الصلاة الظهر: أول فريضة دينية على النبي

بحث شامل حول صلاة الظهر، أول صلاة فرضت على النبي محمد ﷺ، أهميتها في الإسلام، وفرضية الصلوات الخمس، مع توضيح الأدلة الشرعية والآثار النبوية

فهرس المحتويات

البندالعنوان
1الصلاة الظهر: البداية المقدسة
2أصل تسمية صلاة الظهر
3فرضية الصلوات الخمس: ركن من أركان الإسلام
4مكانة الصلاة السامية في الإسلام
5المراجع

الصلاة الظهر: البداية المقدسة

تُعدّ صلاة الظهر أول صلاة فرضت على رسول الله ﷺ، وذلك بعد فرض الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج، قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بسنة. الصلوات الخمس المفروضة هي: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء [1]. وتحمل هذه الفرائض مكانة عظيمة في الإسلام، فقد أوصى النبي ﷺ بها عند وفاته قائلاً: (الصَّلاةَ وما ملَكت أيمانُكُم) [2]. وهي آخر ما ينقض من الإسلام، فإذا ضاعت ضاع الدين كله، كما في حديثه الشريف: (لتُنْقَضَنَّ عُرَى الإسلامِ عروةً عروةً، فكلَّما انتقضتْ عروةٌ، تشبث الناسُ بالتي تليها، فأوَّلُهُنَّ نقضًا الحكمُ، وأخِرُهُنَّ الصلاةُ) [3]. إنها العبادة الدائمة التي لا تسقط عن المسلم في أي ظرف من الظروف [4].

تؤكد العديد من الروايات النبوية والأحاديث الشريفة على أن صلاة الظهر كانت أول صلاة صلى بها النبي ﷺ. ففي حديث طويل يروي تفاصيل ليلة الإسراء والمعراج، يذكر النبي ﷺ ترتيب أداء الصلوات، مُبينًا أن صلاة الظهر كانت الأولى [5، 6].

كما جاء في مصنف عبد الرزاق: “أول صلاة صلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الظهر، فأتاه جبريل، فقال:(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)” [7]، ثم صلى النبي ﷺ مع جبريل ﷺ الظهر والعصر أربع ركعات في وقتهما، ثم المغرب ثلاثاً، ثم العشاء أربعاً، وأخيرًا الفجر ركعتين [8].

أصل تسمية صلاة الظهر

يُروى أن صلاة الظهر سُميت بذلك لأنها أول صلاة ظهرت في الإسلام [10, 11]. كما ذُكرت بأسماء أخرى مثل “الهجير” لأنها تُصلى في وقت شدة الحرّ، و “الأولى” لأنها أول صلاة فرضت على النبي ﷺ [9].

فرضية الصلوات الخمس: ركن من أركان الإسلام

أجمع المسلمون على وجوب أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، كما جاء في القرآن الكريم: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [12]، و (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ) [13]. يُفهم من هذه الآية فرضية الصلوات الخمس، حيث تُوزّع بين طرفي النهار وزلف من الليل. كما أكد النبي ﷺ على فرضية الصلوات الخمس في حديثه الشريف: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ) [14].

اختلفت الآراء حول وقت فرض الصلاة: فمنهم من يرى أنها فرضت في ليلة الإسراء قبل الهجرة بخمس سنوات [19]، وآخرون يرون أنها فرضت قبل الهجرة بسنة ونصف [15, 16]، بينما ذهب بعضهم إلى أنها فرضت في ليلة السابع والعشرين من رجب [15, 16]. يجب على كل مسلم بالغ عاقل أداء الصلاة، ويُستحب تعليمها للأطفال ابتداءً من سن السابعة [20].

مكانة الصلاة السامية في الإسلام

تتمتع الصلاة بمكانة سامية في الإسلام، فهي عماد الدين، كما قال النبي ﷺ: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ) [23]. كما أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ) [24]. وقد ربط الله -تعالى- الصلاة بالأعمال الصالحة في القرآن الكريم [25, 26].

الصلاة واجبة في السفر والحضر، وفي الأمن والخوف، وهي أفضل الفروض بعد الشهادتين [14]. قال النبي ﷺ: (وجعلَتْ قرةُ عَيني في الصلاةِ) [27]. وقد ميز الله -تعالى- الصلاة عن سائر العبادات بجعلها خمس مرات يوميًا، وذكرها مرارًا في كتابه الكريم، و جعلها أول ما فرض من العبادات [28].

يُمدح الله -تعالى- أهل الصلاة، ويُذم من يضيعها [29, 30]. وقد فرضها الله -تعالى- في البداية خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس صلوات في الدنيا وخمسين في الآخرة [31]. و افتتح الله -تعالى- صفات المؤمنين بالخشوع في الصلاة، واختتمها بالمحافظة عليها [32, 33, 31]. كما أمر النبيون وأتباعهم وأهليهم بالصلاة [34, 31]. ويجب قضاء الصلاة التي تُضيع بالنسيان أو النوم [35].

المراجع

[1] عبد الرحمن الجزيري (2003)،الفقه على المذاهب الأربعة(الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 163، جزء 1. بتصرّف.

[2] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1327، صحيح.

[3] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 5075، صحيح.

[4] مجموعة من المؤلفين،الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 52، جزء 27. بتصرّف.

[5] رواه أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 393، إسناده صحيح.

[6] ابن عربي (2003)،أحكام القرآن(الطبعة الثالثة)، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 181، جزء 3. بتصرّف.

[7] سورة الصافات، آية: 165-166.

[8] عبد الرزاق الصنعاني،المصنف(الطبعة الثانية)، بيروت، المكتب الإسلامي، صفحة 453، جزء 1. بتصرّف.

[9] رواه العيني، في نخب الفكر، عن أبي برزة الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 3/438، اسناده صحيح.

[10] مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 4253، جزء 11. بتصرّف.

[11] ابن رجب الحنبلي (1996)،فتح الباري شرح صحيح البخاري(الطبعة الأولى)، المدينة المنورة، مكتبة الغرباء الأثرية، صفحة 256-257، جزء 4. بتصرّف.

[12] سورة البينة، آية: 5.

[13] سورة هود، آية: 114.

[14] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.

[15] مجموعة من المؤلفين،الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 52-53، جزء 27. بتصرّف.

[16] توحبة الزحيلي،الفقه الإسلامي وأدلته(الطبعة الرابعة)، سوريا-دمشق، دار الفكر، صفحة 653-655، جزء 1. بتصرّف.

[17] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.

[18] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1496، صحيح.

[19] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 349، صحيح.

[20] رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 495، إسناده صحيح.

[21] محمد التويجري (2009)،موسوعة الفقه الإسلامي(الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 415-416، جزء 2. بتصرّف.

[22] سيد سابق (1997)،فقه السنة(الطبعة الثالثة)، بيروت- لبنان، دار الكتاب العربي، صفحة 90-92. بتصرّف.

[23] رواه الألباني، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، صحيح.

[24] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.

[25] سورة البقرة، آية: 45.

[26] سورة الكوثر، آية: 2.

[27] رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3940، صحيح.

[28] كمال سالم (2003)،صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة-مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 220-221، جزء 1. بتصرّف.

[29] سورة مريم، آية: 54-55.

[30] سورة مريم، آية: 59.

[31] سعيد القحطاني،منزلة الصلاة في الإسلام، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-17. بتصرّف.

[32] سورة المؤمنون، آية: 1-2.

[33] سورة المؤمنون، آية: 9.

[34] سورة طه، آية: 132.

[35] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 597، صحيح.

Total
0
Shares
المقال السابق

بداية الصلاة: أول صلاة في الإسلام

المقال التالي

الطبقة السفلى من الغلاف الجوي: خصائصها وتركيبها

مقالات مشابهة