المدينة المنورة: مكانة وبركات وخصائص فريدة

استكشف المدينة المنورة: مكانة وبركات وخصائص فريدة. تعرف على فضلها وأهميتها في الإسلام، من مسجد الرسول إلى بركة الثمار والأجر المضاعف للصابرين.

مقدمة عن المدينة المنورة

تعتبر المدينة المنورة من أقدس المدن في الإسلام بعد مكة المكرمة، فهي المدينة التي هاجر إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعاش فيها، وتوفي ودفن فيها. لقد اختصها الله بمكانة عظيمة، فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة، وفيها اجتمع المهاجرون والأنصار، ومنها انطلقت جيوش الفتح لنشر الإسلام وإخراج الناس من الظلمات إلى النور. وقد وردت أسماء “طيبة” و “طابة” للمدينة، وهما مشتقتان من الطيب.

قال ابن حجر رحمه الله: “والطاب والطيب لغتان بمعنى، واشتقاقها من الشيء الطيب وقيل: لطهارة تربتها، وقيل: لطيبها لساكنها، وقيل من طيب العيش بها، قال بعض أهل العلم: وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية، لأنّ من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها”.

السمات المميزة للمدينة المنورة

تتميز المدينة المنورة بخصائص فريدة تجعلها متميزة عن غيرها من المدن، وتزيد من فضلها ومكانتها في الإسلام. هذه الخصائص تشمل البركة، والحفظ من الفتن، وأنها دار إيمان، ووصفها بأنها تأكل القرى، ووجود مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومضاعفة ثواب الصابر فيها.

البركة الإلهية

دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة بالبركة، وخاصة في ثمارها ومدها وصاعها. وقد تجلت هذه البركة في العديد من الأدلة، ومنها:

  • عن عبدالله بن زيد فيما جاء عن النبي قوله: (إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكةَ، و دعا لها، و إنِّي حرَّمتُ المدينةَ ، كما حرَّم إبراهيمُ مكةَ، ودعوتُ لها في مُدِّها و صاعِها مثلَ ما دعا إبراهيمُ لمكةَ).
  • ما جاء عن أنس بن مالك عن الرسول أنّه قال: (اللهم اجعلْ بالمدينةِ ضِعفَي ما جعَلْتَ بمكةَ من البرَكةِ).
  • عن أبي هريرة أن رسول الله كان يؤتى بأول الثمر فيقول: (اللهمَّ! باركْ لنا في مدينتِنا وفي ثمارِنا وفي مُدِّنا وفي صاعِنا. بركةٌ مع بركةٍ. ثم يعطيه أصغر من يحضرُه من الولدانِ).

الحماية من الشرور

خص الله المدينة المنورة بالحفظ من الفتن، ومنها فتنة الدجال، فهو لا يدخل مكة ولا المدينة. والدليل على ذلك:

  • عن أنس بن مالك عن الرسول أنّه قال: (المدينةُ يأتيَها الدجالُ، فيجدُ الملائكةَ يحرسونها، فلا يقرَبَها الدجالُ، قال: ولا الطاعونُ إن شاء اللهُ).

مركز الإيمان

إنّ الإيمان يستوطن المدينة المنورة، كما يتوجّه إليها المسلمون ويؤمُّونها؛ محبّةً لها فهي بقعة مباركة طيّبة.

  • فقد جاء عن أبي هريرة عن الرسول أنّه قال: (إن الإيمانَ ليأْرِزُ إلى المدينةِ، كما تأْرِزُ الحيةُ إلى جُحرِها).

المدينة الغالبة

جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بأنّها قرية تأكل القرى وقد فسّرت بمعنين؛ الأوّل: أنّها تنتصر على غيرها وتكون الغلبة لها، والمعنى الثاني: تُجلب إليها الغنائم التي تكون من الجهاد. وقد تحقق هذان التفسيران، فقد تغلبت المدينة على غيرها بانطلاق الغزاة الفاتحين منها الذين أخرجوا الناس من الظلمات إلى الهداية، كما جمعت المدينة غنائم وكنوز كسرى وقيصر التي أُتي بها إليها وقام عمر بتقسيمها.

  • وهذه التسمية وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام إذ قال: (أُمِرْتُ بقريةٍ تأكُلُ القُرَى، يقولون يَثْرِبَ، وهي المدينةُ، تَنفِي الناسَ كما يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ).

وجود مسجد النبي

تضم المدينة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، والصلاة فيه مضاعفة.

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله قال: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى).
  • رُوي عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ مِنْ ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِنْ مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).

مضاعفة الأجر للصابرين

إنّ ما يدلّ على فضل المدينة على غيرها من بقاع الأرض أنّ الصبر على الجهد والشدّة فيها له فضلٌ عظيم. وهذا الفضل منبعه حديثٌ حثّ به النبي على الصبر على لأوائها وجهدها.

  • قال سعد بن أبي وقاص: (المدينَةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمونَ. لا يدَعُها أحدٌ رغبةً عنه إلَّا أبدلَ اللهُ فيها مَنْ هو خيرٌ منه. ولا يثبتُ أحدٌ على لأْوائِها وجَهْدِها إلَّا كنتُ له شفيعًا، أوْ شهيدًا، يومَ القيامَةِ).

فجاء هذا الترغيب بالصبر داعياً من أصابه الجهد فيها إلى عدم الانتقال منها إلى غيرها بحثاً عن رخاء وسعة، بل الصبر وطلب المثوبة والأجر العظيم من الله وشفاعة نبيّه خيرٌ له.

خاتمة

المدينة المنورة مدينة مباركة، ذات فضل عظيم، وخصائص فريدة تجعلها من أحب البقاع إلى قلوب المسلمين. يجب علينا أن نقدر هذه المكانة العظيمة، وأن نسعى لزيارتها، والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

السمات المميزة للمدن وأنواعها

المقال التالي

الفروقات والتشابهات بين حياة القرية والمدينة

مقالات مشابهة