التأثير بالأسوة – دليل شامل

استكشف مفهوم الأسوة وكيفية تأثيرها في تربية الأبناء. تعرف على أهم الخطوات التي يجب على الآباء اتباعها ليكونوا نماذج إيجابية لأطفالهم.

مقدمة

الأسوة هي الشخص الذي يقتدي به الآخرون ويتخذونه مثالًا يسعون إلى محاكاته. يمكن أن يكون هذا الشخص فردًا معروفًا مثل أحد أفراد الأسرة أو شخصية عامة بارزة. إن الأسوة الحسنة لها دور حيوي في توجيه الأفراد نحو السلوكيات الإيجابية والقيم النبيلة.

جوهر الأسوة في التنشئة

يبدأ الأطفال حياتهم دون أي خبرات أو سلوكيات اجتماعية مكتسبة. في مرحلة معينة، يبدأون بالبحث عمن يقتدون به، وغالبًا ما يكون الوالدين هما النموذج الأول الذي يحتذى به. يراقب الطفل تصرفات والديه بشكل مستمر، مثل استخدام كلمات الشكر والتقدير، فيتعلم دمجها في حياته اليومية. إن تقديم مهارات التعامل الاجتماعي هو وسيلة فعالة لتعليم السلوك الإيجابي وتعزيز ثقة الطفل بنفسه.

إرشادات للأهل لتجسيد الأسوة الحسنة

إن تنشئة أطفال سعداء لا تتطلب أن يكون الأهل “كاملين”، ولكن الأمر ليس صعبًا كما يبدو. يحتاج الأطفال إلى الحب والحنان ووضع حدود واضحة. لذلك، فإن الدور الأساسي للأهل هو أن يكونوا أفضل نموذج ممكن. لتحقيق ذلك، يجب عليهم أولاً تقييم سلوكياتهم اليومية. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للأهل العمل عليها ليكونوا قدوة حسنة لأطفالهم:

  • تعزيز تقدير الذات لدى الطفل: يرى الأطفال انعكاس صورتهم في عيون الأهل، وقد يؤثر كلام الأهل على أدق تفاصيل حياتهم. على سبيل المثال، مدح الإنجازات، مهما كانت صغيرة، سيجعلهم يشعرون بالفخر. على العكس من ذلك، فإن التعليقات التي تقلل من شأنهم أو مقارنتهم بأطفال آخرين ستجعلهم يشعرون بعدم القيمة.
  • تجنب الشتائم والضرب: يجب تجنب الشتائم والعنف لتعليم الأطفال أن هذا السلوك خاطئ. يجب على الأهل إظهار الرحمة واختيار الكلمات بعناية، بعيدًا عن الشتائم والتجريح.
  • الابتعاد عن الانتقاد والسلبية: يجب على الأهل الابتعاد عن الانتقاد السلبي والتركيز على المجاملات والآراء البناءة، مثل ملاحظة السلوك الصحيح والثناء عليه. هذه التصريحات ستساعد في التشجيع على السلوك الجيد على المدى الطويل.
  • الانضباط ووضع القواعد: الانضباط ضروري في كل منزل، والهدف منه هو تمييز الطفل للسلوك المقبول وتعلم ضبط النفس. يحتاج الطفل إلى حدود معينة ليصبح مراهقًا مسؤولًا. عند إنشاء قواعد في المنزل، يصبح الطفل أكثر انضباطًا. قد يحتاج الأهل إلى اللجوء إلى العقاب في حالات معينة، مثل منع استخدام الهاتف أو منع الخروج. من الضروري جدًا الالتزام بهذا العقاب لأنه يساعد على الالتزام بالقواعد.
  • تخصيص وقت خاص للأطفال: الأطفال الذين لا يحصلون على اهتمام كافٍ غالبًا ما يسيئون التصرف لجذب الانتباه. لذلك، من الضروري تخصيص وقت للطفل والبحث عن طرق للتواصل معه والمشاركة في حياته اليومية.
  • تمثيل صفات النموذج الحسن: يتعلم الصغار الكثير عن كيفية التصرف من خلال مراقبة الأهل. لذلك، يجب محاولة اتباع الصفات الحسنة مثل الاحترام والمودة والصدق والطيبة والتسامح وغيرها من التصرفات التي يميل الطفل إلى تقليدها.
  • التواصل والتعبير عن المشاعر: يجب على الأهل عدم إلزام الطفل بفعل شيء دون تقديم التفسيرات وشرح وجهة النظر، والسماح له بفهمها بطريقة غير قضائية. يفضل أن يعبر الأهل عن مشاعرهم باستمرار ومشاركة الأبناء في المشاكل ودعوتهم إلى إيجاد حلول لها.
  • المرونة والقدرة على تغيير نمط التربية: قد يشعر الأهل بالضغط النفسي من سلوك أطفالهم، ولكن عليهم أن يفهموا أنه عندما يتغير الأطفال مع مرور الوقت، يجب على الأهل أن يتغيروا أيضًا. فسلوك طفل في الثانية من عمره يختلف عن سلوك طفل في الرابعة، على سبيل المثال.
  • إظهار الحب والعاطفة: الأهل مسؤولون عن تصحيح وتوجيه الأطفال، ويعتمد تلقي الأطفال للأوامر على طريقة التوجيه الصحيحة أو الخاطئة. لذلك، يجب على الأهل محاولة إظهار العاطفة والحب في جميع المواقف.
  • التعرف على نقاط الضعف والقوة: لدى جميع الأشخاص، سواء كانوا أهلًا أم أبناءً، نقاط ضعف وقوة. لذلك، يجب التركيز على النقاط القوية والعمل على النقاط الضعيفة، ومحاولة الموازنة بينهما.

المصادر

  1. “ٌRole model”, www.businessdictionary.com, تم الاسترجاع 26-2-2019.
  2. Dr. Suzanne Gelb (29-10-2014), “10 Ways to Become the parent — and Role Model — Your Kids Really Need”، www.huffpost.com, تم الاسترجاع 6-3-2019.
  3. Steven Dowshen (1-1-2015), “Nine Steps to More Effective Parenting”، www.kidshealth.org, تم الاسترجاع 6-3-2019.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

التربية الإيجابية: مفاهيم وأساليب

المقال التالي

تنمية الفضائل: دليل تربوي شامل

مقالات مشابهة