نفوذًا جيو-استراتيجيًا كبيرًا، إذ يمكنها التحكم في حركة الملاحة البحرية عبره، وهذا ما يجعلها عنصرًا رئيسيًا في الحروب والاستراتيجيات العسكرية.
أهم المضائق في العالم
مضيق البوسفور
يُعرف مضيق البوسفور أيضًا باسم مضيق إسطنبول. يربط هذا المضيق بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويبلغ طوله حوالي 30 كيلومترًا، بينما يتراوح عرضه بين 550 مترًا و3000 متر. يُشكل، مع مضيق الدردنيل، الحدود الطبيعية بين قارتي آسيا وأوروبا. يُعتبر مضيق البوسفور ممرًا مائيًا حيويًا لحركة السفن التي تنقل مختلف البضائع، بما في ذلك النفط والغاز، لكنه يُعرف أيضًا بخطورته بسبب ضيقه في بعض المناطق ووجود تيارات مائية قوية. وقد شُيّد عدد من الجسور فوق المضيق، منها جسر البوسفور وجسر السلطان محمد الفاتح وجسر السلطان سليم الأول وجسر إسطنبول الثالث، بالإضافة إلى نفق مارماراي الذي تم افتتاحه تحت مياهه.
مضيق هرمز
يقع مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي. وهو المنفذ البحري الوحيد لدول العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. يبلغ عرضه حوالي 50 كيلومترًا، بينما يصل عرضه إلى 34 كيلومترًا في أضيق نقطة، وعمقه 60 مترًا فقط. يُعتبر مضيق هرمز من أهم وأنشط المضائق المائية في العالم، حيث ينقل ما يقارب 40% من إجمالي النفط المنقول بحريًا عالميًا. يُصنف القانون الدولي مضيق هرمز كجزء من أعالي البحار، مما يُمنح جميع السفن حرية الملاحة فيه، شريطة عدم التأثير على الدول الساحلية أو إحداث مشاكل لها. وقد كان هذا المضيق موضع نزاع وصراع على مر التاريخ، مما أدى إلى العديد من الحروب للسيطرة عليه. يضم المضيق العديد من الجزر، منها جزيرة قشم الإيرانية وجزيرة لاراك وجزيرة هرمز، بالإضافة إلى ثلاث جزر متنازع عليها بين إيران والإمارات: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى.