مقدمة
تهدف هذه المقالة إلى تقديم دليل شامل للأمهات والمعلمات حول كيفية الاستعداد ليوم ناجح ومثمر في الروضة. التركيز على أهمية الروتين اليومي والأنشطة التعليمية والترفيهية التي تساهم في تنمية شخصية الطفل وتعزيز مهاراته المختلفة.
أهمية الروتين اليومي في الروضة
الالتزام بروتين يومي محدد في الروضة له فوائد جمة، فهو يساعد على بناء شخصية الطفل بشكل منظم وناجح. هذا الروتين يسهل الكثير من الأمور على الطفل والمعلمة على حد سواء. تخيلوا معي كيف يسير اليوم الدراسي النموذجي:
الأنشطة الصباحية في الروضة
يبدأ اليوم بدخول الطفل إلى الروضة (الساعة الثامنة صباحًا). تستقبله المعلمة بابتسامة ودودة، وتأخذ حقيبته وجاكيتته (إذا كان الجو باردًا). تعلق الجاكيت وتفتح حقيبة الطفل لتضع الكراسات في صندوق بلاستيكي كبير مخصص لذلك (هذا الإجراء يتم مع جميع الأطفال). بعد ذلك، يتوجه الطفل إلى طاولة الطعام، حيث تقدم له المعلمة وجبة الإفطار.
عند انتهاء وقت الإفطار (في الساعة التاسعة، بعد اكتمال عدد الأطفال)، يقوم الأطفال ببعض التمارين الرياضية الخفيفة والمناسبة لأعمارهم (لمدة عشر دقائق). تهدف هذه التمارين إلى تنمية المهارات الحركية لدى الأطفال.
يدخل الأطفال بعد ذلك إلى منطقة الدراسة، حيث تشرح لهم المعلمة قوانين الروضة وهي واقفة، وتشير إلى ورقة معلقة على الحائط تحتوي على صور معبرة لتلك القوانين، حتى يفهمها الأطفال بشكل جيد (الساعة التاسعة والربع).
بعد ذلك، تقوم المعلمة بعمل الدائرة الصباحية، حيث يتم اختيار طفل لتغيير تاريخ اليوم.
الأنشطة التعليمية والترفيهية
بعد انتهاء الدائرة الصباحية (الساعة العاشرة)، يتم تذكير الأطفال بالفترة التالية وقوانينها. ثم يتناول الأطفال وجبة خفيفة مثل البسكويت والعصير، أو الأرز باللبن، أو المهلبية…
بعد انتهاء الوجبة الخفيفة (الساعة العاشرة والربع)، يتم تذكير الأطفال بالفترة التالية وقوانينها مرة أخرى. ثم يبدأ الأطفال في تلقي الدرس (لغة عربية، لغة إنجليزية، رياضيات، أو حساب). يتم التركيز على درس واحد في اليوم، وليس خليطًا من المواد المختلفة.
بعد انتهاء التعليم وتصحيح الكراسات والواجب المنزلي (الساعة الحادية عشرة)، يتم تذكير الأطفال بالفترة التالية وقوانينها.
وقت اللعب الحر
يخرج الأطفال للعب الحر لمدة نصف ساعة (الساعة الحادية عشرة والنصف).
الغداء ووقت الراحة
يجلس الأطفال لتناول الغداء، ثم ينامون بعد غسل أسنانهم وأيديهم. فترة القيلولة تبدأ في الساعة الثانية عشرة والنصف.
بالنسبة للأطفال الذين لا يرغبون في النوم، يتم توفير نشاط آخر لهم (الساعة الواحدة والنصف). يستيقظ الأطفال ويستعدون للرحيل.
أنشطة مبتكرة في الروضة
من الأنشطة المبتكرة التي يمكن تطبيقها في الروضة:
لعبة البحث عن العلامات المميزة: يصطف الأطفال على شكل دائرة أو في طابور، وتوضع عند أقدامهم نسخة من علاماتهم المميزة. عند إعطاء الإشارة، يقوم الأطفال بجولة حرة داخل المكان، وعند إعطاء إشارة أخرى، يجري الأطفال ليحاول كل منهم الجلوس في المكان الذي توجد فيه علامته المميزة.
هذا النوع من اللعب يتيح فرصة كبيرة لتقييم تعبيرات الأطفال الفردية بمختلف أنواعها: الخجل، المبالغة، تعبيرات الوجه، ورد الفعل السمعي والحركي.
استكشاف الحواس الخمس باستخدام الفشار
الفشار وجبة “متعددة الحواس” ومحببة لدى الأطفال، ويمكن استخدامها لشرح الحواس الخمس بطريقة ممتعة وتفاعلية.
الأدوات المطلوبة: فشار، ورقة بيضاء، قلم رصاص، طباشير ملون، مجلات قديمة، مقص، غراء.
- حاسة السمع: اجعل الطفل يقف بجوارك أثناء عمل الفشار. عند سماع صوت طرقعة الفشار، اسأله: ما هذا الصوت؟ سيقول: صوت الفشار. ثم اسأله: كيف سمعته؟ قد يجيب: بأذني. وإذا لم يعرف، قل له وأشر إلى أذنه، ثم أغلق أذنه بيدك واسأله: هل سمعت شيئًا؟ سيقول: لا. اشرح له أن الأذن تساعدنا على سماع الأصوات.
- حاسة الشم: مرر طبق الفشار على الأطفال ليشموه، واسألهم: كيف تجدون رائحته؟ سيقدم الأطفال آراءً مختلفة. اشرح لهم أن الأنف تساعدنا على شم الروائح.
- حاسة البصر: اجعل الأطفال ينظرون إلى الفشار، ثم اطلب منهم إغماض أعينهم. اسألهم: هل ترون الفشار؟ سيقولون: لا. ثم اطلب منهم فتح أعينهم. اشرح لهم أن العين تساعدنا على رؤية الأشياء.
- حاسة اللمس: أعطِ لكل طفل حبة فشار واطلب منه أن يخبرك كيف يجد ملمسها: ناعم أم خشن. اشرح لهم أن اليد تساعدنا على معرفة ملمس الأشياء.
- حاسة الذوق: عند تذوق الطفل الفشار، اسأله: كيف تجد طعمه؟ لذيذ أم مر؟
