الروم والإشمام برواية حفص

شرح تفصيلي للروم والإشمام وأهميتهما في التجويد. تعريف الروم، تعريف الإشمام، فائدة الروم والإشمام، الروم والإشمام عند حفص، أحوال الوقف بالسكون والروم والإشمام.

مقدمة عن الروم والإشمام

إنّ علم التجويد يهدف إلى إتقان تلاوة القرآن الكريم كما أُنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن الأحكام الهامة في هذا العلم، والتي تسهم في تحقيق هذا الإتقان، هما الروم والإشمام. وهما طريقتان للوقف على الكلمات القرآنية، تهدفان إلى الحفاظ على معنى الكلمة وتوضيح حركتها الأصلية.

إنّ العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك، لذلك فإن الوقف يكون عادةً للاستراحة. وبما أنّ السكون هو الحركة الأخف، كان الوقف عليه أبلغ لحصول الاستراحة. وقد اختار عامّة الأئمّة الوقف بالإشارة، وذلك لتدل على حركة الكلمة حال الوصل، والإشارة تكون إما بالروم أو بالإشمام، والروم هو الأتمّ.

ويستحسن أن يقف القارئ بالروم أو الإشمام على الكلمات المتحركة بالضمّ حال الوصل، لا سيّما التي قد تلتبس حركتها على العامّة لتتبيّن، كما في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وكما يستحسن الوقوف بالروم على الكلمات التي حذفت الياء من نهايتها، أو المكسورة عند الوصل ليشير إلى حركتها، مثل قوله -تعالى-: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

تعريف الروم لغة واصطلاحا

الروم لغةً يعني الطلب والإرادة.

أما اصطلاحاً، فيُعرف الروم بأنه إخفاء معظم صوت الحركة عند النطق بها بحيث يسمعها القريب المصغي ولا يسمعها البعيد. بمعنى آخر، هو النطق بثلث الحركة، بحيث يكون الصوت خفيًا وغير واضح تمامًا.

ولا يكون الروم في المفتوح ولا في المنصوب؛ لأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها قد يخرج معظمها فيصعب تبعيضها، ويكون بالمضموم والمكسور؛ سواء كان مشددًا أو غير مشدد ومنونًا أو ليس منونًا، ويكون الروم حال الوقف لا حال الوصل، وعند الوقف بالروم يتمّ حذف التنوين، ويمكن تقدير الحركة التي يتمّ لفظها بالثلث.

توضيح الإشمام لغة واصطلاحا

الإشمام لغةً يعني ضمّ الشيء بعضه إلى بعض.

أما اصطلاحًا، فالإشمام هو ضم الشفتين بعد النطق بالحرف الساكن مباشرة، للإشارة إلى أن الحرف كان مضمومًا في حالة الوصل. الإشمام يظهر بالعين ولا يسمع بالأذن، وهو إشارة إلى الضمة الأصلية للحرف.

ويكون الإشمام بأن يضمّ القارئ شفتيه بُعيد الإسكان؛ أي بعده متّصلًا به ليشير إلى الضمّ مع الإبقاء على فرجة يخرج منها النّفس، ولو تراخى الإسكان عن الإشمام لكان كلّ منهما منفصل عن الآخر، والغاية من الإشمام تبيين الألفاظ المتحركّة عند الوصل، والألفاظ الساكنة أصلًا في كلّ حال.

والإشمام خاصّ بالألفاظ التي تنتهي بالضمّ، والغاية منه بيان الضمّة التي هي حركة الكلمة بعد الإسكان، والإشمام نظري أيّ أنّه يظهر للناظر الحركة من دون النطق بأي شيء منها، بخلاف الروم فهو سمعي لأنّه يظهر جزءًا من الحركة يسمعها السامع القريب.

الأهمية من تطبيق الروم والإشمام

تكمن أهمية الروم والإشمام في أنهما يساعدان على الحفاظ على المعنى الأصلي للكلمة القرآنية، وتوضيح الحركة الأصلية للحرف الأخير منها، وذلك عند الوقف عليها. إنهما يُمَكّنان القارئ من التعبير عن الكلمة بطريقة دقيقة وصحيحة، كما أُنزل بها القرآن الكريم.

يعتبر الرّوم والإشمام من كيفيات الوقف، والغاية منهما بيان حركة الألفاظ المتحركة وصلًا التي سكّنت من أجل الوقف والتفريق بينها وبين الألفاظ التي تنتهي بحرف ساكن وصلًا ووقفً، وقد بيّن السيوطي أنّه لمّا كانت الغاية من الروم والإشمام إظهار حركة الألفاظ فإنّه لا حاجة لهما لمن يقرأ القرآن في خلوة.

أحكام الروم والإشمام عند حفص

تعتبر رواية حفص عن عاصم من أكثر الروايات انتشارًا في العالم الإسلامي. وفيما يتعلق بالروم والإشمام، فإن لحفص أحكامًا خاصة يجب على القارئ الالتزام بها.

أوجه الوقف بالسكون والروم والإشمام

تختلف طريقة الوقف على الكلمات القرآنية بحسب الحركة الأخيرة للكلمة. وفيما يلي توضيح لأوجه الوقف المختلفة:

  1. جواز الوقف بالسكون والروم والإشمام:

    يكون عند الوقف على الكلمات المنتهيّة بالضم سواء كان الضمّ أصليًا أو كان منقولًا من حرف قد حذف، ومثال هذا النوع الوقف على نهاية الآية: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

  2. جواز الوقف بالروم والسكون فقط:

    وتنطبق هذه الحالة على الكلمات المنتهية بالكسر؛ فلا يجوز الإشمام فيها، والمثال عليها الوقف عند نهاية الآية: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

  3. جواز الوقف بالسكون فقط:

    في هذه الحالة لا يجوز الإشمام ولا الروم، ولها عدّة مواضع، أولها؛ الكلمات المنتهية بهاء التأنيث عند الوقف عليها مثل: (الجنة) و(القبلة)، والثانية؛ الكلمات المنتهية بحرف ساكن أصلًا، مثل: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ).

    والحالة الثالثة؛ أن تكون الكلمة الموقوف عليها مفتوحة الآخرمثل الوقوف على قوله -تعالى-: (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).

المد العارض للسكون وحالاته

إذا كان آخر الكلمة متحركًا وكان ما قبله حرف مدّ أو لين وَوُقف عليه، فإن له حالات كما يأتي:

  • حركة الحرف الأخير فتحة:

    يجوز في المدّ أو اللين القصر والتوسّط والإشباع، والحرف الأخير لا يوقف عليه إلا بالسكون.

  • حركة الحرف الأخير ضمّة:

    في هذه الحالة يجوز الروم والإشمام والسكون، وعند الوقف بالسكون يجوز القصر والتوسّط والإشباع، وكذلك عند الوقف بالإشمام، أما إذا كان الوقف مع الروم فلا يجوز إلا القصر، فتكون بذلك سبع حالات.

  • حركة الحرف الأخير كسرة:

    في هذه الحالة يجوز الوقوف بالسكون أو بالروم، وعند الوقف بالسكون يجوز القصر والتوسّط والإشباع، وأما عند الوقف بالروم فلا يجوز إلا القصر.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الرجل الروسي ذو اللحية الاستثنائية

المقال التالي

الروم والإشمام عند ورش

مقالات مشابهة