التخلص من اليأس من رحمة الله: أسبابه وعلاجه

فهم اليأس من رحمة الله

يُعرّف اليأس من رحمة الله بأنه فقدان الأمل في مغفرة الله تعالى ورحمته، وهو اعتقاد خاطئ بأن العبد محروم من رحمة الله -عز وجل- نهائياً. يُعتبر هذا اليأس شكاً في قدرة الله، وإذا خلت هذه الحالة من أيّ رجاءٍ بالرحمة الإلهية فإنّها تدخل في دائرة الكفر. أمّا الخوف المفرط من غضب الله مع سوء الظن به، فهو من الشرك الأصغر. [١]

مسببات اليأس من رحمة الله -عز وجل-

تنبع هذه الحالة من عدة أسباب، من أهمها:

• جهل العبد بقدرة الله: يحدث هذا اليأس نتيجة جهل العبد بقدرة الله تعالى، وبخلوه من النقص، وبقدرته على إجابة دعاء عباده، وبأنه عليمٌ بكل احتياجات خلقه.
• الخوف المفرط من الله: الخوف من الله أمرٌ محمودٌ ما دام حافزا على ترك المعاصي، أمّا إذا تجاوز الحدّ وأصبح مبالغاً فيه، فإنه يُؤدي إلى اليأس من رحمة الله.
• صحبة اليائسين: قد يُصاب الإنسان باليأس نتيجة مجالسة من سبقتهم هذه الحالة، أو قد يكون ذلك عقاباً إلهياً على فعله.
• الاعتماد على الأسباب المادية: يحدث اليأس عند اعتقاد العبد أن النعم تأتي نتيجة جهوده فقط، دون شكر لله، مما يدفعه إلى اليأس إذا لم يحقق ما يريد.
• التشدد المفرط في الدين: الله -عز وجل- يحب أن يؤتى رخصه كما يكره أن تُرتكب حرماته. التشدد المفرط وتجنب الرخص الشرعية قد يدفع إلى اليأس والقنوط.
• نفاذ الصبر والاستعجال: النفس البشرية بطبيعتها تحب العجلة، وعند مواجهة المصائب والابتلاءات، فإن الاستعجال في الفرج قد يؤدي إلى اليأس.
• التعلق الشديد بالدنيا: التركيز المفرط على متع الحياة الدنيا ومصائبها قد يُسبب اليأس من رحمة الله.
• هبوط الهمة وعدم الإرادة: تراكم الذنوب دون توبة وإصلاح يؤدي إلى اليأس من رحمة الله ومغفرته.
• التركيز على جانب الترهيب في الدعوة الإسلامية: التركيز المفرط على جانب الترهيب في الدعوة قد يُثير اليأس في نفوس البعض.

طرق التخلص من اليأس والرجوع إلى رحمة الله

يُمكن التخلص من اليأس من خلال:

• العلم بأن اليأس خلق مذموم: يجب معرفة أن اليأس من الصفات المذمومة، وأن الله تعالى يقول: (إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ).[٤]
• الاعتدال في النقد: يجب دائماً إظهار الاعتدال في النقد، تجنباً للإفراط الذي يُسبب اليأس.
• التفكر في السنن الكونية: يجب التفكر في قدرة الله تعالى ورحمته الواسعة، وتدبيره للكون.
• التفكر في النصوص المبشرة بنصر الإسلام: قال تعالى:(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[٥]
• التفكر في أن مع العسر يسراً: يجب التذكر دائماً أن الله تعالى يُفرج الكرب بعد الضيق.
• التفكر في أن ما يُكره قد يكون خيراً: يجب التذكر أن ما يبدو شرّاً قد يكون فيه خيرٌ حكمةٌ من الله.

المراجع

جدول المحتويات