التوجه إلى الخالق في الملمات
عندما تحل بالإنسان مصاعب الحياة وتتكاثر عليه الهموم، يصبح في حيرة من أمره، ولا يجد ملجأ إلا ربه. في تلك اللحظات العصيبة، يجب على المسلم أن يتوجه إلى الله بكل جوارحه، متضرعًا ومستغيثًا به، لييسر له أموره ويدبر شؤونه. يكون هذا التوجه إلى الله -جل وعلا- بقلب مفعم بالرجاء واليقين بقدرته، ويتحقق ذلك بعدة طرق:
- التضرع بالشكوى إلى الله: فالله تعالى يسمع شكوى عباده ويعلم ما في قلوبهم. قال الله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
- الابتهال والدعاء الخفي: مناجاة الله سرًا والتذلل بين يديه.
- السجود: التقرب إلى الله بالسجود، وإظهار العبودية له.
- المناجاة: التحدث إلى الله ببث الأحزان والهموم.
- العفو والصفح: التسامح والعفو عن الآخرين ابتغاء وجه الله.
ولتهيئة القلب لهذه الأمور، يجب على المسلم أن يحرص على ما يلي:
- تقوى الله: اتباع أوامر الله وتجنب نواهيه.
- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: السير على نهجه والاقتداء بسنته.
- المسارعة إلى التوبة: الندم على الذنوب والاستغفار منها.
- دوام التوكل على الله: الاعتماد على الله في كل الأمور.
- ملازمة الصدق: قول الحق والابتعاد عن الكذب.
- التحلي بالصبر: فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر في مواجهة الشدائد.
معرفة الرب في أوقات اليسر
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته على الإقبال على الله في أوقات الرخاء، حتى يعرفهم الله في الشدة. ومعنى هذا الحديث الشريف أن يداوم المسلم على التوجه إلى الله بالدعاء والعبادة في أوقات الصحة والراحة والأمان.
فيكون مقبلاً على الله في السعة واليسر من خلال طاعته والإنفاق في سبيله، وهذا ما يجعله مستحقًا لفرج الله وتنفيس كربته إذا وقع في ضيق وشدة. فالله لا يضيع أجر المحسنين.
أثر الابتهال في تيسير الأمور
الدعاء هو جوهر العبادة، وهو تفويض الأمر لله، والله -تعالى- يحب العبد الذي يتوكل عليه ويقبل عليه بقلبه. فيشرح صدره ويزيل همه. يجب على المسلم أن يكون واثقًا بإجابة دعائه، فالله -تعالى- يستجيب الدعاء أو يدفع به مكروهًا أو يؤخره لحكمة يعلمها، أو يدخره للآخرة. وقد وردت الكثير من الأدعية التي أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- لتفريج الكرب ودفع الهم.
والدعاء سلاح المؤمن، به يناجي ربه ويبث شكواه، ويطلب منه العون والتوفيق. فالدعاء يغير الأقدار، ويفتح الأبواب المغلقة، ويزيل الهموم والغموم. فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء في كل وقت وحين، وأن يكون متيقنًا بالإجابة.
المصادر
- أبهالة فاروق عمر (4-6-2013)،”الالتجاء إلى الله رب العالمين”،www.alukah.net، تم الاطلاع بتاريخ 13-1-2019.
- خالد النجار (21-2-2012)،”تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة “،www.alukah.net، تم الاطلاع بتاريخ 13-1-2019.
- خالد عبد المنعم الرفاعي (1-8-2011)،”دعاء تفريج الكرب”،www.ar.islamway.net، تم الاطلاع بتاريخ 13-1-2019.