مقدمة عن القطيعة الزوجية الخفية
تعتبر العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات الإنسانية التي حث عليها الإسلام، فهي أساس بناء المجتمعات واستقرارها. لكن، في بعض الأحيان، تتحول هذه العلاقة إلى شكل من أشكال الجمود والفتور، حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد دون أي تواصل حقيقي أو ممارسة للحقوق والواجبات الزوجية. هذا النمط من العلاقات يسمى “القطيعة الزوجية الخفية”، حيث لا يوجد انفصال رسمي، ولكن العلاقة الزوجية بمعناها الحقيقي قد انتهت.
هل تُحفظ حدود الله في هذا النوع من العلاقات؟
من الواضح أن القطيعة الزوجية الخفية لا تحقق حفظ حدود الله، فالزوج لا يقوم بواجباته تجاه زوجته، والزوجة قد تقصر في حقوق زوجها. كلاهما قد يكون مقصراً في حق الآخر، وفي حق نفسه، وفي حق المجتمع. فالاستمرار في هذه العلاقة هو استمرار في الظلم وتعدي حدود الله. فكلاهما لم يلتزم بقول الله تعالى:
(إمساك بمعروف) أو (تسريح بإحسان).
أسباب تفشي هذه الظاهرة
هناك عدة عوامل تساهم في انتشار القطيعة الزوجية الخفية، منها:
- أسباب متعلقة بالزوج: الخوف من مسؤولية الأبناء بعد الطلاق، أو الخوف من نظرة المجتمع، أو عدم القدرة على تحمل تبعات الطلاق المادية والمعنوية.
- أسباب متعلقة بالزوجة: الخوف على سمعتها، أو الخوف من فقدان حضانة الأبناء، أو عدم القدرة على إعالة نفسها وأولادها، أو الخوف من لوم الأهل والمجتمع.
مهما كانت الأسباب، يجب أن يعلم الزوجان أن الحلول الشرعية موجودة، وأن اللجوء إليها هو الأفضل لحماية حقوقهما وكرامتهما. فالتمسك بأوهام الماضي والخوف من المستقبل لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيداً.
المراجع
- إبراهيم الشملان، الطلاق الصامت.
- تفسير السعدي، عبدالرحمن السعدي.
- المختصر في تفسير القرآن، مجموعة من العلماء.