توضيح مفهوم الذكر الجماعي
يشير مصطلح الذكر الجماعي إلى قيام مجموعة من الأشخاص بترديد أذكار الله تعالى والتسبيح والتهليل بصوت موحد، بحيث يتفقون في النطق والكلمات التي يذكرون بها الله عز وجل. هذا النمط من الذكر أثار جدلاً بين العلماء حول جوازه ومشروعيته في الدين الإسلامي.
رأي العلماء في إباحة الذكر الجماعي
يرى فريق من العلماء أن الاجتماع على الطاعات والقربات أمر مستحب ومطلوب في الشريعة الإسلامية. وهم يرون أن الدعاء بصوت واحد وبشكل جماعي لا يوجد ما يمنعه شرعاً، بل إن الشريعة تحث على التعاون على البر والتقوى والاجتماع على فعل الخيرات. يستدلون على ذلك بفضل صلاة الجماعة، ومشروعية صيام شهر رمضان مع الجماعة، وأداء مناسك الحج بشكل جماعي. فالاجتماع على الدعاء والذكر يعتبر جزءاً من هذا التعاون على الطاعة.
من العلماء الذين أباحوا الذكر الجماعي نجد بعض المتأخرين من الشافعية والحنابلة وبعض المتصوفة. وقد استندوا في رأيهم إلى الأحاديث النبوية التي تحث على الاجتماع على الذكر وتكوين حلقاته. بل إن بعض فقهاء الشافعية يرون أنه لا بأس أن يقرأ بعض الحاضرين جزءاً من الذكر ثم يكمل الآخرون، ولا مانع من ترديد الآيات بهدف التدبر والتفكر في معانيها. ويرى الإمام النووي أن الذكر الجماعي أمر مستحب، وأجاز البهوتي من فقهاء الحنابلة قراءة القرآن أو الدعاء أو الذكر بصوت واحد.
رأي العلماء في منع الذكر الجماعي
في المقابل، يرى فريق آخر من العلماء أن الذكر الجماعي غير جائز، ويعتبرونه بدعة في الدين لا يوجد له أصل في الشرع. ويعتبر الشيخ ابن باز رحمه الله من أبرز هؤلاء العلماء الذين منعوا الذكر الجماعي، مستنداً في ذلك إلى أن العبادات والشعائر الدينية توقيفية، ولا يجوز فعل أي شيء منها إلا بالطريقة التي وردت في الشرع.
ويستند القائلون ببدعية الذكر الجماعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عملَ عملاً ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ).
لكن الشيخ ابن باز أجاز الذكر الجماعي في حالة واحدة فقط، وهي عندما يكون الهدف منه تعليم الأطفال وتدريبهم على النطق الصحيح للقرآن والأذكار، بحيث يقرأون جميعاً بهدف التمرن والتجويد.
المراجع
- أبوخالد الرفاعي (7-5-2012)، “الذكر الجماعي”، www.ar.islamway.net.
- “ضوابط الذكر الجماعي”، www.fatwa.islamonline.net.
- الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، صحيح.
- ابن باز، “حكم الذكر الجماعي والقراءة الجماعية للقرآن”، www.binbaz.org.sa.