التغلب على التهرب من التبعات

استكشاف أسباب التهرب من تحمل الواجبات والتبعات، وعلامات تدل على ذلك، بالإضافة إلى طرق فعالة للتغلب على الخوف من المسؤولية.

مقدمة حول التهرب من التبعات

يربط علماء النفس قضية تجنب التبعات بالخوف من الإخفاق. فعندما يواجه الفرد موقفًا يلزمه تحمل مسؤولية معينة، فإنه يميل إلى التهرب منها خوفًا من عدم القدرة على إنجازها على أكمل وجه. يعزو المختصون هذه المشكلة إلى عدة أسباب، أبرزها دور الأسرة في تشكيل شخصية الفرد منذ الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل المحيطة بالفرد عند انخراطه في المجتمع.

الخوف من تحمل التبعات غالبًا ما يكون مصحوبًا بمخاوف غير واقعية تسيطر على الشخص عند مواجهة موقف يتطلب الوفاء بعهد أو التزام. يرى الفرد نفسه عاجزًا عن تنفيذ هذا الالتزام. مثال على ذلك، لجوء بعض الشباب إلى تأجيل الزواج أو التهرب منه بسبب المتطلبات الكثيرة التي ينطوي عليها، والتي تتضمن الالتزام وتحمل التبعات المختلفة.

الأسباب المؤدية إلى تجنب التبعات

قد تكون هذه المشكلة بسيطة أو معقدة، مما يجعل الشخص غير قادر على اتخاذ أي قرار، بسبب اعتقاده بأن جميع قراراته خاطئة، بالإضافة إلى خوفه من الفشل في تحمل أي نوع من التبعات. من الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة:

  • تجربة انفصال الوالدين خلال مرحلة الطفولة.
  • التعرض لصدمة مرتبطة بالخوف من شيء ما، مما أدى إلى الخوف من معظم الأمور المحيطة به، وعلى رأسها التبعات.
  • فقدان شخص عزيز في سن مبكرة.
  • عدم اهتمام الوالدين بمخاوف الطفل، مما ينشئ طفلاً يخاف من الانخراط في المجتمع.
  • القلق والخوف الدائم من المستقبل.
  • انعدام الثقة بالآخرين.
  • التعرض للخيانة.
  • التدليل المفرط للطفل، مما يجعله شابًا يعتمد على والديه في معظم أمور حياته، وهذا ما أدى إلى خوفه من تحمل التبعات أيًا كانت.
  • الخوف من تقييد الحرية والاستقلالية، حيث يعتقد أن التبعات تحد من حريته.

دلالات تدل على النفور من التبعات

هناك عدة علامات قد تشير إلى وجود مشكلة النفور من التبعات لدى الفرد، ومن بين هذه العلامات:

  • الميل إلى العزلة وضعف العلاقات الاجتماعية.
  • إيذاء الآخرين بالكلام أو بالفعل.
  • انتقاد الآخرين بطريقة مبالغ فيها.
  • الحديث عن المثاليات بطريقة بعيدة عن الواقع.
  • الخوف من الالتزام بأي أمر مهما كان بسيطًا.
  • المزاجية المتقلبة.
  • عدم التعبير عن المشاعر حتى مع المقربين.
  • حب الكتمان والسرية في معظم شؤون الحياة.

طرق التعامل مع النفور من التبعات

لحل هذه المشكلة، يجب أن يتمتع الفرد بإرادة قوية ورغبة حقيقية في التغلب على هذا الخوف. كما أن المساعدة التي تقدمها الأسرة لها دور كبير. يجب أن يكون هناك تشجيع من قبل الأسرة وعدم انتقاد صاحب المشكلة مهما كان تقدمه في العلاج بطيئًا. يمكن الاستعانة بطبيب نفسي مختص إذا وصلت الأمور لمستويات عالية من الخوف. قد ينصح الطبيب بجلوس الشخص مع عدد من الأشخاص ممن يعانون نفس المشكلة للحديث عنها ومشاركة تجاربهم حتى يسهل التغلب عليها.

قال الله تعالى في سورة البقرة: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].

وفي الحديث النبوي الشريف: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة الإسلام إلى الخوف من المستقبل

المقال التالي

القلق بشأن المستقبل: منظور نفسي وسبل المواجهة

مقالات مشابهة

أمثلة رائعة على أساليب التشبيه في الشعر العربي

استكشاف لأنواع التشبيه في الشعر العربي مع أمثلة متنوعة من التشبيه المرسل والمؤكد والمجمل والمفصل، بالإضافة إلى التشبيه المقلوب والضمني، وغرائب التشبيه وبديعه.
إقرأ المزيد