التشابه بين غسل الجنابة والحيض
لا يوجد اختلاف جوهري بين الاغتسال من الجنابة والاغتسال من الحيض. كلاهما يهدف إلى رفع الحدث وإزالة المانع من أداء العبادات كالصلاة. وينطبق هذا الحكم أيضاً على غسل النفاس وسائر الأغسال المشروعة في الإسلام. والجدير بالذكر أنه يُستحب للمرأة بعد الاغتسال من الحيض أو النفاس أن تضع شيئاً من المسك أو الطيب في موضع خروج الدم.
وقد اختلف العلماء في بعض التفاصيل المتعلقة بالغسل، مثل مسألة نقض الشعر. فذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى وجوب نقض الشعر في غسل الحيض دون غسل الجنابة، بينما ذهب جمهور العلماء إلى وجوب نقضه في كليهما. والراجح هو قول الجمهور بوجوب نقض الشعر في الغسل من الحيض والجنابة لضمان وصول الماء إلى جميع أجزاء الرأس.
الكيفية الصحيحة للاغتسال
تتحقق الطهارة بالاغتسال بطريقتين رئيسيتين: الغسل الكامل والغسل المجزئ.
الغسل المجزئ: يبدأ بنية الطهارة، ثم تعميم جميع أجزاء الجسد بالماء، مع الحرص على وصول الماء إلى جميع المناطق الظاهرة من الجسم. في هذا النوع من الغسل، يقتصر المغتسل على الواجبات دون السنن والمستحبات. يجب الحرص على المضمضة والاستنشاق في هذا الغسل.
الغسل الكامل: يبدأ بغسل الكفين وتطهير الفرج، ثم الوضوء وضوءاً كاملاً كما للصلاة، ثم غسل الرأس ثلاث مرات مع تخليل الشعر، ثم تعميم الجسد بالماء مع الحرص على وصول الماء إلى جميع الأجزاء.
اختلف العلماء في مسألة التسمية عند الوضوء والاغتسال. يرى جمهور العلماء أن التسمية مستحبة وليست واجبة، بينما ذهب الحنابلة إلى القول بوجوبها.
تعريف الجنابة والحيض
الحيض: لغةً، يعني السيلان. واصطلاحاً، هو الدم الذي يخرج من قعر رحم المرأة في أوقات معلومة. يعتبر الحيض علامة على بلوغ الفتاة، ولا يتقيد بفترة محددة من العمر أو مدة معينة من كل شهر، فالعبرة في رؤية الدم ذاته.
المرأة المستحاضة يجب عليها أن تتطهر وتصلي.
الجنابة: هي وصف يطلق على الرجل والمرأة إذا حدث بينهما جماع، أو إذا نزل المني بشهوة من غير جماع.