جدول المحتويات:
مقدمة: حقيقة أم خيال حول اللصوص البحريين؟
من منا لم يسمع عن قصص اللصوص البحريين، تلك الشخصيات التي ارتبطت بالبحر والمغامرة؟ غالباً ما نراهم في الأفلام والقصص الخيالية بصورة نمطية: شخصيات قوية، ترتدي ملابس مميزة، وتبحث عن الكنوز المدفونة. تتراوح الصور بين شخصيات مثل جاك سبارو وقصص جزيرة الكنز، لكن هل ما نشاهده ونقرأه يعكس الواقع أم أنه مجرد خيال؟
لا شك أن اللصوص البحريين كانوا حقيقة تاريخية، خاصة خلال ما يعرف بالعصر الذهبي للقرصنة، الذي ازدهر في أوائل القرن الثامن عشر. كانوا يمارسون أعمال السلب والنهب في البحار، ولكن الكثير من الأساطير والخرافات نسجت حولهم، مما جعل من الصعب الفصل بين الحقيقة والخيال. سنتناول في هذا المقال بعض الحقائق والخرافات المتعلقة باللصوص البحريين.
إن حقيقة وجودهم في فترة زمنية معينة أمر لا جدال فيه، لكن الكثير من التفاصيل المتعلقة بحياتهم وسلوكياتهم تحتاج إلى تدقيق وتمحيص لفصل الحقيقة عن الخيال. هدفنا هنا هو تقديم صورة أقرب إلى الواقع عن هؤلاء اللصوص البحريين الذين أثاروا فضول الكثيرين عبر العصور.
من هم اللصوص البحريون تحديدًا؟
اللصوص البحريون هم أشخاص يقومون بأعمال السطو والنهب في البحار والمحيطات. كانوا يسافرون على متن السفن، ويستهدفون السفن التجارية الأخرى للاستيلاء على ما تحمله من بضائع وأموال. لم يقتصر نشاطهم على السفن، بل كانوا يهاجمون المدن الساحلية لسرقة المال والمجوهرات والمؤن.
على الرغم من الصورة النمطية التي تصورهم كأشخاص أشرار ووحشيين، إلا أن الكثير منهم كانوا أفرادًا عاديين أجبرتهم الظروف على ممارسة هذه المهنة الخطيرة. البحث عن الرزق وتأمين الحياة لعائلاتهم كان الدافع وراء انخراطهم في أعمال القرصنة.
أين كانت مراكز تواجد اللصوص البحريين؟
كانت السفينة هي بيت اللصوص البحريين. يعيش القبطان في حجرة خاصة، بينما ينام بقية أفراد الطاقم في العراء على سطح السفينة، أو على أراجيح شبكية. المحيط الهندي ومدغشقر كانتا من المناطق التي توفر لهم ملاذاً آمناً بعيداً عن سلطة القانون.
معلومات مؤكدة عن اللصوص البحريين
هناك بعض الحقائق المؤكدة التي نعرفها عن اللصوص البحريين وحياتهم:
لماذا يرتدون رقعة العين السوداء؟
الحياة في البحر كانت قاسية للغاية. المعارك والقتال بالسيوف والأسلحة النارية والمدافع كانت تتسبب في العديد من الإصابات. المسؤولون عن المدافع كانوا الأكثر عرضة للإصابة، حيث كانوا يفقدون عيونهم أو أطرافهم، أو يعانون من مشاكل في السمع بسبب انفجارات المدافع. لذا، كان ارتداء رقعة العين السوداء شائعاً.
دلالة رفع علم جولي روجر
علم القرصان، المعروف بـ “جولي روجر”، كان جزءاً أساسياً من صورة القرصان. يعتقد أن المصطلح مشتق من الفرنسية “Jolie rouge”، في إشارة إلى العلم الأحمر الذي كان يستخدم في القرن السابع عشر. تطور العلم إلى شكله الحالي، وهو علم أسود يحمل جمجمة وعظمتين متقاطعتين، كتحذير للضحايا من العواقب الوخيمة لعدم الاستسلام.
ولعهم بارتداء الملابس الفاخرة
كان اللصوص البحريون يحبون ارتداء الملابس الفاخرة التي ينهبونها. كانوا يرتدون الباروكات المجعدة لإظهار أنفسهم بمظهر شرس ومخيف من خلال إطالة اللحى.
وجود قوانين صارمة على السفن
كانت كل سفينة قراصنة تتبع مجموعة من القواعد والقوانين التي يلتزم بها جميع أفراد الطاقم. تحدد هذه القواعد كيفية تقسيم المسروقات، والمهام الموكلة لكل فرد، والعقوبات على المخالفات. القتال على متن السفينة كان ممنوعاً منعاً باتاً.
أساطير شائعة عن اللصوص البحريين
هناك العديد من الأساطير والخرافات التي انتشرت حول اللصوص البحريين، والتي لم تثبت صحتها:
هل كان اللصوص البحريون يدفنون كنوزهم؟
هناك أسطورة تقول إن اللصوص البحريين كانوا يدفنون كنوزهم المسروقة في أماكن نائية أو جزر مهجورة، ولا يمكن العثور عليها إلا من خلال خرائط الكنوز. الحقيقة هي أن دفن الكنوز كان نادراً، وخرائط الكنوز كانت أندر. كان اللصوص البحريون يميلون إلى إنفاق أموالهم المسروقة على اللهو والمرح. كما أن المسروقات لم تكن ذهباً وفضة فقط، بل كانت تتضمن سلعاً تجارية مثل الطعام والخشب والملابس.
إجبار الأسرى على السير فوق اللوح الخشبي
صورة نمطية أخرى شائعة في الأفلام هي إجبار الأسرى على السير فوق لوح خشبي. على الرغم من وحشية اللصوص البحريين، إلا أن العديد من السفن كانت تتبع قواعد سلوك تحدد كيفية التعامل مع الأسرى وأفراد الطاقم.
هل كان جميع أفراد الطاقم من الذكور؟
لم يقتصر طاقم القراصنة على الذكور فقط. كانت هناك بعض النساء اللصوص البحريات اللاتي تميزن بالقوة والشراسة. من أشهر هؤلاء النساء آن بوني وماري ريد، اللتان أبحرتا مع القرصان “كاليكو جاك” راكهام.