العلاج بالأكسجين: دليل شامل

دليل شامل حول العلاج بالأكسجين: الحالات التي تستدعي استخدامه، أعراض نقص الأكسجين، المخاطر المحتملة، وأنواع العلاج المختلفة.

مقدمة حول العلاج بالأكسجين

قد تؤدي بعض الظروف الصحية إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، مما يسبب ضيق التنفس والإرهاق والتشويش. قد يؤدي نقص الأكسجين إلى تلف خلايا الجسم، مما يستدعي التدخل الطبي باستخدام العلاج بالأكسجين. يعتبر العلاج بالأكسجين وسيلة لتزويد الجسم بكميات كافية من الأكسجين، وذلك باستخدام أجهزة متخصصة تحتوي على أسطوانات الأكسجين السائل أو الغازي، أو عن طريق جهاز تركيز الأكسجين.

يتم توصيل الأكسجين إما عن طريق أنبوب يتم إدخاله في الأنف، أو عن طريق قناع يوضع على الوجه، أو عن طريق أنبوب يتم توصيله مباشرة بالقصبة الهوائية. تختلف مدة العلاج حسب حالة المريض وقد تستمر لفترة طويلة. يمكن إجراء العلاج في المستشفى أو في المنزل. يعتبر العلاج بالأكسجين آمنا بشكل عام، ولكنه قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية مثل جفاف الأنف ونزيف الأنف والتعب والصداع الصباحي.

الحالات التي تتطلب استخدام الأكسجين

يتم تحديد حاجة الفرد للعلاج بالأكسجين عن طريق قياس نسبة الأكسجين في الدم الشرياني، أو عن طريق استخدام جهاز قياس التأكسج الذي يقيس نسبة الأكسجين بشكل غير مباشر دون الحاجة إلى أخذ عينة دم. النطاق الطبيعي للأكسجين في الدم الشرياني يتراوح بين 75 و 100 ملم زئبقي. إذا انخفضت النسبة إلى 60 ملم زئبقي أو أقل، فإن الفرد يحتاج إلى العلاج بالأكسجين. من المهم ملاحظة أن نسبة الأكسجين في الدم الشرياني يجب ألا تتجاوز 110 ملم زئبقي، حيث أن الحصول على كميات زائدة من الأكسجين قد يشكل خطرا على صحة المريض ويتسبب في تلف خلايا الرئة.

تشمل بعض الحالات الصحية التي قد تتطلب العلاج بالأكسجين ما يلي:

  • إصابة أو صدمة في الجهاز التنفسي.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
  • الالتهاب الرئوي والأمراض الرئوية الأخرى.
  • الربو.
  • انقطاع النفس الانسدادي النومي.
  • فشل القلب.
  • التليف الكيسي.
  • خلل التنسج القصبي الرئوي.

علامات نقص الأكسجين في الجسم

يرتبط انخفاض مستوى الأكسجين في الدم بظهور عدة أعراض مختلفة على الشخص المصاب، ومنها:

  • تغير لون الجلد.
  • التعرق.
  • التشويش.
  • سرعة التنفس.
  • ضيق التنفس.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • السعال أو الصفير أثناء التنفس.

المخاطر المحتملة من العلاج بالأكسجين

في بعض الحالات، قد يؤثر العلاج بالأكسجين سلبًا على وظائف الجهاز التنفسي. يمكن حل هذه المشكلة عن طريق التحكم في معدل تدفق الأكسجين. قد يحدث تهيج في الجلد نتيجة استخدام قناع الوجه أو أنبوب الأكسجين الأنفي. يمكن التخلص من هذه المشكلة عن طريق استخدام أجهزة تتناسب بشكل أفضل مع المريض، أو باستخدام جل مخصص للتخلص من تهيج الجلد.

كما ذكرنا سابقًا، قد يؤدي العلاج بالأكسجين إلى جفاف الأنف. في مثل هذه الحالات، يمكن ترطيب الأنف باستخدام بخاخات الأنف أو إضافة جهاز ترطيب إلى جهاز الأكسجين للتخلص من هذه المشكلة. تجدر الإشارة إلى أن العلاج بالأكسجين الذي يتم بإدخال أنبوب عبر القصبة الهوائية قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الصحية الأكثر خطورة، والتي غالبًا ما تتمثل في تلف بطانة القصبة الهوائية والعدوى وتراكم المخاط داخل الأنبوب نتيجة جفاف الشعب الهوائية، مما قد يؤدي إلى السعال وانسداد القصبة الهوائية أو أنبوب الأكسجين.

تجدر الإشارة إلى أن الأكسجين يزيد من شدة الحرائق، مما يستدعي اتباع بعض النصائح الوقائية. على الرغم من أن الأكسجين لا يعتبر مادة متفجرة بحد ذاته، إلا أنه يزيد من شدة الحرائق. تشمل بعض النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية: وضع جهاز الأكسجين في غرفة جيدة التهوية في حالة عدم استخدامه، وتجنب وضع أسطوانة الأكسجين في الأماكن الضيقة والمغلقة، مثل الخزائن أو خلف الستائر أو تحت الملابس.

أشكال العلاج بالأكسجين

هناك عدة أنواع مختلفة من العلاج بالأكسجين، منها:

  • غاز الأكسجين: في هذه الطريقة، يتم تخزين الأكسجين كغاز في أسطوانات مخصصة قابلة للحمل، وتسمى أنظمة الغاز المضغوط.
  • الأكسجين السائل: في هذا النوع من العلاج، يتم ضغط الأكسجين السائل في أسطوانات قابلة للحمل. يتميز الأكسجين السائل بتركيزه العالي، مما يسمح بملء كميات كبيرة منه في الأسطوانة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الأكسجين قد يتبخر إذا لم يتم استخدامه خلال فترة محددة.
  • جهاز توليد الأكسجين: لا يتطلب هذا النوع من الأجهزة إعادة التعبئة. يقوم الجهاز بسحب الهواء من الجو المحيط وتنقيته من الغازات الأخرى وتركيز الأكسجين فيه لاستخدامه علاجيًا. تتميز هذه الأجهزة بأسعارها المعقولة.
  • المعالجة بالأكسجين عالي الضغط: يتم في هذه الطريقة استنشاق الأكسجين النقي في غرفة أو حجرة ذات ضغط مرتفع يزيد فيه الضغط عن ضغط الهواء الطبيعي بما يقارب ثلاث إلى أربع مرات، مما يزيد من نسبة وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة. تستخدم هذه الطريقة للتخلص من الفقاعات الهوائية التي تظهر أحيانًا في مجرى الدم، وكذلك تستخدم لعلاج أمراض العدوى الخطيرة وبعض حالات الجروح. تجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام هذه الطريقة بحذر لتجنب ارتفاع نسبة الأكسجين في الدم إلى حد كبير.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الاستشفاء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية: نظرة شاملة

المقال التالي

الاستشفاء بالألوان: نظرة شاملة

مقالات مشابهة