مقدمة حول الخدر
يعتبر الخدر، أو ما يعرف بـ Paresthesia، إحساسًا غير مريح يشعر به الشخص على شكل وخز أو فقدان للإحساس في جزء معين من الجسم. غالبًا ما يتركز هذا الإحساس في اليدين أو القدمين. هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى ظهور هذا الشعور؛ قد يكون ناتجًا عن الضغط على الأعصاب نتيجة وضعية جلوس غير صحيحة أو النوم على الذراع. ومع ذلك، إذا استمر الخدر لفترة طويلة دون معرفة السبب الرئيسي، فقد يكون ناتجًا عن مشكلة صحية أو اعتلال في الأعصاب الطرفية. في هذه الحالة، قد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم، الحكة، أو ضعف العضلات.
أسباب الشعور بالخدر
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالخدر في الأطراف، ومن بين هذه الأسباب:
- الضغط على الأعصاب: الجلوس بطريقة تزيد الضغط على عصب معين أو تعيق تدفق الدم إلى الأطراف يمكن أن يسبب الخدر في المنطقة المتأثرة، مثل الجلوس بوضعية التربيعة أو ارتداء ملابس ضيقة.
- داء السكري: مرض السكري مسؤول عن ما يقارب 30% من حالات اعتلال الأعصاب المحيطية، ويسمى في هذه الحالة اعتلال الأعصاب السكري. عادة ما تبدأ الأعراض في القدمين والساقين، ثم تنتقل إلى اليدين والذراعين.
- متلازمات انضغاط العصب: هي مجموعة من الاعتلالات العصبية مثل متلازمة النفق الرسغي، واعتلال العصب الزندي، واعتلال العصب الشظوي، واعتلال العصب الكعبري.
- مرض الشريان المحيطي: يؤدي إلى تضييق الشرايين في الأطراف، مما يعيق تدفق الدم. غالبًا ما تظهر الأعراض عند الحركة كالمشي أو صعود الدرج، وتختفي بعد بضع دقائق من الراحة.
- مشاكل الظهر: مثل الانزلاق الغضروفي يمكن أن يضغط على الأعصاب المرتبطة بالساق، مما يؤدي إلى اضطرابات حسية مثل عرق النسا.
- الألم العضلي الليفي: حالة من الألم المزمن والمستمر في أعضاء الجسم، وقد تؤدي إلى الشعور بالخدر في الأطراف، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل تصلب الأطراف، والإرهاق المزمن، ومشاكل في الذاكرة والتفكير.
- التصلب المتعدد: يعاني المصابون به من تنميل الأطراف نتيجة تلف الأعصاب، وعادة ما يستمر التنميل لفترة قصيرة.
- السكتة الدماغية: قد تؤدي إلى خدر مؤقت أو طويل الأمد نتيجة تلف في الدماغ يؤثر على قدرته على معالجة الإشارات العصبية.
- نقص الفيتامينات: بعض الفيتامينات ضرورية لصحة الأعصاب مثل فيتامين ب1، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، وفيتامين هـ، والنياسين. نقص فيتامين ب12 قد يؤدي إلى اعتلال الأعصاب المحيطية نتيجة تسببه بفقر الدم الخبيث.
- الكحول: تناول الكحول قد يلحق ضررًا مباشرًا بالأعصاب، مما قد يسبب الخدر في الأطراف، بالإضافة إلى تسببه في نقص بعض الفيتامينات المهمة لسلامة الأعصاب.
- السموم: التعرض لبعض المواد السامة قد يؤدي إلى تلف الأعصاب والشعور بالخدر، مثل المعادن الثقيلة، وبعض المواد الكيميائية الصناعية، وبعض الأدوية.
- العدوى: قد يكون الخدر ناتجًا عن الإصابة ببعض أنواع العدوى مثل داء لايم والحزام الناري.
- أمراض المناعة الذاتية: مثل الذئبة الحمامية والتهاب المفاصل الروماتويدي.
طرق التعامل مع الخدر
يعتمد علاج الخدر بشكل أساسي على تحديد السبب الرئيسي وراءه. حيث يتم التركيز على معالجة المشكلة الصحية الأساسية، مما يؤدي بدوره إلى التخلص من الخدر.
العلاجات الدوائية
بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج المشكلة الصحية التي أدت إلى الخدر، هناك بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الخدر المزمن، ومنها:
- مضادات الاكتئاب: بعضها يستخدم في حالات الألم العضلي الليفي؛ مثل ديولوكستين وميلناسيبران.
- الكورتيكوسترويدات: تستخدم للتخفيف من حالات الالتهاب المزمن، مثل التصلب المتعدد.
- غابابنتين وبريغابالبن: قد يساعدان على التخفيف من أعراض الخدر المصاحب لبعض الحالات المرضية مثل التصلب المتعدد، أو الألم الليفي العضلي، أو الاعتلال العصبي السكري؛ وذلك عن طريق التأثير في الإشارات العصبية.
أساليب العلاج المنزلي
هناك العديد من النصائح والعلاجات الطبيعية والمنزلية التي قد تساعد على تخفيف أعراض الخدر، ومنها:
- أخذ قسط من الراحة: العديد من الحالات المرضية المسببة للخدر تتحسن أعراضها بعد أخذ قسط كافٍ من الراحة.
- استخدام الكمادات: وضع الكمادات الباردة على المنطقة المصابة بالخدر لمدة 15 دقيقة يساعد على تخفيف ضغط الأعصاب الناتج عن التورم، ويمكن استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف تصلب العضلات والتهابها، مما يساعد على تخفيف الخدر.
- ممارسة التمارين الرياضية: عدم ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى ضعف عضلة القلب، وبالتالي انخفاض قدرة القلب على إيصال الدم إلى الأطراف والشعور بالخدر.
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب الحرص على تناول الوجبات الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة التي تساعد على تخفيف الألم والالتهاب المسبب للخدر، وفي حال عدم القدرة على الحصول على النسبة المطلوبة من الفيتامينات يمكن تناول المكملات الغذائية.
- العلاج بالطب البديل: هناك بعض أنواع الطب البديل التي تساعد على تخفيف أعراض الخدر، مثل التدليك، والوخز بالإبر، والارتجاع البيولوجي.