الرأي الشرعي في التثاؤب
يجدر التنويه إلى أن التثاؤب أثناء الصلاة له وضعان مختلفان:
الوضع الأول: أن يكون التثاؤب مقصوداً وبإرادة المصلي. في هذه الحالة، يرى العلماء أنه مكروه؛ لما فيه من قلة اهتمام بالصلاة وعدم تركيز في معاني القرآن الكريم أو الدعاء. هذا يتنافى مع الخشوع في الصلاة، والذي يعرفه العلماء بأنه الخوف الناتج عن شعور العبد بالوقوف أمام الله سبحانه وتعالى.
الوضع الثاني: أن يكون التثاؤب غير إرادي وخارج عن سيطرة المصلي. في هذه الحالة، لا يُلام المصلي على ما صدر منه من تثاؤب.
دوافع التثاؤب أثناء الصلاة
إن الإفراط في تناول الطعام والشراب، وبالتالي امتلاء المعدة، بالإضافة إلى الكسل، يؤدي إلى صعود أبخرة إلى الدماغ تؤثر عليه بشكل سلبي. هذا يسبب شعوراً بالترهل والتكاسل. ومما لا شك فيه أن هذا الأمر مرغوب فيه للشيطان، لأنه يؤدي إلى تكاسل العبد عن العبادات والطاعات. لذا، فإن الشيطان يعتبر سبباً في التثاؤب لأنه يحبه، كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ”.
طرق مواجهة التثاؤب
ورد في السنة النبوية المشرفة كيفية التعامل مع التثاؤب داخل الصلاة وخارجها، سواء كان التثاؤب اختيارياً أو اضطرارياً، وذلك على النحو التالي:
- مكافحة التثاؤب ودفعه قدر المستطاع: كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ في الصَّلاةِ، فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ”.
وقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
“فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا تَثاءَبَ ضَحِكَ منه الشَّيْطانُ”. - وضع اليد على الفم أثناء التثاؤب: لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بيَدِهِ علَى فِيهِ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ”.
وفي حديث آخر، قال -صلّى الله عليه وسلّم-:
“إذا تثاءَب أحدُكم فلْيَضَعْ يدَه على فيه ؛ فإنّ الشيطانَ يدخُلُ مع التَّثاؤُبِ”. - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: فالشيطان حريص على إشغال العبد عن ذكر الله -تعالى- والصلاة، وجلب الهموم له، ويسعى بكل الطرق لتحقيق ذلك. فقد ثبت عن أبي العلاء البياضي -رضي الله عنه- قال:
“أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي”.
المصادر
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- صحيح الجامع للالباني