نظرة عامة على الطب النبوي ومسألة تيسير الولادة
يشير مصطلح الطب النبوي إلى الوسائل والأساليب العلاجية التي وردت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، سواء كانت تلك التي استخدمها لعلاج نفسه أو لعلاج أصحابه -رضي الله عنهم-، أو تلك التي أوصى بها. يشمل ذلك أيضاً توجيهاته وإرشاداته المتعلقة بصحة الإنسان بشكل عام.
فيما يتعلق بموضوع تيسير الولادة، من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد نص صريح أو حديث نبوي مباشر يتناول هذا الأمر بالتحديد. ومع ذلك، توجد بعض المرويات عن السلف الصالح، وإشارات في كتاب الطب النبوي للإمام ابن القيم -رحمه الله-، تتحدث عن هذا الجانب. حيث قال: “وَرَخَّصَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ فِي كِتَابَةِ بَعْضِ الْقُرْآنِ وَشُرْبِهِ، وَجَعْلِ ذَلِكَ مِنَ الشِّفَاءِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ”. كما أن تجارب بعض الصالحين أكدت على ذلك، حيث قال السيوطي -رحمه الله-: “وَغَالِبُ مَا يُذْكَرُ فِي ذَلِكَ كَانَ مُسْتَنَدُهُ تَجَارِبَ الصَّالِحِينَ”.
أدعية ومأثورات من السلف الصالح لتسهيل المخاض
من بين المرويات والأقوال التي نقلت عن السلف والعلماء، والتي استندت إلى تجارب الصالحين، نجد ما يلي:
- عن ابن عباس -رضي الله عنه-: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون”.
- يقول ابن القيم في الطب النبوي: “يكتب في إناء نظيف: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ، وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ، وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها”.
- عن عبد الله بن أحمد: “رأيتُ أبي يكتب للمرأة إذا عَسُرَ عليها ولادُتها في جامٍ أبيض، أو شيء نظيف، يكتُبُ حديث ابن عباس رضي الله عنه: لا إله إلا الله الحليمُ الكريمُ، سبحان الله ربِّ العرش العظيم، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين:﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إلاَّ سَاعَةً مِّنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ﴾، ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾”.
وقد أجمع العلماء على أهمية الاستشفاء بالقرآن الكريم، استناداً لقول الله -عز وجل-: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾. وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: “القرآن شفاء للأجسام، حتى الأمراض الحسية فإنها تداوى بهذا الوحي العظيم، والمسألة تحتاج إلى إيمان من القارئ والمقروء عليه، فالحاصل أن القرآن كله خير”.
ما هي الأطعمة التي قد تساهم في تيسير الولادة؟
يعتقد البعض أن بعض الأطعمة قد تلعب دوراً في تسهيل عملية الولادة عند تناولها في الفترة التي تسبق الولادة المتوقعة. مع ذلك، يجب التأكيد على أن الدراسات العلمية التي تثبت فعالية هذه الأطعمة في تيسير الولادة لا تزال محدودة. من بين هذه الأطعمة:
- الأناناس: يُعتقد أن إنزيم البروميلين الموجود في الأناناس قد يساعد في توسيع عنق الرحم، مما قد يساهم في تسهيل الولادة.
- التمر: فقد وردت البركة في التمر، ويعتبر التمر من الأطعمة المفيدة التي قد تسهل عملية الولادة لدى بعض النساء، وقد يقلل من الحاجة إلى استخدام وسائل تحفيز الولادة مثل دواء الأوكسيتوسين.
- جذور عرق السوس: يعتبر عرق السوس من الأطعمة التي قد تحفز عملية الولادة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن تناول كميات كبيرة منه قبل موعد الولادة قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه.
فيديو: أسباب محتملة لتأخر موعد الولادة
قد تتأخر الولادة عن الموعد المحدد لها، وقد تحتاج الأم إلى فترة أطول من تسعة أشهر. الفيديو التالي يستعرض بعض الأسباب المحتملة لهذا التأخير:
المصادر والمراجع
- حسان شمسي باشا، كتاب الطب النبوي بين العلم والإعجاز، صفحة 7.
- “مرويات السلف فيما ييسر الولادة”، إسلام ويب.
- سورة الأحقاف، آية:35
- سورة النازعات، آية:46
- “آيات نفع الله بها وقت الولادة”، الألوكة.
- سورة الإسراء، آية:82
- “About Those Labor-Inducing Foods: Do They Work?”, healthline.