تقديم عن البيئة المؤسسية
البيئة المؤسسية، أو ما يُعرف أحياناً بثقافة الشركة، هي عبارة عن مجموعة من القيم والمعتقدات والممارسات المشتركة التي تحدد الطريقة التي يتفاعل بها الموظفون مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي. إنها بمثابة البوصلة التي توجه سلوكيات الأفراد وتؤثر في القرارات المتخذة داخل المؤسسة. هذه البيئة تشكل الهوية المميزة للمؤسسة وتحدد كيف ينظر إليها العملاء والشركاء والمنافسون. وتلعب دورا حاسما في نجاح أو فشل المؤسسة، حيث أن البيئة الإيجابية تعزز الابتكار والإنتاجية، في حين أن البيئة السلبية يمكن أن تؤدي إلى الإحباط وتراجع الأداء.
الأهمية الكبيرة للبيئة المؤسسية
تتجلى أهمية البيئة المؤسسية في عدة جوانب رئيسية، مما يجعلها عنصراً حيوياً لنجاح أي منظمة. هذه الأهمية تظهر في:
- تحديد السلوك الوظيفي: البيئة المؤسسية توجه الموظفين نحو السلوكيات المتوقعة منهم، مما يساعدهم على فهم أدوارهم ومسؤولياتهم بشكل أفضل.
- تنظيم العلاقات: تعمل على تنظيم العلاقات بين الموظفين والإدارة، وكذلك مع الأطراف الخارجية مثل العملاء والموردين.
- تمييز المؤسسة: تمنح المؤسسة هوية فريدة تميزها عن غيرها، خاصة إذا كانت تتبنى قيمًا مثل الابتكار والتميز.
- تحقيق الأهداف: تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها من خلال توحيد جهود الموظفين وتوجيههم نحو تحقيق رؤية مشتركة.
- التكيف مع التغيير: تؤثر في قدرة المؤسسة على التكيف مع التغييرات في السوق وتبني التقنيات الجديدة.
- جذب الكفاءات: تجذب الموظفين الموهوبين الذين يبحثون عن بيئة عمل تدعم النمو والابتكار.
- تسهيل الإدارة: تقلل من الحاجة إلى السياسات الصارمة من خلال تعزيز ثقافة الثقة والمسؤولية.
تصنيفات البيئة المؤسسية
تتنوع البيئات المؤسسية ويمكن تصنيفها بناءً على عدة معايير، وأهم هذه التصنيفات تشمل:
البيئة المؤسسية القوية
تتميز هذه البيئة بوجود قيم ومعتقدات مشتركة بين جميع أفراد المؤسسة، حيث يلتزمون بها ويعملون وفقًا لها. هناك عاملان رئيسيان يدلان على قوة هذه البيئة:
- الإجماع: يشير إلى مدى توافق قيم واتجاهات الموظفين مع قيم المؤسسة. يتم تعزيز ذلك من خلال توعية الموظفين بالقيم السائدة وتقديم الحوافز للملتزمين بها.
- الشدة: تعبر عن مدى تمسك الموظفين بالقيم والمعتقدات الخاصة بالمؤسسة.
البيئة المؤسسية الضعيفة
تكون البيئة المؤسسية ضعيفة عندما لا يولي الموظفون اهتمامًا كبيرًا بقيم المؤسسة ولا يلتزمون بها، مما يؤدي إلى صعوبة في تحقيق الأهداف المشتركة.
البيئة المؤسسية المهيمنة
تعكس القيم الأساسية والاتجاهات التي يتبناها غالبية أعضاء المنظمة، ولكنها لا تمثلهم جميعًا بشكل كامل.
البيئات المؤسسية الفرعية
تمثل الأنماط الثقافية التي تنشأ داخل الوحدات والأقسام الداخلية للمنظمة.
مكونات البيئة المؤسسية
تتكون البيئة المؤسسية من عدة عناصر أساسية تتكامل مع بعضها لتشكيل الهوية الثقافية للمؤسسة، وتشمل هذه العناصر:
- القيم المؤسسية: تمثل الاتفاقات المشتركة بين أعضاء المؤسسة حول ما هو مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه، وتوجه سلوكيات الأفراد. وتشمل الاهتمام بإدارة الوقت، والإنتاجية، والعلاقات الإنسانية.
- المعتقدات المؤسسية: تشمل الأفكار المشتركة بين أعضاء المؤسسة حول طبيعة العمل والتصرفات الاجتماعية، وكيفية إنجاز المهام بالطريقة الصحيحة.
- الأعراف المؤسسية: تمثل المعايير التي يلتزم بها الأفراد في المؤسسة، والتي تفيد المؤسسة وبيئتها. يجب أن تكون مكتوبة وموضحة من قبل الإدارة وواجبة الاتباع.
- التوقعات المؤسسية: هي عبارة عن عقد نفسي بين العامل والمؤسسة، مثل توقعات الرئيس من مرؤوسيه، والموظفين من بعضهم البعض، والتي تتمثل في الاحترام المتبادل.
المراجع
- Richard Huff,”organizational culture”,britannica.com, Retrieved 13/6/2023. Edited.
- الدكتور سعد علي ريحان المحمدي ،إدارتا التميز والجودة صورة المنظمات المعاصرة، صفحة 47-48. بتصرّف.
- أبالدكتور سعد علي ريحان المحمدي ،إدارتا التميز والجودة صورة المنظمات المعاصرة، صفحة 51-52. بتصرّف.
- أبمحمد سرور الحريري،ثقافة العلاقات الاستراتيجية في إدارة الشركات العالمية والمؤسسات الدولية والخاصة، صفحة 130. بتصرّف.
- د رافدة الحريري،اتجاهات حديثة في إدارة الموارد البشرية، صفحة 168-169. بتصرّف.