الاختلافات الجوهرية بين التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير التلفزيوني

مقدمة

في عالم الطب الحديث، تلعب تقنيات التصوير دورًا حيويًا في التشخيص والعلاج. من بين هذه التقنيات، يبرز التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) والأشعة التلفزيونية كأدوات أساسية. على الرغم من أن كلتا التقنيتين تستخدمان الموجات، إلا أنهما تختلفان في آليتهما وتطبيقاتهما. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه الفروقات الجوهرية بين السونار والأشعة التلفزيونية.

ما هو التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)؟

يعتبر السونار تقنية تعتمد على استخدام الموجات الصوتية للتنقل وتحديد مواقع الأجسام. يشيع استخدامه في البيئات البحرية للكشف عن الأجسام المختلفة مثل السفن، والجبال الجليدية، والغواصات، وغيرها من المخاطر المحتملة. تعتمد آلية عمل السونار على إرسال موجات صوتية نحو الأجسام المراد دراستها، ثم استقبال الموجات المنعكسة عنها. يتم تحليل هذه الموجات المنعكسة لتحديد المسافة، والشكل، والحجم، وغيرها من الخصائص.

تتميز هذه التقنية بقدرتها على اختراق المياه لمسافات أبعد من الموجات الضوئية أو الرادارية، مما يجعلها أداة قيمة في استكشاف البيئات البحرية.

لمحة تاريخية عن السونار

يعود الفضل في تطوير تقنية السونار إلى ليوناردو دافنشي، الذي استخدم سفينة بسيطة في عام 1490 لإجراء تجارب أولية. ومع ذلك، لم يشهد السونار تطورًا كبيرًا حتى الحرب العالمية الأولى، حيث تم استخدامه للكشف عن الغواصات، وتحديد مواقع حطام السفن، ورسم الخرائط البحرية. لعبت هذه التقنية دورًا حاسمًا في العمليات العسكرية وفي السلامة البحرية.

استخدامات السونار المتنوعة

تتعدد استخدامات السونار في مختلف المجالات، وتشمل:

• الاستخدامات العسكرية: كما ذكر سابقًا، تم استخدام السونار في الحرب العالمية الأولى للكشف عن الغواصات وتحديد مواقعها.
• صيد الأسماك: يستخدم السونار لتحديد مواقع تجمعات الأسماك، مما يساعد الصيادين على زيادة إنتاجهم.
• رسم الخرائط البحرية: يستخدم السونار لرسم خرائط لقاع البحر، مما يساعد في الملاحة البحرية الآمنة.
• تحديد مواقع الغواصين: يستخدم السونار لتحديد مواقع الغواصين الذين يكونون على مسافات بعيدة.
• الكشف عن الألغام: يستخدم السونار للكشف عن الألغام البحرية.
• التعدين: يستخدم السونار في بعض المناجم لتحديد مواقع المعادن.

ما هي الأشعة التلفزيونية؟

الأشعة التلفزيونية هي تقنية تصوير طبي تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لأغراض التشخيص الطبي. تُعرف أيضًا بالتصوير بالموجات فوق الصوتية التشخيصية، وتعتبر أداة أساسية في متابعة صحة الأم والجنين أثناء فترة الحمل. تعتمد هذه التقنية على إرسال واستقبال موجات صوتية عالية التردد، تتجاوز قدرة الأذن البشرية على السمع.

تستخدم هذه التقنية على نطاق واسع لتوفير صور حية للأعضاء الداخلية، مما يساعد الأطباء على تقييم حالتها ووظائفها.

كيف تعمل الأشعة التلفزيونية؟

تعتمد آلية عمل الأشعة التلفزيونية على إرسال موجات صوتية عالية التردد من خلال محول الطاقة. تخترق هذه الموجات أنسجة الجسم المختلفة، وتنعكس عنها بكثافات متفاوتة. يتم استقبال هذه الموجات المنعكسة بواسطة المحول، ثم يتم تحويلها إلى صور مرئية على شاشة العرض.

تظهر الصور الناتجة بالأبيض والأسود، حيث تشير المناطق السوداء إلى الأوساط السائلة المحيطة بالجنين أو الأعضاء الداخلية، بينما تشير المناطق البيضاء إلى الأجزاء الأكثر كثافة مثل الأنسجة والعظام. تسمح هذه التقنية بدراسة حالات الجنين المختلفة، وتقييم صحة الأعضاء الداخلية، وتشخيص العديد من الأمراض.

تتراوح الترددات المستخدمة في التصوير بالموجات فوق الصوتية عادةً من 1.6 إلى 10 ميجاهرتز، وأكثرها شيوعًا الموجات التي يتراوح ترددها بين 3 و 7.5 ميجاهرتز. كلما كان تردد الموجات المستخدمة أقل، كلما كانت الصورة أكثر وضوحًا، لأن الموجات تخترق أنسجة الجسم بشكل أكبر.

آيات قرآنية وأحاديث نبوية ذات صلة

قال تعالى في سورة الروم، الآية 22:

“وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”

و قوله في سورة فصلت, الآية 53:

“سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”