الإمام الغزالي: حياته وآثاره

رحلة حياة الإمام الغزالي، من طفولته و تعليمه إلى رحلته في طلب العلم و تأليفه، و تركه الكبير في الفقه، التصوف، و الفلسفة.

جدول المحتويات

مقدمة

عندما يقرر الله سبحانه وتعالى أن يمنح شخصًا فضلًا كبيرًا، ييسر له فهم الدين وجعله نافعًا لأمته. يعتبر الإمام أبو حامد الغزالي أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، والذي لُقب بحجّة الإسلام، و ترك وراءه إرثًا غنيًا من الكتب و المؤلفات التي لا تزال تُدرس حتى يومنا هذا.

نشأته وتعليمه

ولد الإمام الغزالي في مدينة طوس عام 450 هـ الموافق 1058م. توفي والده وهو في سن صغيرة، فكفلته عائلة أخيه الأكبر. لاحظ أبوه قبل وفاته ذكاءه وفطنته، وأوصى بأن يُعلم على يد صديق له من الصوفية.

تلقى الإمام تعاليم الإسلام من هذا الصوفي، فشرب الصوفية من خلاله. و عندما كبر، سافر إلى نيسابور ليتلقى العلوم على يد إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، وأصبح من أشهر تلامذته.

بدأ الإمام الغزالي في المناظرات مع العلماء وهو لا يزال شابًا، مما فرح به شيخه و شجعه على مواصلة تعليمه.

تدريسه

بعد وفاة إمام الحرمين في سنة 478 هـ، سافر الإمام الغزالي إلى بغداد. و بفضل قربه من نظام الملك الوزير آنذاك، بدأ التدريس في المدارس النظامية في بغداد.

كان يدرّس الفقه وأصوله و سائر تعاليم الشريعة الإسلامية، و استمر في التدريس لمدة أربعة سنوات، حتى اشتهر بين الناس و صار مقصدًا لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

عن هذا، قال الإمام أبو بكر بن العربي: “رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم”.

سلوكه للزهد

بعد هذه المدة، انغمس الإمام الغزالي في دراسة كتب التصوف، و صحب الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي، أحد أبرز الشخصيات الصوفية في عصره.

أثر هذا على الإمام الغزالي، ودفعه إلى العزلة عن الناس و الانخراط في التصوف و بدء مرحلة جديدة من حياته.

غادر بغداد سرًا، تاركًا وراءه كل المناصب و الشهرة التي حققها، في عام 488 هـ. سافر لـ 11 سنة، زار القدس، الخليل، دمشق، المدينة المنورة، و مكة المكرمة.

كتب خلال تلك الرحلة كتابه الشهير “إحياء علوم الدين” والذي يعتبر خلاصة لتجربته.

وفاته

عاد الغزالي إلى مدينته طوس عام 499 هـ، و اختار مكانًا بالقرب من بيته للعبادة و العزلة، و مدرسة للفقهاء.

توفي فيها سنة 505 هـ الموافق 1111م.

مؤلفاته

ترك الإمام الغزالي تراثًا غنيًا من الكتب في مختلف العلوم الشرعية: الفقه، أصول الفقه، العقيدة الإسلامية، التصوف، الفلسفة، و الرد على المخالفين.

يُقدر عدد مؤلفاته بأكثر من 228 كتابًا، بعضها مطبوع و بعضها مخطوط و بعضها مفقود.

من أهم كتبه:

* الاقتصاد في الاعتقاد
* بغية المريد في مسائل التوحيد
* إلجام العوام عن علم الكلام
* المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى
* تهافت الفلاسفة
* ميزان العمل
* إحياء علوم الدين
* بداية الهداية
* أيها الولد
* الأربعين في أصول الدين
* كيمياء السعادة (كتب بالفارسية و ترجم إلى العربية)
* منهاج العابدين
* الوسيط، في فقه الإمام الشافعي
* المستصفى في علم أصول الفقه
* شفاء الغليل في القياس والتعليل
* القسطاس المستقيم
* لباب النظر

مصادر

* الموسوعة العربية، الغزالي (أبو حامد)، ج13، ص859.
* شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن عماد الحنبلي.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أبو حاتم الرازي: حياته وإنجازاته

المقال التالي

أبو حذيفة بن عتبة: قصة صحابي جليل

مقالات مشابهة

أحاديث عن فضل العمل و أهميته

تُسلّط هذه المقالة الضوء على أهمية العمل في الإسلام، مع عرض أحاديث نبويةٍ تُبرز فضل العمل، وتركيزاً خاصاً على عمل الرجل بيديه. كما تتطرّق المقالة إلى أهمية إتقان العمل، وتُقدّم دليلاً على ذلك من خلال حديثٍ نبويٍّ شريف.
إقرأ المزيد