جدول المحتويات
تقديم عن الجزائر
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المعروفة اختصاراً بالجزائر، بلد يتميز بتاريخه العريق وتراثه الثقافي الغني. يطلق عليها لقب “بلد المليون ونصف المليون شهيد” تكريماً للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري خلال ثورة التحرير الوطني. تعتبر الجزائر أكبر دولة في قارة أفريقيا من حيث المساحة، وتحتل المرتبة العاشرة عالمياً. عاصمتها هي مدينة الجزائر، وهي عضو في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية مثل اتحاد المغرب العربي، منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية.
يتركز أغلب السكان في المناطق الشمالية من البلاد، حيث تتوفر الظروف المعيشية المناسبة من سواحل ومناخ معتدل وأراض خصبة. الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، ويتحدث الجزائريون اللغتين العربية والأمازيغية. نظام الحكم في البلاد جمهوري.
تعتبر الجزائر مهدًا للحضارات المتعاقبة، وقد تركت بصمة واضحة في تاريخ المنطقة. خضعت لحكم الفينيقيين والرومان والأمازيغ والدولة البيزنطية، بالإضافة إلى الدول الإسلامية المختلفة مثل الدولة الرستمية والإدريسية والأغالبة والفاطمية والزيرية والحمادية والموحدية، وصولاً إلى الحكم العثماني ثم الاحتلال الفرنسي.
أصل التسمية
تشير المصادر التاريخية إلى أن تسمية الجزائر تعود إلى الاسم الذي أطلقه الرومان “إكوزيوم” على المدينة الفينيقية “إيكوزيم”. كانت المدينة تعرف آنذاك باسم “جزائر بني مزغنة” نسبة إلى الجزر الأربع الصغيرة التي كانت تقع بالقرب من سواحل البحر قبالة المدينة. وقد أكد هذه المعلومة كل من ياقوت الحموي والإدريسي في كتاباتهم.
الخصائص الجغرافية
تبلغ المساحة الإجمالية للجزائر 2,381,741 كيلومتر مربع. تمتد السواحل الجزائرية على طول الشريط الحدودي الشمالي لمسافة تصل إلى 1,600 كيلومتر، من الحدود التونسية شرقاً إلى الحدود المغربية غرباً. تمتد المياه الإقليمية الجزائرية لمسافة 12 ميلاً بحرياً شمالاً. يبلغ طول الحدود البرية للجزائر 6,385 كيلومتر مربع، وتتشاركها مع عدة دول:
- تونس: 965 كيلومتر.
- ليبيا: 982 كيلومتر.
- مالي: 1,376 كيلومتر.
- النيجر: حدود برية من الجنوب.
- المغرب: 1,601 كيلومتر.
- موريتانيا: 463 كيلومتر.
- الجمهورية العربية الصحراوية: 43 كيلومتر.
يطل الجزء الشمالي من البلاد على البحر الأبيض المتوسط.
الأحوال المناخية
يسود في الجزائر مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون الشتاء معتدلاً مع هطول الأمطار، وتتراوح درجات الحرارة بين 2 و 12 درجة مئوية. يكون متوسط هطول الأمطار أقل في شمال البلاد مقارنة بالمناطق الأخرى. في المناطق الداخلية والمرتفعات، قد تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر ويتساقط الثلج. أما الصيف فيكون حاراً، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 21 و 24 درجة مئوية. يسود المناخ الصحراوي في جنوب البلاد، حيث تتجاوز درجة الحرارة 50 درجة مئوية خلال النهار في فصل الصيف، وتهب رياح الشهيلي الحارة. يتراوح معدل هطول الأمطار السنوي في شمال البلاد بين 400 و 600 ملم، بينما قد يصل إلى 1000 ملم في الشمال الشرقي.
التوزيع السكاني
تشير تقديرات عام 2016 إلى أن عدد سكان الجزائر يتجاوز أربعة ملايين نسمة. اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد. يقطن أغلب السكان في المناطق الشمالية الساحلية، بينما تتمركز أقلية في المناطق الجنوبية الصحراوية، ويصل عددهم إلى مليون ونصف المليون نسمة من إجمالي عدد السكان. تشير تقديرات غير مؤكدة إلى أن عدد الأمازيغ يبلغ حوالي 25% من السكان، وهم السكان الأصليون للبلاد. ينقسم المجتمع الجزائري إلى عدة أقسام، بما في ذلك الأمازيغ الذين ينتمون إلى قبائل مختلفة ويتحدثون لغاتهم الخاصة، ويتمركزون غالباً في الشرق.
النشاط الاقتصادي
ساهمت الموارد الطبيعية في تحويل الجزائر من نظام مركزي اشتراكي إلى اقتصاد السوق. يعتبر اقتصادها من بين الأكبر في القارة الأفريقية، حيث يبلغ معدل الدخل القومي أكثر من 183 مليار دولار. لعب النظام الاشتراكي دوراً سلبياً في الماضي، حيث أضعف القطاع الزراعي وعطله. تعود الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في عام 1986 إلى انخفاض أسعار النفط عالمياً.
يلعب النفط حالياً دوراً محورياً في الاقتصاد الجزائري، حيث يمثل حوالي 60% من الميزانية العامة و 30% من الناتج الإجمالي المحلي. كما يشكل النفط 97% من إجمالي الصادرات. تسعى البلاد إلى تقليل الاعتماد على عائدات النفط والتركيز على تنمية القطاع الزراعي لتقليل الاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية. العملة الرسمية للبلاد هي الدينار الجزائري (DZD)، وهو قابل للصرف والتبادل بالعملات الأخرى.
معالم أثرية بارزة
- قلعة بني حماد في ولاية المسيلة: تقع شمال المدينة داخل حدود بلدية المعاضيد، ولم يبق منها سوى مئذنة وبقايا مسجد. أسسها حماد بن بلكين بن زيري، وتعتبر ثاني دولة إسلامية مستقلة في المغرب الأوسط.
- المدينة الجميلة في ولاية سطيف: تبعد عن مدينة العلمة حوالي 32 كيلومتراً، وترتفع الجبال فيها أكثر من 900 متر، وتبعد عن العاصمة الجزائرية بـ 300 كيلومتر.
- موقع تيمفاد في ولاية باتنة: تبعد هذه المنطقة الأثرية عن مقر عاصمة ولاية باتنة حوالي 36 كيلومتراً.
- باب كركلا قديماً في ولاية تبسة.
- مدخل القصبة في ولاية قسنطينة.
- الآثار الرومانية في مدينة تيمفاد.
- مقر قيادة الجيش الروماني في ولاية باتنة.
- المدرسة الرومانية القديمة في ولاية تيبازة.
- قوس النصر في منطقة تيمفاد.
- مسرح مدينة قالمة.
- معبد مينارف في ولاية تبسة.
- باب كاراكالا في ولاية تبسة.
- المعبد السيفيري في المدينة الجميلة.
التقسيمات الإدارية
تنقسم الجزائر إدارياً إلى 48 ولاية، تتبعها 553 دائرة، ومن ثم 1541 بلدية. قبل الاستقلال، خضعت البلاد لنظامين إداريين مختلفين، حيث سيطر الجيش الفرنسي على جزء من البلاد، بينما خضع الجزء الشمالي للحكم المدني الفرنسي.
نيل الاستقلال
تحتفل الجزائر في 5 يوليو من كل عام بذكرى استقلالها وتحررها من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من 130 عاماً. تحقق الاستقلال في عام 1962 بعد ثورة قادها الجزائريون بدأت في 23 مارس 1954 بالتزامن مع تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل. في الأول من نوفمبر من العام نفسه، انطلق 3000 مجاهد جزائري لشن أكثر من 30 هجمة في منطقة تعميرية، وكانت هذه الشرارة التي أشعلت الثورة. تعرضت الثورة لأقسى أنواع القمع والتعذيب في المدن والأرياف. في مطلع شهر يوليو، حقق الشعب الجزائري الاستقلال، وتم الاعتراف الرسمي به في 3 يوليو من العام نفسه، واختير يوم 5 يوليو ليكون اليوم الوطني للاستقلال.