جدول المحتويات:
مقدمة
هل تساءلت يومًا عن سبب سهولة تحريك كرسي بلاستيكي مقارنة بتحريك أسطوانة غاز ممتلئة؟ هذا التساؤل يقودنا إلى فهم أحد أهم المفاهيم الفيزيائية، وهو العلاقة الوثيقة بين الممانعة الحركية للجسم ووزنه. يمكننا فهم هذه العلاقة بشكل أوضح من خلال استعراض قانون نيوتن الأول (قانون الممانعة الحركية) وقانون نيوتن الثاني، وهما جزء من قوانين الحركة التي وضعها العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن في عام 1687 م.
تفسير قانون الممانعة الحركية
ينص قانون الممانعة الحركية على أن الجسم الساكن يبقى ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تحركه، والجسم المتحرك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يستمر في حركته بنفس السرعة والاتجاه ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير من حالته الحركية، إما بإيقافه أو بزيادة سرعته أو تباطئها أو تغيير اتجاهه.
هذا القانون (قانون نيوتن الأول) يوضح ميل الأجسام للحفاظ على حالتها الحركية ومقاومة أي تغيير فيها، وهذا ما يعرف في الفيزياء بخاصية الممانعة الحركية للأجسام؛ ولذلك يطلق على قانون نيوتن الأول اسم قانون الممانعة الحركية.
نظرة على قانون نيوتن الثاني
أما قانون نيوتن الثاني فيوضح أن القوة المحصلة المؤثرة على جسم ما تتناسب طرديًا مع وزن هذا الجسم وتسارعه وتكون في نفس اتجاه تسارع الجسم، وهذا يعني أن وزن الجسم يتناسب عكسيًا مع تسارع الجسم؛ فكلما زاد وزن الجسم، احتجنا إلى قوة أكبر لتغيير حركته.
وزن الجسم والممانعة الحركية
يمكن تعريف وزن الجسم بأنه كمية المادة الموجودة بداخله، وكلما زاد وزن الجسم، ازدادت صعوبة تغيير حالته الحركية (وفقًا لقانون نيوتن الثاني)؛ فإيقاف قطار متحرك يتطلب قوة أكبر بكثير من إيقاف سيارة صغيرة تسير بنفس السرعة. غالبًا ما يعرّف الفيزيائيون الوزن بأنه مقياس للممانعة الحركية بدلاً من قياس كمية المادة.
بينما يمكن تعريف وزن الممانعة الحركية للجسم بأنه المقاومة التي يبديها أي جسم ضد أي قوة تحاول تغيير حالته الحركية.
وعليه، نجد أن العلاقة بين الممانعة الحركية للجسم ووزنه هي علاقة طردية، فالممانعة الحركية للجسم تزداد بزيادة وزنه، حيث تكون الممانعة أكبر للجسم الذي وزنه أكبر ومقاومته لتغيير حالته الحركية أكبر.
خلاصة القول
في الختام، يمكن القول أن فهم العلاقة بين الممانعة الحركية ووزن الجسم أمر أساسي لفهم العديد من الظواهر الفيزيائية من حولنا. هذه العلاقة، التي تم توضيحها من خلال قوانين نيوتن للحركة، تساعدنا على تفسير سبب صعوبة تحريك الأجسام الثقيلة مقارنة بالأجسام الخفيفة، وكيف أن وزن الجسم يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى مقاومته لتغيير حالته الحركية.
قال تعالى في سورة الرعد، الآية 13: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز” رواه مسلم.