جدول المحتويات
المنظور الإسلامي في مشاهدة التلفزيون
أوضح علماء الأمة الإسلامية أن الحكم الشرعي المتعلق بالتلفزيون يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطريقة استخدامه. فإذا تم استخدامه في عرض محتوى نافع ومفيد، يصبح مباحاً. أما إذا استُخدم في عرض محتوى ضار ومُحرّم، فإنه يصبح محرماً. وبالتالي، لا يمكن الحكم على التلفزيون بحد ذاته بأنه حلال أو حرام، بل يتم تحديد ذلك بناءً على طريقة الاستخدام والمحتوى الذي يُعرض من خلاله. وإذا كان ما يُعرض على شاشة التلفزيون يتضمن مزيجاً من الخير والشر، فينبغي على المسلم أن يتذكر قول الله تعالى في الخمر:
“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ “
فقد حُرّم الخمر لأن مضاره تفوق منافعه بشكل كبير.
التلفزيون: وسيلة ذات تأثيرين
أكد علماء الأمة على صحة القول بأن التلفزيون يمثل “سلاحاً ذا حدين”، وذلك في حالتين محددتين. الأولى: عندما تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن بث المحتوى الذي يُعرض على التلفزيون، بحيث تقتصر على بث المواد النافعة والمفيدة فقط. والثانية: عندما يكون هناك شخص واحد يتحكم في تشغيل التلفزيون وإيقافه، ويحرص على عدم مشاهدة المحتوى الضار. ومع ذلك، نادراً ما تتحقق الحالة الأولى، حيث أن القنوات التي تقتصر على بث المحتوى النافع قليلة مقارنة بالقنوات الأخرى. أما الحالة الثانية فهي نادرة أيضاً.
بناءً على ذلك، يتضمن التلفزيون مجموعة من الآثار السلبية، مثل تضييع الوقت، والإخلال بالواجبات، وعرض الأفلام الإباحية، والصور المخلة بالآداب، والمشاهد المنافية للأخلاق، وغيرها. في المقابل، يتضمن التلفزيون بعض الفوائد القليلة، مثل عرض البرامج النافعة، والاطلاع على الأخبار. ومن القواعد الشرعية المعروفة: “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”. لذلك، قد يكون الحكم الشرعي هو التحريم بسبب وجود الكثير من الآثار السلبية، وقد يتغير هذا الحكم إلى الجواز، أو حتى الاستحباب، إذا كانت القناة تقتصر على نشر المحتوى النافع.
الآثار السلبية لمشاهدة التلفزيون
مما لا شك فيه أن مشاهدة الأفلام والبرامج التي تُعرض على التلفزيون تتضمن العديد من المحاذير الشرعية. من بين هذه المحاذير، عرض العورات، ونشر المعتقدات الفاسدة. وقد أوضح العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله خطورة التلفزيون، مبيناً آثاره السلبية الكثيرة على عقيدة المسلمين وأخلاق المجتمع. فمن خلال هذه الوسيلة، تُبث الصور السيئة، وتنتشر الأخلاق الرديئة التي تتنافى مع أخلاق الإسلام الحميدة. لذلك، يجب سد جميع الأبواب التي تؤدي إلى هذه الآثار السلبية.
تتسبب كثرة مشاهدة التلفاز في إضاعة الوقت الثمين الذي يمكن استغلاله في أمور أكثر فائدة ونفعاً، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي. كما أن التعرض المستمر للمحتوى غير اللائق قد يؤدي إلى تبلد الإحساس وتراجع مستوى التدين لدى الفرد. ولذا، يجب على المسلم أن يكون حريصاً على اختيار ما يشاهده وأن يراقب المحتوى الذي يشاهده أفراد أسرته.
المصادر
- سورة البقرة ، آية: 219.
- الدكتور نوح علي سلمان (2012-7-31)،”التلفزيون جهاز لا يوصف بأنه حلال أو حرام / فتوى رقم 2534“،www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
- “حكم اقتناء ومشاهدة التلفاز“،www.islamweb.net، 2004-2-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
- “حكم مشاهدة التلفاز“،www.islamqa.info، 1999-10-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.