الفارق بين الكلام الواقعي والكلام البلاغي

استكشف الفروق بين الكلام الواقعي والبلاغي، وأنواع البلاغة، البلاغة اللغوية والبلاغة العقلية، أمثلة على الكلام الواقعي والبلاغي.

التمييز بين الكلام الواقعي والكلام البلاغي

توجد اختلافات جوهرية بين الكلام الواقعي والكلام البلاغي، وأهمها يكمن في:

الكلام الواقعي: هو استخدام الألفاظ والعبارات في معناها الأصلي الذي وضعت له في اللغة. بمعنى آخر، الكلمة تدل على المعنى الحقيقي والمباشر لها. فمثلاً، عندما نقول “العين هي عضو الإبصار”، فإننا نستخدم كلمة “العين” بمعناها الواقعي.

الكلام البلاغي: هو استخدام الألفاظ والعبارات في غير معناها الأصلي الذي وضعت له في اللغة، وذلك لوجود علاقة أو قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي. فمثلاً، عندما نقول “العين ترعى مصالح الوطن”، فإننا نستخدم كلمة “العين” بمعنى الجاسوس، وهو معنى بلاغي.

أنواع الكلام البلاغي

الكلام الواقعي لا يتضمن أنواعًا، بينما الكلام البلاغي ينقسم إلى نوعين أساسيين:

  1. البلاغة اللغوية.
  2. البلاغة العقلية.

البلاغة اللغوية

هي استعمال الكلمة في غير معناها الحقيقي الذي وضعت له في الأصل، وذلك لوجود صلة ما بين المعنى الحقيقي والمعنى المراد، مع وجود قرينة تدل على أن المعنى الحقيقي ليس هو المقصود. ومن بين هذه الصلات:

  • السببية: ذكر السبب وإرادة النتيجة المترتبة عليه. مثال: “رعى القوم الغيث” (الغيث هو المطر، والمراد النبات الذي ينمو بسبب المطر).
  • المسببية: ذكر النتيجة وإرادة السبب الذي أدى إليها. مثال: {وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} [غافر: 13]. (الرزق هو نتيجة المطر).
  • الكلية: ذكر الكل وإرادة الجزء. مثال: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19]. (الأصابع هنا تعني أطراف الأصابع).
  • الجزئية: ذكر الجزء وإرادة الكل. مثال: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ} [النساء: 92]. (الرقبة هنا تعني الإنسان المؤمن بأكمله).
  • الآلية: ذكر الآلة وإرادة الفعل الناتج عنها. مثال: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء: 84]. (اللسان هنا يعني الذكر الحسن).

البلاغة العقلية

هي إسناد الفعل أو الصفة إلى غير صاحبه الحقيقي، وذلك لوجود علاقة أو قرينة تمنع من إرادة الإسناد الحقيقي. ومن بين هذه العلاقات:

  • الفاعلية: إسناد الفعل إلى المفعول به وإرادة الفاعل. مثال: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: 45]. (مستورًا هنا تعني ساترًا).
  • المفعولية: إسناد الفعل إلى الفاعل وإرادة المفعول به. مثال: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [القارعة: 7]. (راضية هنا تعني مَرضيّة).
  • الزمانية: إسناد الفعل إلى الزمان وإرادة الفاعل. مثال: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 1-2]. (سجى هنا مسندة إلى الليل والمراد الناس الذين يسكنون في الليل).

أمثلة توضيحية على الكلام الواقعي والكلام البلاغي

فيما يلي أمثلة توضح الفرق بين الكلام الواقعي والكلام البلاغي:

أمثلة على الكلام الواقعي

  • أطاع الابن والده.
  • استبسل الجنود في الدفاع عن الوطن.
  • نام الطفل متعبًا من اللعب.

أمثلة على الكلام البلاغي

  • طلب الشاب يد محبوبته (اليد هنا كناية عن الزواج).
  • نفذ القاضي الحكم (القاضي هنا هو رمز للعدالة).
  • قطعت الدولة أيدي اللصوص (قطع الأيدي هنا كناية عن ردع الجريمة).
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز أساليب التعبير: الإبداعي والوظيفي

المقال التالي

التمييز بين اكتساب المعرفة ونقلها: نظرة شاملة

مقالات مشابهة