فهرس المحتويات
لمحة عن الصور الفنية في شعر ابن المعتز
الشعر في جوهره يقوم على الخيال، وهو الذي يضفي أهمية على البنية الشعرية. الصورة الفنية هي العنصر الذي يجمّل القصيدة ويكسبها رونقاً خاصاً. بدون الصور والتشبيهات، يصبح إدراك المعاني أكثر صعوبة. عند دراسة الصور الفنية في أشعار ابن المعتز، نجد أن قصائده تتميز بالعديد من الخصائص، منها:
- الإكثار من الاستعارات: فقد أكثر من الاستعارات المكنية والتصريحية ذات الألفاظ الحسنة، المستعذبة سمعاً، المحكمة الرصف، والمستوفاة المعاني. وقد اعتمد على هذا الفن البلاغي ليجذب القلوب ويشد إليه الأسماع، ومن ذلك قوله:
- التنوع في التشبيهات: نجد في شعره أنواعاً مختلفة من التشبيه (المقلوب، المركب، المتعدد، والبليغ). يظهر براعته في اختيار هذه التشبيهات دون تكلّف أو تعقيد، ومن ذلك قوله:
- جمال الكنايات والعبارات: كما في قوله:
- المزج بين الأنماط: المزاوجة بين الصور الفنية التجريدية والرمزية والتأثيرية الذاتية. من الأبيات التي تشيع فيها الصورة الرمزية قوله:
اصبر على حسد العدوفإن صبرك قاتلهفالنار تأكل نفسهاإن لم تجد ما تأكله
فالحسود يؤذي غيره بسرعة كالنار سريعة الانتشار التي تأكل بعضها.
وسيوف كأنها حين هزّتورق هزّه سقوط القطار
ونحن ورثنا ثياب النبيّفكم تجذبون بهدّابها
نهى الجهلَ شيبُ الرأس بعد نزاعوما كل ناه ناصح بمطاع
ومن الأبيات التي تظهر فيها الصورة التجريدية وصفه السحاب إذ يقول:
وسارية لا تمل البكاجرى دمعها في خدود الثرى
فقد شبه السحابة هنا بكائن يذرف الدموع.
مصادر الإيحاءات التصويرية عند ابن المعتز
الباحث في شعر ابن المعتز سيجد لوحات فنية وصوراً شعرية تعكس البيئة التي عاش فيها هذا الشاعر. استقى هذه الصور من مصادر عصره وحياته، ويمكن تلخيص مصادر الصور عنده في الآتي:
- البيئة التي عاش فيها الشاعر: يصف الظباء والبقرة الوحشية، ومن ذلك وصفه لناقة له قائلاً:
- بيئة الحروب والاضطرابات في العصر العباسي: يرسم لنا لوحة فنية بألفاظ حماسية وخيالات قتالية، واصفاً الجيش:
- حياة الترف والثراء: التي عاشها الأمراء والنهضة العمرانية كقوله:
- الطبيعة ومكوناتها: حيث يندمج معها، كقوله:
وديمومة أدرجتها بشملةتشكي إلي عض نسع وأقتاب
لما رأونا في خميسٍ ملتهبفي شارق يضحك من غير عجبكأنه ضبّ على الأرض ذهبوقد بدت أسيافنا من القُرَب
ألا علّلاني قبل أن يأتي الموتُويًبنى لجثماني بدار البلا بيتُ
وقفت بالروض أبكي فقد مشبههحتى بكت بدموعي أعين الزهر
فقد أشفقت الزهور لحاله وشاركته البكاء.
نبذة عن حياة الشاعر ابن المعتز
هو أبو العباس عبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد، الشاعر والأديب والخليفة (خليفة يوم وليلة فقط)، ومؤسس علم البديع. ولد في مدينة سامراء سنة 860م أو 861م، ونشأ في قصور جده الخليفة المتوكل، الذي كان له باع طويل في اللغة والأدب.
انغمس ابن المعتزّ في الأدب متميزاً وذواقاً له، شهد له أستاذه ابن السكيت بالحس الأدبي، حيث قال لجده: “جئتم بي لتأديبه وهو آدب مني”. تتلمذ على يد طائفة من العلماء كأبي العباس المبرد وثعلب وأبي علي الحسن العنزي. يعدّ ابن المعتزّ أشعر بني هاشم وأشعر الناس في الأوصاف والتشبيه. توفي مقتولاً على يد خادمه سنة 909م.
أبرز مصنفات ابن المعتز
كتب ابن المعتز ما يقارب الأربعة عشر كتاباً، منها:
- الزهر والرياض.
- البديع في صناعة الشعر.
- الجوارح والصيد.
- أشعار الملوك.
- حلي الأخبار.
- الجامع في الغناء.
المراجع
- محمد القداح ،القيم الجمالية في شعر ابن المعتز، صفحة 48-50.
- “أي رسم لآل هند ودار”،الديوان.
- “وسارية لا تمل البكا”،الديوان.
- محمد القداح ،القيم الجمالية في شعر ابن المعتز، صفحة 60-64.
- محمد مهدي، قاسم السامرائي،سيرة ابن المعتز العباسي، صفحة 2-6.
- “كتب ابن المعتز”،مكتبة نور.